icon
التغطية الحية

أين تخفي إيران الآثار الشيعية في سوريا؟

2020.11.06 | 10:50 دمشق

1047079213_0_256_2730_1792_1200x0_80_0_1_8f46a4d4b36683a85b1f1b888b7cf3a3.jpg
"حجر الحسين" بعد إعادته إلى مسجد النقطة في حي الأنصاري بحلب - سبوتنك
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أُعيد إلى "مسجد النقطة"، أو "مقام مشهد النقطة"، الذي يقع على سفح جبل الجوشن بحي الإذاعة بمنطقة الأنصاري في مدينة حلب، ما يسمى "حجر النقطة"، الذي يقال إن عليه نقطة من دم رأس الإمام الحسين.

ويعتبر "مقام مشهد النقطة" من المزارات المهمة لدى الشيعة، ونُقلت "صخرة النقطة" من المقام عقب خروجها عن سيطرة النظام أواخر العام 2012، وأعيدت يوم أمس إلى موضعها، وافتتح المقام أمام الزوار وسط مراسم احتفالية، وفق ما نقلت وكالة "سبوتنك" الروسية.

ونقلت الوكالة عن الباحث الديني عبد اللطيف تقي قوله إن الحجر "أخفي في بداية الحرب على حلب، نظراً لقدسيته وقيمته التاريخية والدينية الكبيرة"، ويضيف "استطعنا أن نحافظ على هذا الأثر العظيم من آل رسول الله، واليوم يعود إلى مكانه بالتزامن مع ذكرى ولادة الرسول الكريم".

1047079058_29_25_3071_2047_3042x2022_80_0_0_90eaaa25704cab4cd45eed4cefa1cadc.jpg
ساحة مسجد النقطة في حي الإذاعة بمنطقة الأنصاري بحلب - سبوتنك
1047078982_33_29_3071_2047_3038x2018_80_0_0_c97ddba84a16833c00d423a367aeaa5b.jpg
محتفليون بعودة "حجر الحسين" إلى مسجد النقطة - سبوتنك

 

في حين قالت وكالة "مهر" الإيرانية، إن "حارس المقام قام بإخفاء الحجر في مكان مجهول وسري في عام 2012، لحمايته ومنع تدميره، ولم يعرف أحد مكان إخفائ"، مشيرة إلى أن حارس المقام غادر سوريا، دون أن تحدد إلى أين، أو إن كان الحجر برفقته.

وأكدت أن الحجر عاد إلى مكانه بالتزامن مع ولادة الرسول الكريم، وأطلقت على عودته شعار "العودة للولادة".

يذكر أنه في نيسان من عام 2017، أقيم احتفال ديني في المسجد، نظمته ورعته ميليشيات شيعية موالية لإيران في مدينة حلب، وأعلن حينها أن الحجر سيعود إلى المسجد في وقت قريب.

1396020812533542310661304.jpg
احتفال ديني نظمته ورعته ميليشيات شيعية موالية لإيران في مسجد النقطة بمدينة حلب في نيسان من العام 2017 - وكالة تسنيم الإيرانية

 

أين أُخفي "حجر النقطة"؟

يؤكد مصدر من "المديرية العامة للآثار والمتاحف" بدمشق، ومطلع على ملف المزارات الدينية الشيعية، لموقع "تلفزيون سوريا" أن "حجر النقطة" كان محفوظاً في أحد المستودعات التابعة لـ "المستشارية الثقافية الإيرانية" بدمشق.

وذكر المصدر أن الحجر حُفظ في مستودع المستشارية بداية العام 2014، وقبل ذلك لا يعلم أحد أين كان، لكنه نفى معرفته بحارس المقام أو الوصي عليه، الذي ذكرته وكالة "مهر" الإيرانية، موضحاً أن المزارات الدينية في عموم سوريا غالباً ما كانت تشرف عليها لجان أهلية، ولا يوجد جهة رسمية تتولى تنظيم أمورها.

وأضاف المصدر أن المستشارية شكّلت، منذ بداية الأحداث في سوريا، لجنة خاصة من أعضاء المستشارية، تعاونت معها شخصيات سورية من المناطق التي توجد فيها المزارات والمقامات الشيعية، بهدف حماية الآثار الشيعية المهمة في مختلف محافظات سوريا ونقلها حرصاً على سلامتها.

وأوضح المصدر أن عمل اللجنة تطوّر لاحقاً، وانبثقت عنها لجان أخرى تشكّلت لحماية المقامات الشيعية في عدة مناطق مثل دمشق القديمة وحلب ودير الزور.

وأشار المصدر إلى أن المستشارية تملك عدة مستودعات محصنة، منها ما هو موجود داخل السفارة الإيرانية في دمشق، أخفي في أحدها "حجر النقطة"، مع آثار أخرى.

 

ما هي قصة "صخرة الحسين"؟

بحسب الرواية الشيعية، تعود قصة "صخرة الحسين" إلى القرن الأول للهجرة، حين وصل موكب "سبايا أهل البيت" إلى مدينة حلب قادمين من كربلاء، وهم في طريقهم إلى الشام.

ويقول رجل الدين الشيعي اللبناني، حسن يوسف مكي، إن "موكب السبايا عند وصولهم إلى مدينة حلب، نزلوا خارج المدينة على سفح جبل الجوشن، ووضعوا رأس الحسين على صخرة كانت هناك، فسقطت نقطة من دم الحسين على الصخرة، التي احتفظ بها أهالي حلب، وأنشؤوا مسجدًا في موضعها".

في حين تقول رواية أخرى إن أحد رهبان الدير، وبعد أن رأى نوراً يصعد إلى السماء من صندوق يحمله جيش بنو أمية القادم من العراق فيه رأس الحسين، دفع كل ما يملك من المال لقادة الجيش ليأخذ الرأس الشريف لليلة واحدة، وأثناء ذلك سقطت نقطة دم من الصندوق على إحدى الصخور، فكانت القطرة موضع اهتمام المسلمين.

وتنفي روايات كثيرة الرواية الشيعية، وتؤكد أن إيران تستخدم هذه الرواية ذريعة لخلق مزار للشيعة في مدينة حلب، لأسباب تتعلق بزيادة نفوذها وبنشر التشييع في حلب. 

ويذكر المؤرخون أن مسجد النقطة، أو "مقام مشهد النقطة"، شيّده لأول مرة الأمير أبو الحسن علي سيف الدولة الحمدانية في عام 351 للهجرة، حين فتح حلب وبلاد الشام، واتخذ الصخرة التي تحمل دماء الحسين ضريحاً، وشيّد عليها قبة وبنى حولها مقاماً.

وخلال القرن التاسع عشر، أهمل المقام، وتعرض لتدمير إثر اتخاذه مستودعاً للذخيرة من قبل الجيش العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى، وبقي كذلك حتى العام 1958، حيث تبنّت "المرجعية الشيعية العليا" إعادة بنائه وترميمه.

 

 

اقرأ أيضاً: ممثل خامنئي في سوريا.. الحرب الثقافية لا تقل أهمية عن المعارك