البث المباشر
انتشرت في أسواق دمشق أنواع من الأسماك المهربة والمجمدة بأسعار اعتبرها البعض مناسبة نوعاً ما كونها منخفضة أكثر من سعر الدجاج واللحم الأحمر، وتحولت هذه الأنواع إلى ملاذ لبعض العائلات التي لم تعد تقوى على شراء اللحوم، رغم ارتفاع سعر هذه الأنواع أيضاً نحو 100 في المئة عن أيار الماضي.
وأصبح عدد محال بيع السمك محدوداً في دمشق نتيجة ندرة الطلب، وبالكاد تجد عدة بائعين فقط، أحدهم في شارع الثورة قرب ساحة المرجة وهو محل قديم جداً، إضافةً إلى أربعة محال تقريباً في شارع خالد بن الوليد ضمن سوق الشربيشات، ومحل أو محلين في سوق الشيخ محيي الدين.
ارتفعت أسعار السمك المحلية بشكل عام نحو 100 في المئة خلال 5 أشهر عن آخر رصد قام به موقع تلفزيون سوريا، حيث وصل سعر كيلو سمك الأجاج حالياً إلى 110 - 120 ألف ليرة بينما كان يباع في شهر أيار الماضي بـ60 – 70 ألف ليرة، ووصل سعر كيلو الطبراني إلى 45 – 50 ألف ليرة بينما كان يباع بـ27 – 35 ألف ليرة منذ 5 أشهر، وتجاوز سعر سمك السلطان إبراهيم الـ120 ألفاً بينما كان يباع بنحو 70 ألف ليرة في الرصد السابق.
أسماك مهربة تباع على بسطات دمشق
ورغم منع استيراد السمك المثلج، إلا أنه انتشر مؤخراً بشكل كبير في الأسواق السورية، وبأسعار منافسة، حيث وصل سعر كيلو السمك مقطوع الرأس بين 50 – 60 ألف ليرة بحسب الحجم، ويعتبر الكيلو منه يساوي باللحم ضعف السمك المحلي لأنه يباع دون رأس وذيل ولا يحوي أياً من الحسك وهو غني باللحم الصافي، في حين يباع كيلو الفيليه المجمد بـ60 ألف ليرة أيضاً وهو لحم صافي تماماً.
حتى الأسماك المهربة ارتفع سعرها عن آخر رصد للموقع نحو 100 في المئة، حيث كان يباع السمك مقطوع الرأس بـ30 ألف ليرة للكيلو.
وتباع الأسماك المهربة بحذر شديد ضمن الأسواق الشعبية، حيث تباع غالباً على البسطات، ويتم تخزينها في برادات ضمن مستودعات. يعرض أصحاب البسطات بعضاً من هذه الأسماك فقط، وعند طلب الكمية يذهب أحد الباعة نحو المستودع المجهول ويعود ومعه السمك ليبيعه للزبائن.
يؤكد الباعة لزبائنهم أن تاريخ صلاحية السمك جديدة وخاصة لنوع الفيليه الذي يأتي معبأ ومختوما، وأن ظروف التخزين صحية. بعد الاطلاع على تاريخ الإنتاج تبين أنه منتج منذ آذار الماضي وله صلاحية لعام كامل وأنه مجمد بشكل تام، ومصدره فيتنام.
لكن، يشكك مصدر في جمعية حماية المستهلك في حديث لموقع تلفزيون سوريا (فضل عدم ذكر اسمه)، بظروف تخزين السمك المهرب، مشيراً إلى أن جميع الباعة اليوم يعانون من قدرتهم على الحفاظ على المنتجات الغذائية نتيجة زيادة ساعات التقنين، وهذا يثير الشكوك حول أن هذه الأسماك تعرضت لفك الثلج أكثر من مرة على مدار الأشهر الماضية وأعيد تجميدها مراراً، ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري.
مطالبة بالسماح باستيراد الأسماك
وأضاف المصدر أن "سعر تلك الأسماك مرتفع جداً ويجب أن تكون أرخص من ذلك، لكن الباعة يستغلون عدم وجود تسعيرة واضحة"، مطالباً وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام بالسماح باستيراد هذه الأسماك رسمياً ومراقبة بيعها وتخزينها لتصبح موثوقة وسعرها متاحاً لشريحة واسعة من الأسر التي تعاني من ضعف قدرتها على تأمين وجبة مغذية وفق المعايير الصحية، وباتت اللحوم بالنسبة إليهم من الأساطير".
ليس فقط السمك المجمد، بل يطالب المصدر الوزارة بضرورة السماح باستيراد اللحم الأحمر المجمد والفراريج المجمدة بأسعار رخيصة، حيث تعتبر الأسعار في السوق السورية مرتفعة جداً نتيجة كثير من العوامل منها ارتفاع أسعار العلف وقلة الإنتاج، وتلك العوامل غير موجودة بالنسبة للمنتجين خارج سوريا الذين ينتجون يومياً آلاف الأطنان، ما يجعل اللحوم المستوردة أرخص بكثير من اللحوم المحلية".
ويرى المصدر أن الوزارة لا تأخذ بعين الاعتبار صحة المواطنين وغياب الغذاء الصحي عنهم بسبب ارتفاع الأسعار، ولا تعمل سوى ضمن رؤية ضيقة تظن أنها بذلك تشجع الإنتاج المحلي الذي يتراجع بشكل حاد دون أي حلول.
على صعيد آخر استمرت أسعار لحم الدجاج في الارتفاع بالأسواق ليصل سعر كيلو الشرحات إلى 75 ألف ليرة، وكيلو الفروج إلى 50 ألف ليرة، والجوانح إلى 35 ألف ليرة، بينما لامس سعر لحم الغنم الأحمر الهبرة الـ200 ألف ليرة.
