icon
التغطية الحية

أرسلتها ميليشيا إلى خلية داخل المملكة.. الأردن يعلن إحباط تهريب أسلحة

2024.05.15 | 17:56 دمشق

التحقيقات والعمليات ما زالت جارية لكشف المزيد من التفاصيل المتعلق بهذه العملية (AFP)
التحقيقات والعمليات ما زالت جارية لكشف المزيد من التفاصيل المتعلقة بهذه العملية (AFP)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أعلنت السلطات الأردنية، مساء الأربعاء، إحباط تهريب أسلحة إلى خلية بالمملكة في آذار الماضي، أرسلتها "ميليشيات" مدعومة من إحدى الدول، وذلك بعد ساعات من نقل وكالة رويترز عن مصدرين أردنيين أن المملكة ضبطت شحنة أسلحة أرسلتها الميليشيات الإيرانية في سوريا، إلى خلية كانت تخطط لتنفيذ هجمات ضد نظام الحكم في البلاد.

جاء إعلان الأردن في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية "بترا"، نقلاً عن مصدر وصفته بـ"المسؤول" (لم تسمه).

وقال المسؤول إن الأجهزة الأمنية أحبطت محاولة تهريب أسلحة إلى المملكة أرسلتها ميليشيات مدعومة من إحدى الدول (لم تحددها) إلى خلية (لم تذكر تفاصيل حولها) في الأردن".

وأوضح المصدر، أن "الكمية صودرت عند اعتقال أعضاء الخلية (لم يحدد عددهم)، وهم أردنيون، في أواخر مارس الماضي".

وأشار إلى أن "التحقيقات والعمليات ما زالت جارية لكشف المزيد (من التفاصيل) المتعلقة بهذه العملية".

تفاصيل إحباط تهريب أسلحة ومتفجرات وصواريخ إلى الأردن

وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أردنيين أن المملكة "أحبطت مؤامرة تقودها إيران لتهريب أسلحة إلى البلاد بهدف مساعدة معارضي النظام الملكي على تنفيذ أعمال تخريبية".

وأكد المصدران أن الأسلحة أرسلتها ميليشيات مدعومة من إيران في سوريا إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن لها صلات بالجناح العسكري لحركة "حماس".

وتم الاستيلاء على مخبأ الأسلحة أواخر شهر آذار الماضي، بعد إلقاء القبض على أعضاء الخلية، وهم أردنيون من أصل فلسطيني، وفقاً للمصدر.

ورفض المصدران الأردنيان، الكشف عن "الأعمال التخريبية" التي تم التخطيط لها، وأكدا أن تحقيقات ما تزال جارية بسرية، بحسب "رويترز".

وقال المصدران إن "الهدف من المؤامرة هو زعزعة استقرار الأردن"، خاصة أن المملكة يمكن أن تصبح نقطة اشتعال إقليمية في أزمة غزة، لأنها تستضيف قاعدة عسكرية أميركية وتشترك في الحدود مع إسرائيل وسوريا والعراق، وكلاهما موطن للميليشيات المدعومة من إيران.

ولم يحدد المصدران نوعية الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها، لكنهما أشارا إلى أن الأجهزة الأمنية الأردنية أحبطت في الأشهر الأخيرة محاولات عديدة من قبل إيران والجماعات المتحالفة معها لتهريب الأسلحة بما في ذلك ألغام كلايمور، ومتفجرات C4 وسيمتكس، وبنادق كلاشنيكوف وصواريخ كاتيوشا عيار 107 ملم.

ووفقاً للمصادر الأردنية، فإن معظم التدفق السري للأسلحة إلى البلاد كان متجهاً إلى الأراضي الفلسطينية المجاورة في الضفة الغربية، لكن بعض الأسلحة بما في ذلك تلك التي تم الاستيلاء عليها في آذار، كانت مخصصة للاستخدام في الأردن.

وبحسب مسؤول مطلع على الأمور الأمنية، فإنه يتم إخفاء الأسلحة في حفر تسمى "النقاط الميتة" ويقوم المهربون بتحديد موقعها عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ويصورون موقعها ثم يطلبون من متلقيها استعادتها من هناك.

جماعة الإخوان المسلمين توضح موقفها

أكدت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن اعتقال عدد من أعضائها وبحوزتهم أسلحة، مشددة على أن ما قام به المعتقلون لم توافق عليه الجماعة، ومن المحتمل أن يكون هدفهم نقل الأسلحة إلى الضفة الغربية وليس تنفيذ عمليات داخل المملكة.

وقال ممثل كبير للجماعة إن هناك حواراً بين الإخوان والسلطات الأردنية، مضيفاً أن الأخيرة تعلم أنه "إذا كانت هناك أخطاء فلا تمثل الجماعة بل أفراداً فقط، ولا تعكس سياسة الجماعة"، وفقاً لما نقلت "رويترز".

من جانبه، قال قيادي آخر في الجماعة إن أعضاء الخلية المعتقلين تم تجنيدهم من قبل القيادي في "حماس" صالح العاروري، الذي كان العقل المدبر لعمليات الحركة في الضفة الغربية، وقُتل في غارة جوية نفذتها طائرة من دون طيار في بيروت في كانون الثاني الماضي.

إيران تبحث عن موطئ قدم في الأردن

تعتقد السلطات الأردنية أن إيران والجماعات المتحالفة معها مثل "حماس" و"حزب الله" اللبناني تحاول تجنيد أعضاء متطرفين من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن لخدمة قضيتها وتوسيع شبكة طهران الإقليمية.

وبحسب دبلوماسي مقرب من طهران فإن الطموح الإيراني بإنشاء موطئ قدم بالوكالة في الأردن يعود إلى قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة عام 2020.

وقال الدبلوماسي لـ"رويترز" إن سليماني يعتقد أنه نظراً لعلاقات الأردن القوية مع الولايات المتحدة والغرب، فإن بناء مجموعة متحالفة هناك قادرة على قتال إسرائيل أمر بالغ الأهمية لصعود طهران الاستراتيجي في المنطقة.

ويعود العداء بين إيران والأردن إلى عام 2004، في أعقاب الغزو الأميركي للعراق، حين اتهم الملك عبد الله الثاني إيران بمحاولة إنشاء "هلال شيعي" لتوسيع قوتها الإقليمية.