icon
التغطية الحية

ما أهداف روسيا من قصف نقاط المراقبة التركية؟

2019.06.16 | 17:06 دمشق

رتل للجيش التركي في شمال إدلب (إنترنت)
فراس فحام- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

جددت قوات النظام المتمركزة في ريف حماة الشمالي قصفها المدفعي لنقاط المراقبة التركية، بعد مضي أقل من 24 ساعة على تعهّد أنقرة بالرد على أي استهداف جديد لمواقع جيشها في الشمال السوري.

وأكدت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن مدفعية قوات النظام استهدفت نقطة المراقبة التركية في بلدة مورك بـقذائف المدفعية ليرد الجيش التركي بإطلاق 5 قذائف على مصادر النيران في تل بزام والكبارية، كما تعرضت نقطة المراقبة في شيرمغار أيضاً لقصف مما أجبرها على الرد وإطلاق قذائف على قوات النظام المتمركزة في بلدة الكريم غرب حماة.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية بشكل رسمي تعرض نقطة المراقبة رقم 9 الواقعة في ريف حماة الغربي لقصف من قوات النظام، كما أشارت إلى قيام الجيش التركي بالرد الفوري على مصادر النار.

وتعتبر المواقع التي انطلق منها القصف على نقاط المراقبة خاضعة لسيطرة كل من الفيلق الخامس وقوات النمر المدعومة روسياً، مما يُصعِّب التسليم بفرضية أن النظام قام بالهجوم على النقاط دون ضوء أخضر من قاعدة حميميم الروسية.

 

روسيا تسعى إلى زعزعة الثقة بالدور التركي

من الواضح أن روسيا تتحرك بمخطط لزعزعة ثقة الفصائل العسكرية والحاضنة الشعبية في الشمال السوري بالدور التركي بصفته حليفا وضامنا لها، وذلك عن طريق القصف المتكرر لنقاط المراقبة، وإظهار أنقرة بمظهر العاجز عن الدفاع عن جيشها، ما يعني إبراز عجزها عن ممارسة دورها بوقف الانتهاكات والهجمات الروسية على المدنيين، وهو الدور الذي يفترض أن تلعبه ومن أجله دفعت بقواتها إلى الشمال السوري.

وسبق أن أعلنت موسكو قبل عدة أيام أنها ضربت 4 أهداف لمن وصفتهم بـ "المسلحين" في محافظة إدلب، بناءً على إحداثيات تلقتها من تركيا، في مسعى واضح للتشكيك بالدور التركي، لكن وزارة الدفاع التركية أصدرت نفياً رسمياً قالت فيه: "الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام بخصوص قصف القوات الجوية الروسية، بناءً على الإحداثيات التي تقدمها تركيا، لمواقع" الإرهابيين" الذين يشنون هجمات على نقاط المراقبة التركية، عارٍ عن الصحة".

واللافت أن الاستهداف جاء بعد يوم واحد فقط من تأكيد الرئيس التركي "أردوغان" بأنهم لن يسكتوا في حال تكرر استهداف نقاط المراقبة في شمال سوريا.

 

العمل على إعادة الروح المعنوية للميليشيات المتحالفة مع روسيا

عملت موسكو على استهداف النقاط التركية عن طريق أذرعها العسكرية المتمثلة بالفيلق الخامس وقوات سهيل الحسن في كل مرة تتعرض فيها لانتكاسة في حملتها العسكرية بريف حماة.

وتمكنت يوم أمس فصائل الجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة من صد هجوم هو الأعنف على بلدتي تل ملح والجبين الحاكمتين لطريق سقيلبية – محردة الاستراتيجي، حيث شارك في الهجوم قوات من النخبة وبتوجيه من غرفة عمليات يديرها ضباط روس مركزها مدينة محردة، كما استُخدمت في الهجوم دبابات من طراز T92، وعربات BMP من الجيل الثاني.

وقد فشلت القوات المدعومة من روسيا لليوم السابع عشر على التوالي في استعادة الموقعين المهمين، وفقدت في محيطهما أكثر من 175 قتيلاً وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى أكثر من 12 آلية مختلفة.

وتسعى روسيا من خلال الرد على النقاط التركية عن طريق قوات النظام، إلى تعزيز الثقة لدى العناصر الذين انخفضت معنوياتهم، وذلك بإيصال رسالة مفادها أن روسيا وحلفاءها هم المسيطرون على الأرض، وأنهم قادرون على ضرب أهداف تابعة لطرف دولي أقوى من الفصائل العسكرية.

 

تحجيم الدور التركي

ليس بالأمر الجديد المسعى الروسي لتحجيم الدور التركي في سوريا، ودفعه للانحسار تحت ضغط الأمر الواقع.

وسبق لموسكو أن طالبت تركيا بتفعيل اتفاقية أضنة بينها وبين نظام الأسد، وهي تنص على وجود محدود للقوات التركية بسوريا قرب الشريط الحدودي وبعمق 5 كيلومترات، وتحدد أهداف تلك القوات بمحاربة حزب العمال الكردستاني وذراعه السوري المتمثل بوحدات الحماية.

وتعمل روسيا من خلال استفزاز نقاط المراقبة واستهدافها إلى الضغط عليها، ودفعها مع الوقت إلى المغادرة، خاصة أن المعارك اقتربت كثيراً منها والحديث هنا عن نقطة شير مغار بريف حماة، التي تدور الاشتباكات على بعد مئات الأمتار منها فقط.

وتعول موسكو في تحقيق هذا الهدف على عوامل عسكرية وداخلية لدى أنقرة، إذ إن تصاعد الخسائر البشرية لدى الجيش التركي سيقوي من مطالبات المعارضة بسحب قوات بلادها من هناك، ما يعني مزيداً من الإحراج للحزب الحاكم وحليفه الحركة القومية الذين يدعمون خيار التدخل العسكري في سوريا، وهو تدخل غير مجمع عليه بطبيعة الحالة لدى كل فئات الشعب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمواجهات مع النظام وليس وحدات الحماية.

ويبدو من خلال رد فعل أنقرة أنها متمسكة بشكل كبير ببقائها في إدلب ومحطيها إلى حين التوصل إلى تسوية شاملة في سوريا، ومستعدة لدفع الضريبة العسكرية والسياسية لهذا الخيار، حيث دفعت مؤخراً بتعزيزات عسكرية جديدة تتضمن عشرات المدرعات والمصفحات إلى ريف حماة، كما أن الرد على مصادر القصف يشير إلى أن تركيا لا تريد أن تترك رسائل النظام وروسيا دون جواب.