icon
التغطية الحية

4 سوريين يخوضون أولى تجاربهم في الانتخابات البرلمانية بالسويد

2022.06.06 | 14:55 دمشق

9cq4qz-highres-scaled.jpg
السويد - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

يعتزم أربعة لاجئين سوريين بينهم امرأتان في السويد خوض أولى تجاربهم في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في البلاد خلال شهر أيلول من العام الجاري، وذلك بهدف مساعدة نظرائهم من القادمين الجدد والمساهمة في إيجاد حلول للمشكلات التي يعانون منها في حياتهم الجديدة في الدولة الإسكندنافية.

"سعياً للتأثير في صنع القرار"

أول المرشحين هو اللاجئ السوري محمد البلوط (32 عاماً) المنحدر من مدينة الحراك في محافظة درعا رشح نفسه إلى الانتخابات البرلمانية عن حزب الوسط، بحسب ما قال لموقع "تلفزيون سوريا".

ويقول البلوط الذي وصل إلى السويد منتصف عام 2014 إنه عمل في مجال الصحافة في عدة صحف ومحطات في سوريا وليبيا، مشيراً إلى أنه عمل كصحفي في صحيفة سويدية لمدة عام ونصف وبعدها بدأ العمل في القطاع الحكومي في بلدية "فالنغي" جنوب السويد.

ويدرس محمد الذي يقيم حالياً في مدينة "مالمو" في كلية العلوم السياسية "سياسة إدارة ومنظمات" ويعمل حالياً على مشروع التخرج من الجامعة.

ويضيف البلوط لموقع "تلفزيون سوريا": "أنا مرشح عن قائمة مالمو ورقمي في القائمة هو السابع". 

وعن سبب ترشحه على قائمة حزب الوسط، يقول محمد إن "الحزب الأقرب بنظري لنا كجالية عربية لأنه حزب يؤمن بحق الجميع وإن الجميع متساوٍ في المجتمع".

كما يعمل الحزب بحسب اللاجئ السوري على "تسهيل دخول القادمين الجدد إلى المجتمع، وتسهيل التوظيف وتعديل الشهادات والاستفادة من كفاءات اللاجئين". 

ويعتبر حزب الوسط "لا يساري ولا يميني من حيث الأفكار"، وفق البلوط الذي أشار إلى أن الحزب يعمل على "تسهيل الحصول على الإقامات للاجئين كما أنه لا يسعى للعمل مع الأحزاب اليمينية المتشددة". 

وأشار إلى أن "حزب الوسط ليس كبيرا لكنه من الأحزاب التي لها تأثير في البرلمان والحكومة".

وتمنى اللاجئ السوري من الجالية ممن يمتلكون حق التصويت أن يصوتوا له قائلاً: "سأعمل من أجلهم ومن أجل تسهيل فرص العمل والاندماج في المجتمع وغيرها من القضايا التي تهمهم".

وفيما إذا كان قد تعرض لمضايقات من الأحزاب اليمينية، قال: "حتى اللحظة لم أتعرض بشكل مباشر إلى أي مضايقات من الأحزاب المتطرفة أو مناصريهم"، لكنه أشار إلى أنه "للأسف نتعرض لمضايقات وتعليقات غير لائقة من أبناء جاليتنا"، متمنياً من الجميع "أخذ الأمور بجدية أكثر وعلينا جميعاً المشاركة الفعالة في الانتخابات المقبلة ليكون لنا تأثير في صنع القرار".

مرشح من فلسطينيي سوريا

المرشح الثاني هو اللاجئ السوري - الفلسطيني عبد الله مرعي (36 عاماً) المنحدر من مخيم اليرموك جنوبي دمشق والذي رشح نفسه على قائمة "حزب الوسط"، بحسب ما قال لموقع "تلفزيون سوريا".

وقبل مغادرته سوريا في عام 2018، درس مرعي في كلية التجارة والاقتصاد وعمل بأحد البنوك في دمشق قبل اندلاع الثورة، بحسب ما ذكر مرعي.

وبعد وصوله إلى السويد في عام 2013 عمل في أول سنتين بأحد البنوك في العاصمة استوكهولم التي يقيم فيها ثم انتقل للعمل في إحدى الشركات الهندسية والتي ما زال يعمل فيها حتى الآن في قسم المحاسبة.

