البث المباشر
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، إلى حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد سنوات من تجنب القادة الإسرائيليين أي ذكر لهذه القضية في الأمم المتحدة، ولأول مرة منذ دعوة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في العام 2016.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الخميس، قال لابيد إن "الاتفاق مع الفلسطينيين، على أساس دولتين لشعبين، هو الشيء الصحيح لأمن إسرائيل، ولاقتصادها ومستقبل أطفالنا"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من كل العقبات، لا تزال غالبية الإسرائيليين تدعم رؤية حل الدولتين، وأنا واحد منهم".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تل أبيب "لديها شرط واحد فقط، أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية دولة سلمية، وأنها لن تصبح قاعدة إرهاب أخرى يمكن من خلالها تهديد إسرائيل ووجودها"، مؤكداً على أنه "سيكون لدينا القدرة على حماية أمن جميع مواطني إسرائيل، في جميع الأوقات".
وأكد لابيد على أن "السلام ليس تسوية، بل هو القرار الأكثر شجاعة الذي يمكننا اتخاذه، والسلام ليس ضعفًا، بل يجسد في داخله القوة الكاملة للروح البشرية"، وفق تعبيره.
اجتماع مغلق لتنشيط مبادرة السلام العربية
وتأتي دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي تأكيداً لتوجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أكد دعمه لحل الدولتين، خلال زيارته لإسرائيل في آب الماضي، وقبل أقل من ستة أسابيع من الانتخابات المزمع إجراؤها مطلع تشرين الثاني الماضي، قد تعيد رئيس الوزراء اليميني السابق، بنيامين نتنياهو، إلى السلطة، الذي لم يعلن عن تأييد واضح لحل الدولتين منذ فترة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إن وزير الخارجية السعودي ومنسق السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي عقدا اجتماعاً مغلقاً، الأربعاء الماضي، مع ممثلين عن 25 دولة، بما فيها الولايات المتحدة وفلسطين، فيما لم تتم دعوة إسرائيل، بشأن سبل تنشيط مبادرة السلام العربية.
وتنص مبادرة السلام العربية، التي أطلقها ملك السعودية الراحل، عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، في القمة العربية ببيروت في العام 2002، على التطبيع الكامل للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل إقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود العام 1967، وعودة اللاجئين، والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة.
حل الدولتين
ويعرف حل الدولتين بأنه مقترح لحل الصراع العربي الإسرائيلي، يقوم على تراجع العرب عن مطلب تحرير كامل فلسطين وحل الدولة الواحدة، ويقوم على أساس دولتين في فلسطين التاريخية تعيشان جنباً إلى جنب.
وأقر مجلس الأمن مقترح حل الدولتين في القرار رقم 242، بعد حرب حزيران في العام 1967، وسيطرة إسرائيل على أراضي فلسطين، فيما اعتمدت الفصائل الفلسطينية القرار في البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني في العام 1974، وأصبح فيما بعد مرجعية المفاوضات في اتفاق أوسلو في العام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
ومنذ تأسيسها في العام 1994، تطالب السلطة الوطنية الفلسطينية بقيام دولة مستقلة في 22 % من مساحة فلسطين التاريخية، التي تضم القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة.
وسبق أن أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، عن تأييده لحل الدولتين في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة في أيار من العام 2009، وكرر تأييده عدة مرات، لكنه تراجع عن ذلك بعد تولي الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، منصبه في العام 2017.
