icon
التغطية الحية

في آخر تصريحات "الأسد": لا وجود لإيران في سوريا

2018.05.31 | 15:05 دمشق

رئيس النظام في سوريا "بشار الأسد" (إنترنت)
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أدلى رئيس النظام في سوريا "بشار الأسد" بتصريحات حول العديد من القضايا المتعلقة بالملف السوري، في حوار أجرته معه قناة "روسيا اليوم" الناطقة بالإنجليزية.

وقال "الأسد" حول ملف إدلب الذي بدأ يشهد استقراراً نسبياً بعد إعلان روسيا وتركيا استكمالهما نشر نقاط المراقبة تطبيقاً لاتفاق أستانة، أن الخيار الوحيد هو الحرب، معتبراً أن جميع الفصائل المتواجدة في المنطقة مثل جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام ذات أيديولوجيا واحدة وليست مستعدة للحوار وليس لديهم أي خطة سياسية، حسب قوله.

واعتبر قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر بدعم أمريكي على شمال شرق سوريا، الورقة البديلة لواشنطن بعد انتهاء ورقة جبهة النصرة التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة سابقاً، وأشار إلى وجود خيارين للتعامل مع "قسد"، الخيار الأول سيكون عبر المفاوضات، وفي حال فشلها فسيلجأ النظام للخيار الثاني "لتحرير تلك المناطق بالقوة، وذلك بوجود الأمريكيين أو بعدم وجودهم... ليس لدينا خيار آخر، هذه أرضنا، وهذا حقنا، ومن واجبنا تحرير تلك المنطقة... وعلى الأمريكيين أن يغادروا، وسيغادرون بشكل ما".

 وأجاب "الأسد" على سؤال حول خيارات نظامه لمنع إسرائيل من شن غاراتها الجوية في سوريا، بأن الدفاعات الجوية لدى قواته أقوى من أي وقت مضى بفضل الدعم الروسي، وأن الخيار الوحيد الذي يستطيع النظام القيام به هو تحسين الدفاعات الجوية.

ورغم وجود الكثير من التقارير عن استقدام إيران لعشرات الآلاف من ميليشياتها المتعددة الجنسيات إلى جانب الآلاف من قوات الحرس الثوري الإيراني، إلا أن "الأسد" أكّد عدم وجود أي قوات إيرانية في أي وقت من الأوقات، ويقتصر التواجد الإيراني على عدد من الضباط الإيرانيين الذين "يساعدون الجيش السوري"، وأشار إلى أن الغارات الإسرائيلية قتلت وجرحت عشرات الجنود السوريين من قوات النظام، دون وجود ضحايا إيرانيين.

وتطرق "الأسد إلى الدور الروسي في تحجيم الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، معتبراً أن التهديد الروسي باستهداف القواعد التي ستستخدم في إطلاق الصواريخ، جعل الضربة الثلاثية محدودة وضيقة، بعد أن كان مخططاً للهجوم وفق معلومات لدى نظام الأسد أنه سيكون شاملاً وواسعاً.

وأضاف الأسد أنه كان قريباً حدوث صراع مباشر بين القوات الروسية والقوات الأمريكية، "ولحسن الحظ تم تحاشي ذلك الصراع ليس بفضل حكمة القيادة الأمريكية، بل بفضل حكمة القيادة الروسية، لأنه ليس من مصلحة أحد في هذا العالم - وبالدرجة الأولى السوريين- حدوث مثل هذا الصراع".

وفي ردّه على السؤال حول وصف الرئيس الأمريكي له بالحيوان، قال الأسد أنه لن يستخدم لغة مماثلة، وأن ذلك لم يحدث له أي أثر نفسي.

وتأتي تصريحات "الأسد" في وقت يبحث فيه الجميع عن أجوبة حول عدد من الملفات الشائكة في سوريا، مثل إدلب وشمال شرق سوريا، والجنوب السوري قرب الحدود الإسرائيلية، والتسوية السياسية.

لكن من المعروف حتى الآن أن روسيا وتركيا أعلنتا مؤخراً استكمال نشر نقاط المراقبة وفق اتفاق "خفض التصعيد"، وذلك بعد الانتهاء من تهجير العديد من المناطق في محيط العاصمة دمشق وريف حمص الشمالي إلى الشمال السوري وتجميع مختلف الفصائل في المنطقة، وبعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق للنار بين "جبهة تحرير سوريا" و"هيئة تحرير الشام" اللتين استمر الاقتتال بينهما لأكثر من شهرين سقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى، كما دارت اشتباكات أكثر دموية من قبل في الغوطة الشرقية بين "جيش الإسلام" و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة في ذلك الوقت).

وما زال المسؤولون الإسرائيليون يهددون بمزيد من الهجمات على مواقع للميليشيات الإيرانية في سوريا، كان آخرها تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" برفض أي وجود عسكري إيراني في أي مكان في سوريا.

وضمن الضغط الأمريكي المتسمر على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وضع وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" 12 مطلباً من إيران على رأسها الانسحاب من سوريا، مهدداً بعقوبات بحقها قد تكون الأقسى في التاريخ.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال خلال لقاء مع رئيس النظام بشار الأسد في سوتشي إنه بعد بدء العملية السياسية في البلاد، "لا بد من إخراج القوات الأجنبية من سوريا"، ليدور بعد هذا التصريح لبوتين جدل في التصريحات الروسية والإيرانية وتصريحات النظام.

وردّ النظام على تصريح بوتين، على لسان نائب وزير خارجيته فيصل المقداد بأن انسحاب أو بقاء القوات الموجودة في سوريا بدعوة من حكومة النظام هو شأن يخص النظام وحده، وأن هذا الأمر غير مطروح للنقاش، في إشارة منه إلى المليشيات الإيرانية، ومليشيا حزب الله اللبناني.

وجاء رد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني "علي شمخاني"، إن بلاده لن تنسحب من سوريا رغم الضغوطات التي تتعرض لها، كتصريح ضمني للتواجد الإيراني في سوريا.

واستهدفت الولايات المتحدة الأمريكية متزعمة التحالف الدولي والداعم الأول لقوات سوريا الديمقراطية، عدداً من الأرتال والمقرات العسكرية لقوات النظام، التي حاولت في عدد من المرات عبور نهر الفرات الذي يفصل بين النظام و"قسد"، كما قتلت الولايات المتحدة في إحدى الغارات عشرات المرتزقة الروس قرب حقل كونيكو للغاز في دير الزور.

وبذلك تكون تصريحات الأسد هذه مجرد مناورات للإجابة على الأسئلة الصحفية، والتي لا تتطابق على الإطلاق مع الوقائع على الأرض، فرئيس النظام في سوريا في كل مرة ينفي سقوط قتلى وجرحى مدنيين، رغم توثيق كل المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان مقتل مئات الآلاف من المدنيين العزل على يد النظام وروسيا وإيران.