ويقول مرعي لموقع "تلفزيون سوريا": "خلال هذه السنوات عملت أيضاً ككاتب عمود في جريدة وبقيت فيها 3 سنوات أكتب مواضيع عن سوق العمل والهجرة والاندماج والعنصرية وكل المواضيع التي تلامس وتخص المهاجرين والقادمين حديثاً".

وإلى جانب عمله ينشط مرعي في العمل المجتمعي فهو حالياً عضو مجلس إدارة في الأمم المتحدة في السويد، كما أنه عضو مجلس إدارة في منظمتين (diversify foundation - Kompis Sverige)، إضافة إلى أنه عضو في منظمة (Real people) ومسؤول قضايا الهجرة فيها.

حلم العمل بالسياسة

وعن سبب ترشحه للانتخابات، يقول مرعي: "كان لدي حلم العمل بالسياسة ولكن كنت مازلت أراها خطوة مبكرة وآثرت عدم الدخول في أي حزب ولكن مؤخراً تمت دعوتي من حزب الوسط السويدي للترشح"، مضيفاً: "بعد عدة جلسات ونقاشات اقتنعت بالفكرة وأبديت موافقتي وذلك لقناعتي التامة بأن التغيير يجب أن يكون من الداخل.. وأننا إذا بقينا متفرجين على المشهد السياسي فلن يكون لنا أي تأثير"، لافتاً إلى أنه "نحن الآن نمر بحالة سياسة صعبة جداً وذلك بسبب صعود اليمين المتطرف في السويد وفي كل أوروبا ولذلك يجب علينا جميعاً الوقوف في وجهه ومحاولة التأثير سياسياً عبر تنظيم أنفسنا داخل الأحزاب حتى يكون لكلمتنا تأثير ويصبح صوتنا مسموعا".

وعن سبب ترشحه عن حزب الوسط، يقول مرعي: "خط الحزب السياسي واضح جداً فيما يتعلق بقضايا الهجرة واللجوء واليمين المتطرف وقد أكد الحزب في مناسبات عديدة ومناظرات سياسية مختلفة على رفضه للتعامل مع اليمين المتطرف في أي حكومة مستقبلية"، إضافة إلى أنه "يوجد في سياسة الحزب المكتوبة تفصيل كامل حول حماية حق الإنسان في اللجوء وحق الأطفال والعائلات في الشمل وأن تتعاون دول أوروبا جميعاً في تسهيل الهجرة وتقسيم المسؤولية فيما بينها".

أما فيما يخص برنامجه الانتخابي، فيقول مرعي: "سيكون التركيز على سوق العمل من أولوياتي وذلك لتقاطعه مع دراستي كاقتصاد ولقناعتي بأن العمل هو الأساس في تأمين حياة كريمة واندماج جيد بالإضافة لملفات الهجرة العالقة كأصحاب الإقامات المؤقتة والأشخاص الذين يعيشون إلى الآن دون أوراق في السويد، بالإضافة لقضايا السكن والتعليم ومحاربة العنصرية بكل أشكالها".

وعن فرصه في الفوز بالانتخابات، يقول عبد الله: "حزب الوسط حزب ليس بكبير وليس بصغير.. حصلنا على 8,61 في المئة من الأصوات في الانتخابات الماضية ونسبة إلى ذلك وزعت المقاعد في البرلمان"، مضيفاً: "نحن نطمح حالياً للوصول إلى نسبة أفضل من الانتخابات الماضية وبناء عليه توزع المقاعد على المترشحين ولدي فرصة جيدة بالحصول على مقعد لكوني أقيم في العاصمة ودائماً أكثر المقاعد تذهب للعاصمة، ولكن كل ذلك يتعلق بعدد الأصوات التي سوف أحصل عليها أيضاً".

ويتوقع مرعي حصوله على "الدعم من أبناء جاليتي وهذا ما عودوني عليه وهو أننا نقف جميعاً ونتكاتف مع بعضنا"، مضيفاً: "ثقتي مطلقة بأننا شعب يحب التغيير ويسعى لذلك.. لن أصغي لتلك الأصوات السلبية التي تحاول تفرقتنا وكسر شوكتنا والتقليل من شاننا وطموحاتنا أمامنا الكثير من العمل والكثير من التفاؤل".

مرشحتان محجبتان

أما المرشح الثالث فهي اللاجئة السورية نور ملّاح والتي رشحت نفسها عن "حزب الألوان المختلفة" (نيانس) في مدينة "بوروس" ومنطقة "فسترا يوتلاند" السويدية ضمن الانتخابات البرلمانية.

