الرهان الأميركي على إسرائيل

2023.12.27 | 07:14 دمشق

آخر تحديث: 27.12.2023 | 07:14 دمشق

الرهان الأميركي على إسرائيل
+A
حجم الخط
-A

تستمر إدارة بايدن في دعم الهجمات الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة، ما زالت مستمرة في حماية إسرائيل من أية إدانة في مجلس الأمن، وما زالت إدارة بايدن تراهن على نجاح إسرائيل في مهمتها المستحيلة في القضاء على حماس مهما كانت التكلفة على المدنيين ومهما ازداد النقد السياسي والأخلاقي على إدارة بايدن في الداخل الأميركي.

بدأت الأصوات تتزايد بفشل إسرائيل في تحقيق مهمتها وكيف ستجر إدارة بايدن معها إلى الفشل، لأنها وضعت أهدافا مستحيلة التحقق على الأرض ولأن المقاومة الفلسطينية المسلحة نجحت في تحقيق صمود أسطوري لا مثيل له في التاريخ ضد الهجمات الوحشية الإسرائيلية وهو صمود عسكري وسياسي في فن التفاوض حيث أوصلت الرسالة بشكل واضح أنه لا يمكن تحرير الرهائن إلا بالتفاوض وأن الوقت الوحيد الذي مكن الرهائن من الخروج من جحيم غزة هو المفاوضات التي أظهرت أنها الطريقة الوحيدة للتعامل مع حماس ومطالبها.

اعتقدت إدارة بايدن أن توسيع "اتفاقيات إبراهيم" والتوصل إلى هدنة مع إيران سيسمح لها بفك الارتباط عن الشرق الأوسط. لكن الصراع الذي حاولت أميركا تجاهله دفع المنطقة الآن إلى حافة حرب أوسع نطاقا.

منذ وصول إدارة بايدن إلى البيت الأبيض وهي تتجاهل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتركز على التطبيع بين السعودية وإسرائيل حيث تمت تنحية كل شيء آخر جانبا. وبقيت المناصب الدبلوماسية الرئيسية شاغرة: وعندما سئل أحد الدبلوماسيين الأميركيين أن يصف سياسة بلاده في سوريا. هز كتفيه وضحك. وقال إن وظيفته هي إبقاء الشرق الأوسط بعيدا عن مكتب بايدن، مرددا الكلمات التي سمعتها مرارا وتكرارا من المسؤولين الأميركيين منذ عام 2021.

وكان هذا هو المفهوم الأميركي المعيب. حيث اعتقدت إدارة بايدن أن توسيع اتفاقيات إبراهيم والتوصل إلى هدنة مع إيران سيسمح لها بفك الارتباط عن الشرق الأوسط. لكن الصراع الذي حاولت أميركا تجاهله دفع الشرق الأوسط الآن إلى حافة حرب أوسع نطاقا. ولم يتم العثور على التحالف الأمني العربي الإسرائيلي الجديد في أي مكان: فمعظم الدول العربية أضعف من أن تلعب دورا في الأزمة، الأمر الذي يجعل أميركا تعجل بعودة قواتها إلى المنطقة التي تريد المغادرة منها حيث أرسلت البارجات الحربية في محاولة لحماية إسرائيل وعدم السماح بتحويل الحرب في غزة إلى حرب إقليمية.

كان التركيز الرئيسي لسياسة بايدن هو التطبيع العربي الإسرائيلي، وهي الفكرة التي ورثها عن إدارة دونالد ترامب. وقد أمضى فريقه ساعات طويلة في التحدث مع المسؤولين السعوديين والإسرائيليين حول صفقة ثلاثية من شأنها أن تجعل السعوديين يعترفون بإسرائيل وينضمون إلى اتفاقيات إبراهيم.

بدأت الأصوات تتزايد بفشل إسرائيل في تحقيق مهمتها وكيف ستجر إدارة بايدن معها إلى الفشل، لأنها وضعت أهدافا مستحيلة التحقق على الأرض ولأن المقاومة الفلسطينية المسلحة نجحت في تحقيق صمود أسطوري لا مثيل له في التاريخ ضد الهجمات الوحشية الإسرائيلية وهو صمود عسكري وسياسي في فن التفاوض حيث أوصلت الرسالة بشكل واضح أنه لا يمكن تحرير الرهائن إلا بالتفاوض.

وحاول عدد قليل من المؤيدين القول بأن الاتفاقيات يمكن أن تساعد الفلسطينيين من خلال منح الدول العربية نفوذا أكبر على عملية صنع القرار الإسرائيلية. كان ذلك مجرد تفكير بالتمني. وكانت الحجة الأكثر منطقية للصفقة هي أن التطبيع من شأنه أن يساعد في ترسيخ بنية أمنية جديدة في المنطقة.

أول دولتين اعترفتا بإسرائيل في عام 2020، الإمارات العربية المتحدة والبحرين. وكانت أميركا تأمل أن يؤدي هذا الشعور بالتهديد المتبادل بينهما وبين إيران إلى تعزيز التحالف العسكري والأمني. فإذا تمكنت الدول العربية وإسرائيل من دمج دفاعاتها الصاروخية، على سبيل المثال، فإنها تستطيع حماية المنطقة من إيران ووكلائها من دون الاضطرار إلى الاعتماد على المساعدة الأميركية. وربما يمكنهم في يوم من الأيام أن يذهبوا إلى أبعد من ذلك ويشكلوا "الناتو العربي".

 تبدد ذلك كله وظهرت إدارة بايدن اليوم عاجزة كليا عن كبح إسرائيل وإعادة الاستقرار إلى المنطقة التي تبدو على حافة الانفجارة مرة أخرى.