icon
التغطية الحية

أعراس بكرسي واحد.. ارتفاع معدلات الزواج عن بعد في اللاذقية

2022.08.01 | 06:47 دمشق

صالة أعراس في اللاذقية
صالة أعراس في اللاذقية (إنترنت)
تلفزيون سوريا - حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

رغم جلوسها وحيدة يوم عرسها أصرت زينب (23) عاماً على إكمال مراسم الزواج كاملة بارتداء الفستان الأبيض، ودعوة جميع أحبائها في صالة حطين للأعراس في اللاذقية، بينما كان عريسها عماد يتلقى التهاني عبر الفيديو.

تستعد زينب بعد هذا الحفل للسفر إلى النمسا لرؤية العريس بشكل شخصي لأول مرة، وهي مثل كثير من الفتيات اليوم في الساحل السوري ارتبطن بشريك العمر في علاقة عبر الإنترنت.

تزايد ظاهرة تزويج البنات إلى الخارج

والدة زينب قالت في حديث لموقع تلفزيون سوريا:" بداية كنت رافضة لسفر ابنتي، هناك الكثير من المخاطر التي تواجه الأزواج في الغربة أهمها عدم وجود الأهل الذين يسهمون في حل أي مشكلة".

واستدركت بالقول:"اليوم تغيرت الأحوال كثيراً، معظم شباب البلد باتوا في الخارج كما أن من بقي منهم لا يقبل على الزواج ولهذا بدأت الأسر بالتنازل والقبول بتزويج بناتهم إلى الخارج".

في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" قال ماهر وهو مالك إحدى صالات الأعراس في مدينة جبلة إن معظم الزيجات تتم اليوم إلى الخارج حيث تقام الأعراس من دون وجود العريس، مضيفا أن الأمر كان قبل سنوات يبدو غريبا ونادرا لكن معظم حفلاتنا التي تتم اليوم هي لكرسي واحد (عروس فقط).

صعوبات التواصل بين الطرفين

سماح عبد الحليم ( 25 عاما) تقيم في مدينة اللاذقية، تقول في حديث لموقع "تلفزيون سوريا": "لم أر خطيبي الذي كان في ألمانيا طوال فترة خطوبتي، والتي استمرت لمدة ثلاثة أعوام.

وأضاف: "كانت تعتريني صعوبات بسبب قلة التواصل معه على وسائل التواصل الاجتماعي نتيجة انشغاله بالعمل، صديقاتي راهنّ على فشل العلاقة وبالفعل كنت دوما أشعر بحاجتي لوجوده جانبي".

وأردفت: "تزوجنا قبل 8 أشهر، وأقمنا عرسنا في اللاذقية بحضور عائلتي وعائلته. اليوم نقضي ما فاتنا من لحظات تحلم بها كل فتاة في فترة الخطوبة".

وتتابع سماح:" الأمر ليس سهلاً، العلاقة على العالم الافتراضي قد تكون محاطة بالكثير من المجهول، لا تستطيع الفتاة عبر أزرار الإنترنت معرفة مشاعر الطرف الآخر، كما أن حدود الخيال التي يرسمها كل طرف للآخر قد لا تكون صحيحة لأن الاحتكاك والمقابلات التي تظهر عيوب كل طرف ليس موجودة".

حالات انفصال بعد الزواج عن بعد 

عادت غادة (24 عاما) قبل أشهر من السعودية إلى مدينتها اللاذقية، لم يستغرق زواجها سوى عام ونصف، لم تستطع خلالها التأقلم مع زوجها كما تروي لموقع تلفزيون سوريا.

وعن الأسباب قالت غادة: "بداية تعارفنا كانت عبر الإنترنت وتطورت إلى فترة الخطوبة التي استمرت ثمانية أشهر ثم تزوجنا. أعتقد أنني وقعت ضحية العالم الافتراضي المليء بالأحلام والكلام المعسول لأن الواقع كان مغايرا".

وأردفت:" لو كانت الخطوبة هنا وتبادلنا الزيارات والمواقف كنا اختصرنا الكثير من الوقت ولعلمنا أننا غير قادرين على التفاهم لأن كل شخص تفكيره مختلف".

ووفق الناشط الإعلامي أحمد اللاذقاني فإن الزيجات نحو الخارج باتت اليوم هي الطاغية، موضحاً أن من بين كل 10 زيجات نسمع بها تكون قرابة 7 إلى 8 منها نحو أوروبا أو الخليج أو تركيا.

السفر لتأمين متطلبات الحياة

وقال اللاذقاني في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" إن معظم الشبان حتى اليوم يقبلون على السفر لتأمين أوضاعهم المادية، مشيرا في الوقت ذاته إلى ارتفاع نسبة الإناث بشكل ملاحظ في شوارع المدينة بسبب هذه الحالة.

ويرى الناشط أن الغلاء الفاحش وحملات التجنيد الإجباري وهجرة الشبان بكثافة طوال السنوات السابقة خلق وضعا غير متوازن بين أعداد الجنسين في اللاذقية وهو ما نشّط زيجات الإنترنت ودفع الأهل للقبول بإرسال بناتهن للغربة.

من جانب آخر، أوضح المحامي المنحدر من اللاذقية عبد السلام خليل في حديث لموقع "تلفزيون سوريا"، أن تثبيت الزواج وطلبات لم الشمل التي يتقدم بها الأزواج أو الزوجات من خارج البلاد بدأت تواجه صعوبات كبيرة مع تشديد بعض البلدان لاسيما الأوروبية على مسألة لم الشمل.

وأوضح خليل أن بعض البلدان تطلب صوراً مشتركة للزوجين في العرس ولا تكتفي فقط بأوراق المحكمة، مضيفاً أنَّ بعض الخطوبات فسخت بسبب عدم قدرة تحقيق هذه المطالب والاجتماع مع الطرف الآخر.

انتظر علي (37 عاماً) فترة طويلة للاجتماع بزوجته في ألمانيا فاقت الأربعة أعوام ورغم ذلك يؤكد في حديث لموقع تلفزيون سوريا أنه كان مصراً على الزواج بفتاة من منطقته في اللاذقية، ويبرر ذلك بالقول: "البنت التي تعيش في منطقتي حتى لو كانت غريبة فهي تؤمن بعاداتنا وتقاليدنا، وسنبني أسرتنا على تلك الأسس والقيم، تعبت كثيراً وهي تعبت حتى وصلت إلي، لكن الأهم أن الهدف تحقق".

وبحسب أرقام الأمم المتحدة فرّ أكثر من 5.6 ملايين شخص من سوريا منذ عام 2011، بحثًا عن الأمان في الدول المجاورة.