icon
التغطية الحية

أنباء يرافقها حذر.. هل توصلت الأطراف إلى تهدئة في إدلب؟

2023.10.09 | 16:08 دمشق

ءؤر
قصف على قرى جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي - محمد دعبول
إدلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

يشهد الواقع الميداني في محافظة إدلب شمال غربي سوريا انخفاضاً في وتيرة القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على الأحياء السكنية في المحافظة من قبل روسيا والنظام السوري، مقارنة بالأيام الأربعة الماضية، بالتزامن مع الحديث عن تهدئة بين الأطراف تعيد الهدوء إلى المنطقة تدريجياً.

وبدأ تصعيد روسيا والنظام السوري على منطقة شمال غربي سوريا منذ خمسة أيام، وأكد فريق منسقو استجابة سوريا، تعرّض المنطقة لأكثر من 198 استهدافاً تركّز على أكثر من 61 مدينة وقرية، كما نفّذت الطائرات الحربية الروسية أكثر من 35 غارة بالصواريخ، خلال فترة التصعيد الحالية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 42 مدنياً بينهم تسعة نساء و12 طفلاً. 

بوادر تهدئة

أكد مصدر في غرفة عمليات "الفتح المبين" بمحافظة إدلب، أن النظام السوري طلب هدنة تضمن وقف إطلاق النار، بعد أن استهدفت غرفة العمليات مواقع للنظام في الساحل السوري، وتحديداً في القرداحة بريف اللاذقية.

وأشار المصدر في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إلى أن غرفة العمليات وضعت مهلة محددة انتهت في الساعة التاسعة صباحاً، لتقييم التزام النظام بالتهدئة، وإلا فإن الفصائل ستعاود استهداف مواقعه في الساحل رداً على أي قصف يطول مناطق سيطرة المعارضة.

ورغم ذلك، قصفت الطائرات الروسية منطقة الكبينة بريف اللاذقية، كما طال القصف الصاروخي والمدفعي عدة بلدات وقرى بريف إدلب، ومنها سفوهن والفطيرة ودير سنبل.

ولوحظ توقف عمليات القصف على عمق مناطق سيطرة المعارضة، كمركز مدينة إدلب، ومدينة أريحا في ريفها الجنوبي، أو مدينة دارة عزة غربي حلب.

وقالت غرفة العمليات في بيان رسمي: "نعلم أهلنا أن عصابات الأسد تطالب بتهدئة عسكرية بعد استهداف مواقع حساسة لديها في عمق المناطق المحتلة، وموقفنا الواضح أن من بدأ بقصف الآمنين في المناطق المحررة، عليه أن يتوقف عن عدوانه وإلا فإن ضرباتنا مستمرة نحو مواقع جديدة في عمق دياره"، وفق قولها.

تلميح لوقف إطلاق النار

ألمح رئيس حكومة الإنقاذ في إدلب، علي كدة، خلال مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، إلى أن التصعيد الحالي من قبل روسيا والنظام قد يشارف على الانتهاء، كما أكد في الوقت نفسه، أنهم "لا يأمنون غدر النظام، ما يتطلب التعامل مع الموقف بحذر، حتى تتبين النتائج بشكل أكبر".

وذكر كدة أن "جميع الفصائل العسكرية بحالة جيدة ومستعدة لأي رد عسكري والخيارات مفتوحة في حال استمر النظام في التصعيد"، كما تحدث عن إمكانية وجود تواصىلات وحراك لا يعرفون به خارج "المناطق المحررة" للتوصل إلى تهدئة (في إشارة ربما إلى الجانب التركي)، وأن الفصائل سترد "الصاع صاعين على أي قصف".

وعقدت غرفة عمليات "الفتح المبين" اجتماعاً لقيادتها، قالت إنه "لتقييم الرد على مواقع عصابات الأسد ووضع خطط لأي احتمالات قادمة".

وحضر الاجتماع قائد الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام، أبو الحسن 600، والعسكري في أحرار الشام، أبو المنذر، وقائد جيش العزة جميل الصالح، والعسكري في الجبهة الوطنية للتحرير أبو أسيد حوران.

