icon
التغطية الحية

200 متر.. فيلم يهدم رواية الاحتلال وجداره العنصري

2020.09.23 | 12:29 دمشق

62cf76ba-91f8-426b-98b1-c78f53da77a5.png
علي سليمان بطل فيلم 200 متر (الملف الصحافي للفيلم)
إسطنبول ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

تحاكي الظروف الراهنة للمخرج الفلسطيني أمين نايفة قصة فيلمه "200 متر"، فبعد سفره لحضور عرض فيلمه الأول ضمن مهرجان البندقية "Venice Film Festival"، لم يستطع نايفة العودة إلى فلسطين بسبب إغلاق الحدود، ما اضطره للبقاء عند أصدقائه في برلين، وبذلك أصبحت المسافة بينه وبين منزله في فلسطين "2000 كم" كما يقول.

يتحدث فيلم "200 متر" عن جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، من خلال قصة أب فلسطيني يدعى "مصطفى" يلعب دوره الممثل علي سليمان. يعيش مصطفى على مسافة 200 متر من زوجته وأولاده في الجانب الآخر من الجدار الفاصل.

وتدور أحداث الفيلم حول محاولات مصطفى الذي انقطع به سبيل الوصول إلى ابنه الراقد في المستشفى في الجانب الآخر من الجدار. حيث ينطلق الأب في رحلة مليئة بالأهوال والمخاطر ليصل إلى ابنه في أوديسة تتحوّل فيها مسافة المئتي متر إلى "ألفي كيلو متر".

 

 

200 متر.. عن حرب يومية يعيشها الفلسطيني

حاز الفيلم على جائزة الجمهور في مهرجان البندقية، ورفض المخرج "نايفة" تنويهاً خاصا من رئيس لجنة التحكيم، المخرج الإسرائيلي Nadav Lapid يوم توزيع جوائز قسم Venice Days.

يوضح الفيلم أن الأمور التي نقوم بها يوميا في حياتنا العادية تعتبر خطرا وبطولة في فلسطين المحتلة. الكاتبة والصحافية الإيطالية نينا روث وصفت الفيلم بـأنه "تحفة أمين نايفة الهادئة، هو جزء غير عادي من النظرة إلى الحياة اليومية الشبيهة بالحرب لكل الفلسطينيين. الأمور ليست بسيطة على الإطلاق بالنسبة للرجل الفلسطيني. إن ذهاب الفلسطينيين إلى العمل ورؤية أحبائهم، والسفر عبر بلادهم هو دائمًا عمل بطولي".   

ويقول "نايفة" لموقع تلفزيون سوريا بشأن سبل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في مرحلة بات عنوانها التطبيع" أراهن شخصيا على الوعي أتفاجأ اليوم في برلين بوجود ناس لا يعرفون شيئا عن الجدار.. هذه كارثة والملام هو نحن علينا العمل أكثر إعلاميا.. لايوجد إعلام مهني ناطق بالإنكليزية، كما أننا لا نملك بنية تحتية للسينما لقد فقدنا الأمل بالحكومات".

 

Capture.JPG2_.JPG
جدار الفصل العنصري "مشهد من الفيلم"

 

ويضيف أن السينما لا تكفي للمقاومة هي أحد الوسائل ولها جمهورها ويمكن الاعتماد أيضا على حركة المقاطعة " القضية الفلسطينية وفكرة فلسطين وتحررها من الظلم  يحتاج إلى انتشار أكبر ووسائل أخرى.. لتصل إلى شريحة أكبر من الناس".

"200 متر" هو فيلم نايفة الأول، بدأ إنجازه عام 2013 وانتهى بعد سبع سنين بسبب البحث عن تمويل، يعتبر "نايفة" أن مشاركة الفيلم في مهرجان البندقية هو إنجاز خاصة بعد حصوله على جائزة الجمهور، موضحا أن ذلك سيساعد أيضا على تسويقه تجاريا، فهو فيلم جمهور.

ويتابع "منذ أن كنت طفلا صغيرا  ومراهقا كان هاجسي عندما عشت أحداث الانتفاضة بسنينها السيئة جدا أن أحكي ما يحدث للعالم،  ومازلت أسأل نفسي حتى اليوم، مع كل ما حدث ويحدث لنا في فلسطين وفي سوريا.. ألم يسمع أحد بمعاناتنا؟".

"العالم مغمض عينيه هناك من يعرف وآخر لا وظيفتنا أن نرفع صوتنا ونقول هذا ما يحدث".

اضطر نايفة للسفر في "رحلة حول رأس الرجاء الصالح"، من فلسطين إلى الأردن وتركيا ومن ثم إلى ألمانيا وإيطاليا وجهته في مهرجان البندقية، بسبب تدمير الاحتلال للمطار الدولي في غزة في الانتفاضة الثانية، وبسبب الجائحة، فإن الحدود مغلقة بين الأردن وفلسطين وتحتاج الرحلة إلى تنسيق كبير. 

يعرّف نايفة عن نفسه بالقول "أنا صانع أفلام من بلاد الشام أنتمي إلى فلسطين وأعتز بها، كذلك أنتمي إلى كل شبر من بلاد الشام ولكل ما يجري فيها".  

