عادت أزمة الخبز في دمشق إلى الواجهة مجدداً، هذه المرة من ناحية رداءة جودة الرغيف المقدم للأهالي، وتلاعب المخابز بوزن الربطة وتحكم المعتمدين بالتوزيع.
واشتكى عدد من أهالي دمشق وريفها من وجود عدة مشكلات في الخبز، أبرزها جودة المنتج، وتفضيل أصحاب المخابز للمعتمدين على باقي المنتظرين في الطوابير رغم متاجرة المعتمدين بالخبز وبيعه بأسعار تفوق السعر المحدد، إضافة إلى الازدحام الشديد أمام الأفران.
ونقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري عن سكان في ضاحية الأسد قولهم إنه منذ فترة ونوعية الخبز سيئة من حيث الجودة والطعم والوزن، إذ توجد رائحة وطعم غير مستساغ فيه، والحموضة واضحة بشكل كبير، إضافة إلى التلاعب بالوزن سواء بعدد الأرغفة أو بحجمها.
كذلك اشتكى أهالٍ من بلدة الحسينية من تخصيص الفرن الاحتياطي للمعتمدين فقط، ونقل مركز بيع الخبز من جانب موقف السرافيس إلى مكان آخر بعيد عن مركز البلدة وهو ما أضاف عبئاً جديداً على الأهالي.
ويرى الأهالي أن نقل مركز التوزيع يؤكد وجود مساعٍ لحرمان شريحة كبيرة من السكان من مخصصاتهم من الخبز لعدم قدرتهم على الوصول إلى المركز، وبالتالي تأمين كمية أكبر للمعتمدين والمستفيدين من المتاجرة بالخبز، حيث تباع الربطة بالسعر "الحر" بين 5000 و7000 ليرة سورية.
يضاف إلى ذلك، إغلاق فرن المشروع القديم بحجة الصيانة، واقتصار "فرن أبو سعيد" على بطاقات ريف دمشق، علماً أن بلدة الحسينية مقسمة خدمياً إلى 3 أقسام كل منها يتبع لمحافظة (دمشق وريف دمشق والقنيطرة).
حكومة النظام تبرر
اعتبرت "المؤسسة العامة للمخابز" أن الأفران التابعة لها تقدم منتجاً بمواصفات ونوعية جيدة بنسبة تصل إلى 90%، مرجعة وجود أي مشكلة إلى الخلل في أداء القائمين على المخبز، أو لحدوث عطل فني.
وبحسب ما نقل موقع "أثر برس" عن مصدر في المؤسسة فإن سوء جودة الخبز قد يكون ناتجاً عن وجود بعض الأعطال الفنية في الآلات، قائلاً إن "تعرض أي آلة للعطل، يحتاج إلى فترة زمنية للصيانة والإصلاح، وربما تكون في هذه الفترة تم تحضير العجين بعد تخميره، ولكن نتيجة العطل الفني يتخمر العجين بشكل كبير، وبالتالي يؤثر ذلك على الجودة والطعم".
كذلك زعم المصدر أن الأفران العامة تنتج خبزاً بوزن 1100 غرام، بينما الأفران الخاصة "ربما لا تلتزم بالوزن"، مؤكداً أن "بعض الأفران الخاصة تنتج خبزاً بمواصفات غير جيدة ووزن لا يتجاوز في أغلبه 800 غرام للربطة الواحدة".
وبخصوص الازدحام أمام الأفران التي تبيع بالسعر "المدعوم" وعدم توجه الأهالي إلى الأفران الخاصة، قال المصدر إن ذلك "مؤشر ثقة الأهالي بالمخابز العامة من حيث الجودة والوزن".