icon
التغطية الحية

"أطباء بلا حدود": أزمة المياه تنذر بكارثة صحية في شمالي سوريا

2023.06.17 | 05:30 دمشق

شبكات المياه والصرف الصحي شمالي سوريا
يعتمد سكان شمال غربي سوريا على مزيج من مياه منقولة بالشاحنات وبشبكات أنابيب تعيقها إمدادات الطاقة وتكاليف الوقود المرتفعة - MSF
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من أن أزمة المياه والصرف الصحي شمالي سوريا "تنذكر بكارثة صحية"، مؤكدة أن نقص المياه النظيفة واستخدام مصادر المياه الملوثة يزيد من مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والتهاب الكبد والجرب.

وقال المنسق الطبي للمنظمة في سوريا، حليم بوبكر، إن "البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في مخيمات النازحين حديثاً محدودة للغاية، مشيراً إلى أن "المراحيض غير الكافية أو غير الملائمة تهدد النظافة والخصوصية، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الجرب".

70 % من المخيمات بلا مرافق استحمام

وفضلاً عن تدمير البنى التحتية لنظام المياه والصرف الصحي خلال السنوات الماضية، وتأثير كارثة زلازل شباط الماضي، تعاني مناطق شمالي سوريا من ندرة المياه، ويعتمد السكان على مزيج من مياه منقولة بالشاحنات من المنظمات الإنسانية وبشبكات أنابيب المياه تعيقها إمدادات الطاقة غير المستقرة وتكاليف الوقود المرتفعة.

وخلال شهر أيار الماضي، أجرت "أطباء بلا حدود" تقييمات في 48 مخيماً للنازحين وقريتين تقع جميعها في شمال غربي سوريا، تؤوي نحو 60 ألف نازح، قال 70 % منهم أن يعتمدون على نقل المياه بالشاحنات كمصدر لمياه الشرب.

وأضافت التقييمات أن جميع المخيمات يوجد فيها مراحيض، إلا أن نصفها يحتاج إلى صيانة، كما أن 70 % من المخيمات تفتقر إلى مرافق الاستحمام، وليس لدى 85 % منها شبكات صرف صحي تعمل بشكل كامل.

ارتفاع ملحوظ في حالات الجرب

واكتشفت "أطباء بلا حدود" وشركاؤها من خلال العيادات المتنقلة وأنشطة الصحة المجتمعية في شمال غربي سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الجرب ، مشيرة إلى أن الظروف المعيشية المتدنية في المخيمات بيئة مؤاتية لانتقال الجرب.

وسجلت المنظمة، عبر مسح أجرته منظمة محلية شريكة، أكثر من 3600 حالة جرب، أكثر من نصفهم من الأطفال دون سن العاشرة، في تقييم لـ 10 مخيمات تؤوي نحو 13 ألف شخص.

ووفق تحليل فرق المنظمة الدولية، فإن أسباب انتشار المرض الرئيسية مرتبطة بشكل أساسي بمياه الصرف الصحي المفتوحة، وندرة المياه المستمرة في المخيمات المتضررة.

قطاع المياه ممول بنسبة 8 % فقط

وقالت المنظمة إنه "على الرغم من الحاجة الملحة للمساعدة، لم يؤمن قطاع المياه والصرف الصحي في سوريا سوى نحو 8 % من التمويل اللازم للعام 2023"، مشيرة إلى أن "هذا النقص المستمر فلي التمويل، إلى جانب عدم القدرة على تنفيذ مشاريع مستدامة طويلة الأجل، يعيق الجهود الرامية إلى توفير خدمات المياه والصرف الصحي الكافية للمحتاجين".

وأكد المنسق الطبي للمنظمة في سوريا أن "الطريق للحد من المخاطر الصحية غير المرئية التي تشكلها المياه والصرف الصحي على النازحين في سوريا تبدو طويلة وصعبة"، مشدداً على "الاهتمام الفوري، والمزيد من التمويل الموجه جيداً، فضلاً عن ضمان الوصول المستدام وغير المتحيز للمساعدات الإنسانية".