icon
التغطية الحية

"شبيح" روسي متعدد المواهب وهامفي أمريكية تتبختر في روسيا

2019.02.19 | 17:02 دمشق

عرض في روسيا لـ"غنائم" الجيش الروسي مِن حربه على سوريا
عمر الخطيب - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

بثت شبكة تلفزيونية مقربة من الحكومة الروسية، في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي، تقريراً يعرض قصة شاب روسي يظهر أمام شقته في موسكو، ويقول فيه إنه يعتزم بيعها ليشتري بيتاً لنفسه في جزر الكوريل المتنازع عليها بين روسيا واليابان، وجاء عرض قصة هذا الشاب الروسي ضمن نقاش القناة لمستقبل الجزر.

ولكن قناة تلفزيونية روسية صغيرة ومستقلة "Dozhd" قامت بعد أيام من عرض التقرير بالكشف عن أن قصة الشاب مزيفة وتم إعدادها من قبل الشبكة والأجهزة الروسية.

قبل شرح ملابسات القصة المزيفة وسبب التزييف أو أدواته، في نظرة سريعة إلى الماضي القريب، سيقفز إلى الذاكرة "الشبيح متعدد المواهب" السوري، الذي رصدته تنسيقيات الثورة السورية متنقلاً على شاشات إعلام النظام بشخصيات متعددة، واليوم مع التقرير المزيف سيتم الكشف عن ظهور "شبيح" آخر متعدد المواهب لكن في روسيا هذه المرة. 

 

متعدد المواهب من جديد

وضعت قناة Dozhd الأدلة على تزييف شبكة NTV لتقريرها، في تقرير تلفزيوني ضمن برنامج يُعنى بالأخبار المزيفة، وما لبثت NTV أن حاولت حجبه على منصة يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

وبحسب Dozhd فالشاب الذي يظهر في القصة ويدعي أنه يريد بيع بيته ليشتري آخر في جزر الكوريل للدلالة على ارتباط المواطنين الروس بالجزر، هو ممثل وليس مجرد شاب مدني عادي كما ادعت "NTV" وللبرهنة على ذلك قام الصحفيون بالاتصال بالشاب وعرضوا عليه الظهور في لقاء تلفزيوني مماثل، على أن يقول إنه ينوي الاستقرار في جزيرة القرم الأوكرانية والتي تحتلها روسيا، فوافق فوراً وسأل عن قيمة الأجار.

وعرض تلفزيون Dozhd في تقريره مقاطع أخرى ظهر فيها نفس الشاب وإنما في حالات أخرى ولشهادات أخرى لصالح القنوات الروسية.

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها كشف زيف ادعاءات الإعلام الروسي، إذ أوردت إحدى القنوات الروسية قصة عن امرأة من أوكرانيا، والتي قالت إنها شاهدت مجموعة من القوميين الأوكرانيين وهم يصلبون طفلاً عمره 3 سنوات، وسرعان ما كشف الصحفيون زيف هذه القصة.

وفي العام الماضي قامت قناة روسية أيضاً بنشر مقابلة مع شخص أوكراني، كما ادعت، يقول إن الأوكرانيين مصابون بالإحباط بسبب عدم نمو بلاده، وأيضاً كشف مدون روسي لاحقاً أن هذا الرجل ليس بأوكراني بل ممثل من بيلاروسيا.

قصة الشهادات المعدة مسبقاً من قبل قنوات روسية حكومية أو مقربة من الحكومة تستحضر بشكل فوري الشهود الذين دأبت القنوات التابعة لنظام الأسد على إحضارهم أمام الكاميرا لنشر رواية النظام للأحداث.

 

قصة الهامفي الأمريكية

ونبقى مع الدعاية الروسية ولكن مع قافلة تسير عبر المدن الروسية لتعرض على المواطنين الروس "غنائم" الجيش الروسي من حربه على سوريا، وتضم القافلة 500 عربة عسكرية من أنواع مختلفة قامت روسيا بنقلها من سوريا لتستعرضها أمام مواطنيها كغنائم حرب. 

ومن بين العربات التي ظهرت صورها على وسائل الإعلام الروسية كانت صورة مثيرة للاهتمام لمركبة هامفي الأمريكية والتي علق عليها أحد المغردين قائلاً بأن هذه الهامفي لها قصة تختصر الكثير عما حدث في سوريا فهي كانت ضمن صفقة سلمت خلالها الولايات المتحدة عددا من مركبات الهامفي للفرقة الذهبية في الجيش العراقي ليستولي عليها لاحقا تنظيم الدولة وينقلها إلى سوريا حيث استولت عليها الميليشيات التابعة للنظام السوري ومن ثم وجدت طريقها إلى القاعدة الروسية في اللاذقية حيث تم نقلها بحراً إلى موسكو لتقوم بعرضها الآن على مواطنيها على أنها غنيمة حرب.

عربة "هامفي" الأميركية خلال عرض في روسيا 

ومن غير الواضح كيف يمكن تحديد من اغتنم هذه المركبة الأمريكية، بفرض اعتبارها غنيمة، أهي حكومة المالكي التي تلاحقها تهم الفساد والمتهمة بإشعال الحرب الطائفية في العراق بل وتسليم مدينة الموصل لتنظيم الدولة، أم تنظيم الدولة الذي وصل ليده كم كبير من الأسلحة الأمريكية الحديثة التي تركها لهم المالكي حتى يتمكن مع إيران من تأسيس ميليشيات الحشد الشعبي، أم ميليشيات الأسد التي اعتدنا على استيلائهم بطريقة عجيبة على أسلحة تنظيم الدولة والعكس بالعكس إذ أن التنظيم ومنذ توغله في سوريا يحظى برعاية الأسد ويتم تقديم مخازن الأسلحة والمعدات العسكرية قبل كل معركة كان يشنها ضد السوريين، أم هي روسيا التي لم تواجه التنظيم قط منذ إعلانها الحرب على سوريا إلا إعلامياً، فمن المعروف أن حربها كانت ومازالت ضد المستشفيات والأسواق السورية.