مع بداية كل حرب تخوضها الدول الكبيرة، اقتصادياً وعسكرياً، يجري الحديث عن نهاية التأريخ أو أن تكون، تلك الحرب، الرصاصة الأخيرة في جيب التاريخ التي ستوقف عجلته، أي عجلة الحياة التي يسجل حركتها وأوجه تطورها التاريخ.
كتب الرئيس الأميركي "ودرو ويلسون" بعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى "1919" (لا أتردد في القول إن الحرب التي نخوض غمارها، والتي تحمل كل أشكال الرعب، لا يمكن أن تقارن بالحرب التي قد نواجهها في المرة القادمة).
إذا كانت السياسة التي تقود العالم اليوم، وسابقاً، هي في جوهرها انعكاس القوة - على أنواعها – ومحاولة استغلال الآخر بتوظيف هذه القوة مهما يكن هذا التوظيف بشعاً ومدمراً..
الحروب بجميع صورها وأنواعها وأشكالها، وعلى اختلاف العصور والأمكنة، لم تخلّف إلا الويلات والكوارث على الدول التي نشبت فيها أو شاركت في سعيرها. إذ انعكست نتائجها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية الوخيمة، ولفترات طويلة، عليها وعلى شعوبها.
اليوم، ونتيجة الانتكاسات المتتالية التي تمرّ بها المنطقة العربية عموماً، والسورية على وجه الخصوص؛ بتنا نسمع ونقرأ كثيراً هذه العبارة: "إنها المرحلة الأسوأ في التاريخ"!.