وبحسب وسائل إعلام، فإن نور المنحدرة من مدينة حلب هاجرت مع عائلتها من سوريا في ثمانينيات القرن الماضي بسبب والدها السياسي المعارض وكانت نور في الثالثة من عمرها.

وترى نور أن السيدات المهاجرات وخاصة المحجبات، يتعرضن للتمييز في سوق العمل وداخل أماكن مزاولة المهن وفي الأماكن العامة في أحيان كثيرة، وأشارت نور إلى أن "الحجاب يجعل المرأة هدفاً سهلاً وواضحاً للكراهية والتمييز العنصري من قبل العنصريين الذين يشكلون 20 في المئة على الأقل من الشعب السويدي وهؤلاء يصوتون لحزب SD".

وتقول ملّاح إن "حزب نيانس حزب لكل الناس في السويد، ويطالب بقيمة متساوية لجميع مواطني السويد ويرفض تمييز أي شخص بسبب دينه أو عرقه أو لونه".

وما يميز هذا الحزب عن غيره، بحسب ما تقول ملاح، هو تركيزه على قضايا الأقليّات وحقوقهم وخاصة المسلمين الذين يعدون أكثر هذه الفئات عرضة للتمييز في السويد.

قضايا اللجوء تتصدر اهتمامات المرشحين

أما المرشح الرابع فهي الشابة السورية نور آغي (35 عاماً) والتي أعلنت ترشحها للانتخابات البرلمانية في السويد عن حزب الوسط.

وتحمل نور رقم 4 في القائمة بالإضافة إلى ترشحها لانتخابات مقاطعة "فارملاند" رقم 13 وانتخابات بلدية "كارلستاد" لكن قائمة المرشحين لم تصدر بعد.

وتعمل نور كمسؤولة تطوير الاندماج في مقاطعة "فارملاند"، وانضمت اللاجئة السورية إلى حزب الوسط لقناعتها برؤيته ونظرته الإنسانية للمجتمع ولدعمه للقادمين الجدد ولم شمل العائلات، بالإضافة إلى تركز سياسته على توفير فرص العمل بحسب ما قالت لمنصة "أكتر".

وستُجرى الانتخابات العامة في السويد في 11 أيلول من العام الجاري لانتخاب 349 عضواً في البرلمان السويدي وهم بدورهم سينتخبون رئيس وزراء السويد وبموجب الدستور،  وكذلك الانتخابات الإقليمية والبلدية  ستعقد في نفس اليوم.

أول امرأة رئيسة للوزراء

ونهاية العام الماضي، انتخب البرلمان السويدي زعيمة الاشتراكيين الديموقراطيين ماغدالينا أندرسون رئيسة للوزراء لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب بعد مفاوضات صعبة.

وانتُخبت أندرسون بأغلبية 117 صوتاً مؤيداً و174 صوتاً معارضاً وامتناع 57 نائباً عن التصويت، في السويد يُنتخب رئيس الحكومة طالما لم تصوت أغلبية مطلقة من 175 نائباً ضده.

وعلى الرغم من تقدم السويد في مجال المساواة بين الجنسين فإنه لم يسبق أن تولت امرأة رئاسة الوزراء فيها على عكس جميع بلدان الشمال الأوروبية الأخرى.

وبعد قرن من نيل المرأة حق التصويت في السويد، تخلف ماغدالينا أندرسون 33 رجلاً شغلوا هذا المنصب منذ عام 1876.

بمجرد تعيينها في روزنباد، مقر الحكومة، فإن التحدي الكبير الذي يواجهها هو إبقاء الاشتراكيين الديموقراطيين في السلطة في أيلول المقبل.

ويحظى الحزب بنحو 25 في المئة من التأييد في استطلاعات الرأي وما زال يعتبر التشكيل السياسي الأكثر شعبية في السويد، لكنه قريب من أدنى مستوياته التاريخية.

وعليه مواجهة أكبر منافسيه، حزب المعتدلين المحافظ بقيادة أولف كريسترسون الذي تقارب مع حزب الديموقراطيين السويديين اليميني المتطرف المناهض للهجرة، كما يتضح من تحالفهما على الميزانية، وهو مستعد للحكم بدعم منه في البرلمان.

ويرى المحللون أن لعبة التحالفات بين الأحزاب الكبيرة والصغيرة تجعل توقع نتائج الاقتراع أكثر صعوبة.