المخرج أمين نايفة فلسطيني من مواليد 1988. نال شهادة البكالوريوس في التمريض من جامعة القدس عام 2010. بعد ذلك بعامين نال شهادة في الإنتاج من معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية في الأردن ما شكل انطلاقته لا نتاج في 2014 الفيلم القصير جنود مجهولون و الفيلم القصير زمن معلق 2104. 

 

الإمارات تدعم سينما الاحتلال

تتوالى اتفاقيات التطبيع في المجال الثقافي بين الاحتلال والإمارات، إذ يبدو أنه هم إسرائيلي لنشر أجنداتها في المنطقة، وكانت لجنة أبو ظبي للأفلام وصندوق السينما الإسرائيلي، وقعوا اتفاقية تعاون في مجال التدريب والإنتاج.

وتشمل الاتفاقية خططاً لإقامة مهرجان سينمائي إقليمي سنوي بالتناوب بين أبو ظبي وإسرائيل، لإنتاج مواد سينمائية وتلفزيونية مشتركة.

وبشأن ذلك تقول منتجة الفيلم مي عودة لموقع تلفزيون سوريا، "كأي فيلم مستقل عربي أو فلسطيني نعاني من التمويل بسبب قلة الموارد المالية التي تدعم الأفلام، للأسف في المنطقة العربية لدينا إحساس بأن الثقافة والسينما ليست من أولويات الأنظمة العربية وهذا خطير، لأن السينما الغربية والإسرائيلية والأميركية يرصد لها المليارات لتنفيذ الأجندة والبروباغندا الخاصة بها، لذلك تكون رحلة أي فيلم عربي أو فلسطيني خاصة أكثر من خمس سنوات، لكن نحن فخورون لأنها قضيتنا، السينما هي سلاحنا الباقي لنقاتل به من أجل صورتنا وبقصصنا وبهمومنا لنثبتها من خلال السينما ونوصلها للعالم".

أنتج الفيلم بالشراكة مع شركة ميتافورا للإنتاج الفني، والصندوق الفلسطيني للثقافة، والهيئة الملكية للأفلام في الأردن، إضافة لشركاء في السويد وإيطاليا ومؤسسة الدوحة للأفلام، وتضيف عودة "شركاؤنا جعلوا الفيلم يصبح حقيقة، في فلسطين البنية التحتية للسينما غير موجودة.. سعداء لأننا كنا نصور لأول مرة في مدينة طولكرم، لقد ساعدنا الأهالي والشرطة الفلسطينية قدمت كل الدعم لنعمل ونضمن سلامتنا وأمننا لأن فيلمنا فيلم طريق".

لقي الفيلم صدى واسعا بين الجمهور بسبب اعتماده على قصة إنسانية قد تكون حكاية كل رجل أو امرأة من فلسطين، حيث يتحدث الفيلم عن العائلة وبحسب عودة فإن "العائلة مقدسة إن كان عند العرب أو عند المجتمع الغربي، حتى بطل الفيلم علي السليمان كان لديه مشكلة.. فهو يفكر بأبنائه طيلة الوقت ويتساءل ماذا سيحصل لأبنائه إذا واجهوا هذة المشكلة؟".

 

Capture_2.JPG
مشهد من الفيلم " الممثل علي سليمان"

 

وتوضح عودة "أن تكون غير قادر على الوصول لابنك بسبب جدار عنصري وضعه الاحتلال ونكون في عام 2020 ولا نملك أبسط الحقوق كفلسطينين أن نكون عائلة واحدة هو ظلم وهو ما استشعره الجمهور في فيلم 200 متر".

تؤكد "عودة" على سعادتهم وفخرهم بقدرتهم على إنهاء الفيلم في ظل الظروف الصعبة التي فرضها انتشار فيروس كورونا، حيث أنهى المخرج أمين نايفة مراحل ما بعد إنتاج الفيلم على تطبيق "زوم" وشاهد الفيلم للمرة الأولى على شاشة كبيرة وقت عرضه في مهرجان البندقية.

وتتابع عودة قائلة "كان ذلك مؤثرا لذلك نحن سعيدون أن مهرجان البندقية انطلق واستطعنا الانطلاق من أقدم مهرجان في العالم إلى مهرجانات أخرى لأن هدفنا هو إيصال رسالة الفيلم لكل المشاهدين بكل أنحاء العالم".

وتلفت إلى أنه " من المؤلم الإعلان عن تعاون بين أبو ظبي والاحتلال.. كان للخبر وقع الصاعقة علينا نحن الفلسطينيين الذين نقاتل من أجل تمويل فيلم، وانصدمنا كيف أن المنظمات العربية تتراكض خلف سلام وهمي، ستكون نتيجته عدة أفلام ستروج لبروباغندا الرواية الإسرائيلية، لكننا مصرون كسينمائيين على تثبيت قصتنا الفلسطينية بالأفلام لأن السينما سلاحنا الوحيد".

 

اقرأ أيضا: الجامعة العربية.. من دعم فلسطين إلى تأييد التطبيع

 

اقرأ أيضا: أبو ظبي تُجبر جميع المنشآت الفندقية على توفير الطعام اليهودي