icon
التغطية الحية

 الصيف يكشف إهمال البلديات.. كلاب وقوارض وحشرات تنتشر بدمشق

2023.07.21 | 11:17 دمشق

آخر تحديث: 21.07.2023 | 12:59 دمشق

العاصمة دمشق
أحد أحياء العاصمة دمشق ـ رويترز
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

ارتفاع درجات الحرارة، انعكس سلباً على حياة السوريين، حيث خسرت كثير من المحال التجارية بضاعتها وخاصة الأجبان والألبان، بينما رمت العائلات مؤونتها في القمامة نتيجة غياب الكهرباء بالتزامن مع المرتفع. هذا الحال بات  معتادا في كل صيف، لكن صيف هذا العام تميز بأمور أخرى، حيث كشف المرتفع الأخير حجم تراجع وإهمال بلديات دمشق في مكافحة الحشرات والجرذان والكلاب الشاردة.

تعاني العديد من المحال التجارية بدمشق من انتشار الصراصير والفئران بشكل مريب بالتزامن مع موجة الحر، حيث تبحث القوارض والحشرات عن الأماكن الرطبة وتتسلل إلى المنازل والمحال التجارية وخاصة القديمة منها.

أبو طارق يملك محل غذائيات صغيرا في المزة 86، قال لموقع تلفزيون سوريا إن الفئران دخلت إلى محله وقد عانى كثيراً حتى تخلص منها، حيث سببت له كثيرا من الخسائر.

فئران وصراصير في المطاعم والمنازل

وتابع "الصراصير منتشرة بشكل كبير، والجرذان والفئران، ونحن نطالب البلدية برش المبيدات ومكافحة القوارض لأنها تسبب لنا ضرراً كبيراً".

ليس فقط محال المواد الغذائية، فقد اشتكى أكثر من صاحب مطعم شاورما بدمشق من انتشار الصراصير والفئران، وكذلك الأمر بالنسبة لمطاعم الفلافل، حيث أكد باعة السموم في منطقة البيطرة في الصناعة بأن بيع المبيدات والسموم الخاصة بالحشرات والقوارض زاد الأسبوع الماضي 100% ومعظم الزبائن كانوا أصحاب مطاعم ومحال تجارية.

حتى المنازل وخاصةً في العشوائيات، تعاني من انتشار الصراصير والجرذان والفئران التي تنتشر نتيجة تراكم القمامة تحت الشمس ثم تلجأ للأماكن الرطبة للاختباء.

تأخر البلديات في نقل القمامة جعلها مرتعاً للحشرات والجرذان التي تتسلل إلى المنازل بحسب السكان. وقال سامر 40 عاماً وهو من سكان مساكن برزة، إن فأرة دخلت منزله مؤخراً وهي المرة الأولى التي تدخل بها القوارض إلى منزله علماً أنه في يسكن في الطابق الثاني، مشيراً إلى أن جيرانه في البناء يعانون من ذات المشكلة، ويعزو السبب إلى إهمال مكافحتها من قبل البلدية وكثرة القمامة بالتزامن مع ارتفاع الحرارة.

القضاء على فأر لم يعد بالأمر السهل نتيجة ارتفاع أسعار وسائل الإبادة، حيث تراوح سعر المصيدة بين 3 – 6 آلاف ليرة وقد يحتاج الشخص لوضع أكثر من 4 مصايد في المنزل مع بعض المكسرات لجذبها، بينما تراوح سعر اللاصق بين 12 – 15 ألف ليرة، وسعر السم بين 4 – 5 آلاف ليرة.

ليس فقط في العشوائيات والمناطق الشعبية، فقد اشتكى بعض سكان مشروع دمر وضاحية قدسيا من ظهور حيات ذات الرأس الأسود غير السامة والتي تتغذى على الحشرات وتبحث عن الأماكن الرطبة.

جرمانا.. كلاب شاردة منتشرة كالقطط

في منطقة ركن الدين، يعاني السكان من انتشار الكلاب الشاردة ليلاً، علماً أن المنطقة في منتصف العاصمة دمشق، لكن انتشار القمامة والحرارة المرتفعة بحسب السكان، تدفع هذه الكلاب للنزول ليلاً من الجبل للبحث عن طعام والتسكع بالشوراع. تنتشر هذه الظاهرة بكثرة أيضاً في جرمانا التي باتت تعج بالكلاب مثلما تعج بالقطط.

يقول زيد وهو من سكان منطقة الجناين في جرمانا لموقع تلفزيون سوريا، إن الكلاب باتت مزعجة جداً، فهي منتشرة بشكل كثيف، دون أي تدخل من قبل البلدية، حيث تراها بعد الساعة الثامنة مساء تتسكع في الطرقات ضمن مجموعات أو بشكل فردي، ما يخيف المارة ويعرض الأطفال للخطر، مطالباً محافظة ريف دمشق بأخذ دورها ومكافحة هذه الظاهرة التي باتت تتفاقم دون أي تدخل من البلدية للحد منها.

ويضيف "عضة الكلب المسعور مميتة، حيث لا يوجد مصل للكلب في أي مشفى حكومي،بينما شراؤه من السوق السوداء يجعل منه مكلفاً فقد يصل سعر الإبرة الواحدة إلى 100 ألف ليرة إن وجدت".

بحسب صحيفة تشرين العام الماضي، فإن مركز توفير الأدوية العلاجية لداء الكَلب، والمرتبط بوزارة الصحة السورية، أبقى الشعبة المعالجة للذين تعرضوا لعضة كلاب من دون هذه اللقاحات الضرورية، ما دفع المصابين لشراء الدواء العلاجي من الصيدليات، بسعر 50 ألف ليرة للإبرة الواحدة (السعر الوارد قبل عام). كما أن فترة العلاج تستغرق نحو 15 يوماً.

الحديث عن انتشار الحشرات والقوراض والكلاب الشاردة في دمشق لا يعني أن دمشق وحدها من تعاني، حيث تعاني بلدات مثل زملكا وعربين وبيت سحم من انتشار كبير للجرذان والكلاب الشاردة والصراصير والحشرات اللاسعة دون أي تدخل من البلديات.

ويؤكد مصدر في محافظة دمشق، أن ميزانية البلديات باتت لا تسمح لها برش المبيدات أو وضع الطعوم السامة، حيث لم ترش مناطق كثيرة بدمشق ضد الحشرات منذ العام الماضي لارتفاع كلفة العملية وعدم وجود مخصصات، إضافةً إلى أن تسميم الكلاب أيضاً مكلف جداً وبحاجة لموازنة خاصة.

وحول تراكم القمامة، أشار إلى أن خفض مخصصات البنزين للبلديات قلّص من عدد جولات نقل القمامة اليومية، حيث باتت تقتصر على مرة واحدة في اليوم، وأي عطل في السيارة المخصصة قد يجعل القمامة تتراكم حتى تتم صيانتها، إضافةً إلى قلة عدد عمال النظافة بشكل ملحوظ، ما يؤثر على عملية التنظيف.