icon
التغطية الحية

إيكونوميست: انتصار تركيا في عفرين كان أسهل من المتوقع

2018.03.23 | 18:03 دمشق

مقاتلون من القوات التركية والجيش الحر في عفرين السورية، 18 من آذار (رويترز)
ذي إيكونوميست - ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشرت مجلة "إيكونوميست" الشهيرة تقريراً تحدثت فيه عن انتصار القوات التركية والجيش الحر في عفرين السورية، وتطرق التقرير إلى المرحلة المقبلة التي تخطط لها تركيا في ظل سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على منبج ومناطق شاسعة شرق الفرات.

وجاء في التقرير الذي نُشر تحت عنوان " تركيا تبحث عن أهداف جديدة في سوريا بعد انتصارها في عفرين"، إنه بالنسبة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان توقيت النصر الذي حققته تركيا في منطقة عفرين شمال سوريا، مثالياً. فبعد هجوم استمر طوال شهرين ضد مقاتلي "وحدات حماية الشعب"، تمكنت القوات التركية من السيطرة على المدينة الرئيسة يوم 17 من آذار/ مارس. وفي اليوم التالي، احتفلت تركيا بذكرى معركة "جناق قلعة"، التي انتصر فيها الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى.

وأضافت المجلة أنه مثلما كان متوقعاً، عمد أردوغان إلى خلط أوراق الصراع مع "وحدات حماية الشعب" بالخلافات القائمة حالياً مع القوى الغربية، متهماً إياها بدعم "وحدات حماية الشعب" ضد تركيا. ونقلت المجلة عن الرئيس التركي قوله: "لقد هاجمونا في جاليبولي (جناق قلعة)، بأقوى جيش. وفي الوقت الراهن، بما أنهم لا يملكون الشجاعة الكافية للقيام بذلك، وضعونا في مواجهة مع المنظمات الإرهابية الأكثر دموية وتدريبًا وتجهيزًا في العالم".

وترى المجلة أن عملية السيطرة على عفرين كانت أسهل مما توقعته تركيا. ففي الوقت الذي اجتاحت فيه الدبابات التركية المدينة، كانت الميليشيات الكردية، التي يُطلق عليها اسم وحدات حماية الشعب، قد انسحبت من المنطقة.

كما أفاد المسؤولون الأتراك بأنهم يعتزمون، في الفترة القادمة، شنّ حرب ضد الأكراد الانفصاليين في شمال شرق سوريا والعراق، حيث تتمركز المنظمة الأم لوحدات حماية الشعب، أي حزب العمال الكردستاني، وفق المجلة.

وتعتبر تركيا أن كلا المجموعتين تطمحان إلى تحقيق الأهداف نفسها، حيث يقاتل حزب العمال الكردستاني باستماتة للحصول على منطقة حكم ذاتي داخل تركيا، منذ أكثر من ثلاثة عقود. وبحسب "إيكونوميست" تواجه تركيا عقبة كبيرة تقف أمام تنفيذ الخطط التي وضعتها، وهي تمركز أكثر من ألفي جندي أمريكي حول معاقل "قوات سوريا الديمقراطية" شرقيّ سوريا من منبج إلى الحدود العراقية.

وساهمت وحدات حماية الشعب، المدعومة من قبل القوات الجوية الأمريكية، في هزيمة تنظيم الدولة. وفي الوقت الراهن، تريد تركيا أن تتنحى الولايات المتحدة جانباً وتبتعد عن طريقها حتى تتمكن من القضاء على وحدات حماية الشعب، التي تعتقد أنها تشكل تهديداً كبيراً على أمنها، شأنها شأن تنظيم الدولة.

وتعتقد المجلة أن منبج ستكون نقطة الحل، وفي الوقت ذاته بؤرة للتوتر؛ فقد وعدت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تركيا بأن  تنسحب "وحدات حماية الشعب" التي شاركت في إعادة السيطرة على هذه المدينة واسترجاعها من أيدي تنظيم الدولة سنة 2016. لكنهم لم ينسحبوا لأن واشنطن تعتبر وجودهم حاسماً لضمان أمن المنطقة.

من هذا المنطلق، تطرح المجلة سؤالاً: ماذا ستفعله تركيا في عفرين؟ اقترح أردوغان أن تُعاد المدينة إلى أصحابها الشرعيين، ما أثار العديد من المخاوف حول إمكانية استخدام هذه الورقة لتسوية وضعية اللاجئين السوريين، البالغ عددهم 3.4 مليون لاجئ سوري، الذين يعيشون حالياً في تركيا. أما السيناريو الثاني، فيتمثل في استيعاب المدينة للاجئين القادمين من إدلب، تلك المحافظة التي يسيطر عليها الثوار وتتعرض للهجوم من قبل نظام الأسد.

ونقلت المجلة عن أحمد قاسم هان، في جامعة "قدير هاس" التركية، قوله: "إنه من المحتمل أن يوظف صناع السياسة في تركيا تداعيات نزوح اللاجئين، للتعامل مع القضايا الخارجية". وبناء على ذلك، قد تكون عفرين تلك الفرصة التي تحتاجها تركيا.