تزامن ذلك مع نشر صور لقائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، برفقة عدد من العسكريين، من داخل إحدى غرف العمليات، في سياق متابعة مستجدات الواقع الميداني.

ئءؤر

وقالت غرفة العمليات في بيان لها أيضاً: "إلى عصابات الأسد، ما تزال راجماتنا موجهة لقصف مواقع جديدة في عمق المناطق المحتلة وجنودنا على أهبة الاستعداد على محاور القتال للإثخان بكم"، وفق وصفها.

تحركات دبلوماسية

مصادر في المعارضة السورية، قالت لموقع تلفزيون سوريا، إن هيئة التفاوض السورية، أجرت اتصالات مع عدة دول، منها الولايات المتحدة وتركيا وقطر والاتحاد الأوروبي، للمساهمة في إيقاف التصعيد الحاصل في إدلب.

وأشارت المصادر إلى أن التصعيد الإسرائيلي تجاه قطاع غزة في فلسطين، خطف الأنظار بشكل كبير عما جرى في إدلب، لذا حظي بالنسبة الأكبر من الاهتمام لدى الدول، خاصة الولايات المتحدة.

من جهته أشار القيادي في فصائل المعارضة السورية، العقيد مصطفى بكور، إلى أنباء عن وساطة لإيقاف القصف على الشمال السوري، مضيفاً: "لكن لم يصدر أي بيان رسمي من أي دولة عن اتفاق أو هدنة".

ويوم أمس نظّم مدنيون وقفة احتجاجية أمام القاعدة التركية في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي، للمطالبة بالضغط على النظام السوري والتواصل مع روسيا لإيقاف التصعيد، في حين وعد الضباط الأتراك بنقل المطالب لقيادتهم العسكرية والسياسية.

بدوره قال الائتلاف الوطني السوري، إن الهيئة العامة في الائتلاف ستعقد اجتماعاً طارئاً اليوم الإثنين لبحث "التصعيد العسكري الإجرامي من قبل نظام الأسد وحلفائه على إدلب وريف حلب"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

حذر وتخوّف

تسود حالة من الحذر لدى سكان إدلب وريف حلب الغربي، من عودة التصعيد والقصف على المنطقة، على اعتبار أن النظام السوري لا يلتزم باتفاقيات التهدئة ووقف إطلاق النار، إنما يستغلها لإعادة ترتيب أوراقه، وربما التصعيد من جديد.

وقال المرصد العسكري "أبو أمين 80"، في منشور له: "تحذير، حتى الآن لا يوجد شيء رسمي عن وجود تهدئة أو هدنة ووقف القصف على الشمال السوري المحرر،  على أهلنا المدنيين الانتباه والحذر وتخفيف الحركة والتجمعات".

وتؤكد المعطيات العسكرية، أن المشهد العام يسير نحو التهدئة، لكن يجب "الحذر من غدر النظام السوري، مع تريث النازحين بالعودة إلى منازلهم حتى تتضح معالم التهدئة بشكل أكبر".

وسبق أن رجح العقيد مصطفى بكور في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن "فترة هذا التصعيد لن تطول إذا ما كانت ردود الفصائل موجعة وخاصة إذا ما تمت بعض العمليات النوعية على الأرض وأدت إلى خسائر مهمة في قوات العدو"، كما استبعد بكور تطوير التصعيد الحالي لعمل عسكري على الأرض.

وجاء في تقرير لموقع تلفزيون سوريا، أنه من المستبعد أن تغامر روسيا بدعم أي عملية عسكرية في الوقت الحالي نحو مناطق النفوذ التركي في شمال غربي سوريا، خاصة أنها تبذل جهوداً لتطبيع العلاقات بين النظام السوري وأنقرة وتولي أهمية بارزة لمناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة النفوذ الأميركي، ما يعني أن فرض تهدئة في نهاية المطاف بجهود دبلوماسية تركية - روسية، هو النتيجة الأرجح للتصعيد.