icon
التغطية الحية

أهالي المفقودين السوريين يطالبون الأمم المتحدة بتأسيس منظمة للمختفين قسرياً

2023.06.16 | 13:43 دمشق

عائلات من أجل الحرية
تظاهرة لـ نساء من أجل الحرية من أجل كشف مصير المختفين قسريا والمعتقلين في سوريا
France 24 - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يُقدّر عدد المختفين قسرياً بسوريا بأكثر من 100 ألف سوري، ويعاني الأهالي من مختلف المناطق السورية في الكشف عن مصير ومكان أحبائهم المفقودين، وذلك لأن أغلبهم اعتقلهم النظام بشكل عشوائي أو أخفاهم قسرياً، في حين اختطف تنظيم الدولة أو غيره من الجماعات المقاتلة البقية المتبقية.

إلا أن مصوراً عسكرياً منشقاً، اسمه الحركي قيصر، هرّب الآلاف من الصور خارج سوريا، وفي معظمها تظهر جثث لمعتقلين سوريين قضوا في سجون النظام.

رابطة عائلات قيصر

فقدت ياسمين المشعان، وهي عضو مؤسس في رابطة عائلات قيصر، خمسة من أشقائها خلال الحرب، إذ قتل النظام السوري ثلاثة منهم (اثنان اختفيا قسرياً، والثالث تعرفوا إليه من خلال صور قيصر)، أما الرابع فقد اختطفه تنظيم الدولة.

ولهذا وصفت لنا ياسمين مدى الألم النفسي الذي يحس به المرء الذي فقد عزيزاً من دون أن يدري أين هو، وهي تقف خارج مبنى أمانة الأمم المتحدة بنيويورك يوم الثلاثاء الماضي، وقد أحاطت بها صور المختفين قسرياً، وتقول: "الوقت يمضي من دون أن نبارح مكاننا أو نفعل شيئاً... فأنتم لا تعرفون أي معلومة، ولا تعرفون إن مات أم لا، أو إن كان بحاجة لمساعدتكم، ولهذا من الصعب جداً شرح مشاعري لشخص لم يفقد عزيزاً".

رفع المترجم خليل الحاج صالح صورة لشقيقه فراس الذي اختطفه تنظيم الدولة في تموز 2013، إلى جانب صورة زوجة شقيقه التي اختطفها جيش الإسلام الذي ينتمي للتحالف العسكري الإسلامي المناهض للنظام في الغوطة، خلال العام نفسه. وفي عام 2019، أسس خليل برفقة آخرين تحالف عائلات مخطوفي داعش، وشرح إلى أي مدى يمكن لتأسيس المنظمة أن يساعد أهالي المختفين قسرياً، وأضاف: "نحتاج لفريق من العلماء ليساعدنا في العثور على الجثث والتعرف عليها، أي لفريق متخصص بالتحليل الجنائي".

تعميم القرار

عممت مجموعة من الدول الأعضاء في الجمعية العمومية، وتضم ألبانيا وبلجيكا والرأس الأخضر وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان ولوكسمبورغ ومقدونيا الشمالية مشروع قرار يقضي بإنشاء هيئة دولية لمساعدة أهالي المفقودين السوريين على اكتشاف ما حل بأحبائهم.

وقد أيد أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، هذه الخطوة، إذ خاطب الجمعية العمومية في آذار الماضي قائلاً: "يستحق الشعب السوري شيئاً من الأمل بالمستقبل، ويستحق السلام والأمن، كما يستحق أن يعرف حقيقة مصير الأعزاء الغائبين، والعدالة تتطلب ذلك، والسلام والمصالحة يقومان على ذلك أيضاً".

في الوقت الذي أعرب فيه الاتحاد الأوروبي إلى جانب عدد من الدول الغربية، بينها الولايات المتحدة وكندا، عن تأييد شديد لتشكيل هيئة دولية من أجل المفقودين السوريين، ارتأت دول أخرى بينها روسيا بأن هذا المخطط مسيس، إذ وصف المندوب الروسي ذلك التحرك بأنه: "آلية أخرى غير مجدية ذات طبيعة سياسية".

عائلات من أجل الحرية

أطلقت فدوى محمود، وهي إحدى مؤسسات منظمة عائلات من أجل الحرية، نظرة تحد باتجاه مبنى الجمعية العمومية وهي تحمل صورة ابنها، ماهر طحان، وزوجها، عبد العزيز الخيّر، اللذين فقدا منذ عام 2012، وقالت بأن النظام يتجاهل التقارير حول الآلاف من المفقودين، وأضافت أن: "السلطات السورية تقول بأنه لا يوجد لديها معتقلون أو مفقودون، فهم ينكرون كل شيء، ولهذا من الطبيعي ألا يوافقوا على تأسيس منظمة تعنى بشؤون المغيّبين".

يعتبر التصويت على هذا القرار لدى الجمعية العمومية بمنزلة تتويج لسنوات من العمل الذي قدمته منظمات شعبية سورية تعنى بأهالي المفقودين، وذلك لأن تأسيس منظمة مستقلة يعني الدفاع عن حق الأهالي بمعرفة مصير أقربائهم المفقودين، وهو حق مكفول بموجب القانون الدولي.

بحسب تقديرات الأمم المتحدة، قتل أكثر من 300 ألف إنسان في سوريا منذ بدء الحرب في عام 2011، وذلك بعدما شن الأسد حملة قمع عنيفة ضد المظاهرات المطالبة بالديمقراطية.

المصدر: France 24