icon
التغطية الحية

استعداداً لاحتمال توجيه ضربة ضد إيران.. إسرائيل تعلن شراء صفقة سلاح "ضخمة"

2021.12.02 | 17:19 دمشق

rkkkro6l00_0_0_640_360_0_x-large.jpg
طائرات حربية ومروحية إسرائيلية مزودة بذخيرة دقيقة (AFP)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

قالت إسرائيل اليوم الخميس إنها تستعد لشراء صفقة سلاح بقيمة 1.7 مليار دولار استعداداً لاحتمال توجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية، وذلك على ضوء موقف تل أبيب "المتشائم" من مفاوضات فيينا النووية في التوصل إلى اتفاق يمنع طهران من امتلاك القنبلة النووية.

وكشفت "وثيقة سرية" للجيش الإسرائيلي أن إسرائيل بصدد خطة لاستثمار أكثر من 5 مليارات شيكل (1.7 مليار دولار أميركي) في شراء صواريخ لمنظومة دفاعها الجوي، المعروفة باسم "القبة الحديدية"، إضافة إلى الأسلحة الدقيقة لسلاح الجو، كما تشمل الميزانية الإنفاق على التدريبات القتالية في جميع الساحات.

وذكرت "يديعوت أحرونوت"، في تقرير نشره اليوم، معلقها للشؤون السياسية، يوسي يهوشوع، أن إسرائيل "متشائمة جداً" بشأن نتائج "محادثات فيينا" النووية بين طهران والقوى العظمى، التي استؤنفت الجولة السابعة منها الإثنين الماضي، الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تستعد بجدية للخيار العسكري تفادياً لاحتمال أن تجد نفسها وحيدة في مواجهة البرنامج النووي.

وتتضمن خطة الجيش الإسرائيلي استعداداً لهذا الخيار زيادة التسليح والقدرات التدريبية العملياتية إضافة إلى جمع المعلومات الاستخبارية.

عقود تسليح ضخمة

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، أقرت لجنة وزارية، الأحد الماضي، برئاسة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، شراء 12 طائرة مروحية (هليكوبتر) جديدة من طراز “سي إتش-53 كيه، سوبر ستاليون" الأميركية، إضافة إلى شراء مخزون إضافي من أسلحة وذخائر لمنظومة "القبة الحديدية".

كما تضمنت صفقة التسليح الجديدة، طلباً جديداً لعقد شراء قنابل وأسلحة دقيقة لتسليح القوات الجوية بكميات كبيرة معظمها مخصص لـ “الدائرة الثالثة "، وهي غرفة عمليات في الجيش الإسرائيلي معنية بالجبهة الإيرانية.

يذكر أن "الدائرة الثالثة" (دائرة إيران)، أنشئت في حزيران/يونيو 2020، كجزء من الأهمية البالغة التي توليها إسرائيل للتهديد الإيراني في الشرق الأوسط.

وبلغت الكلفة الإجمالية لهذه المقتنيات نحو خمسة مليارات شيكل، وكانت إسرائيل أعلنت، الشهر الماضي، أنها خصصت ميزانية ضخمة، تقدر بخمسة مليارات شيكل (نحو 1.7 مليار دولار أميركي)، ستستخدم بشكل أساسي لتحديث قدرات سلاح الجو استعداداً لضرب إيران.

ويضاف إلى حجم الإنفاق العسكري على عقود التسليح، موافقة واشنطن قبل شهرين على دعم "القبة الحديدية" بمليار دولار.

4444.jpg
بطارية صواريخ من منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية (الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي)

 

ويأتي التركيز على تسليح منظومة "القبة الحديدية" المخصصة لاعتراض الصواريخ في الجو، تحسباً لاحتمال دخول "حزب الله" في المعركة في حال نفذت إسرائيل ضربة ضد المنشآت الإيرانية، وذلك وفقاً لتقديرات كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي.

وأشارت "يديعوت أحرونوت"، إلى أن إسرائيل أقرب من أي وقت مضى من تفعيل الخيار العسكري ضد النووي الإيراني، رغم القيود العسكرية والدبلوماسية، لأنه يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة والدول الغربية الراغبة في ضبط المسألة عبر الطرق الدبلوماسية بالدرجة الأولى والضغوط الاقتصادية ثانياً.

7777.jpg
جانب من الجولة السابعة من "محادثات فيينا" النووية، النمسا، 29 تشرين الثاني/نوفمبر (رويترز)

 

يشار إلى أن إسرائيل ليست طرفاً في المفاوضات النووية، ولكنها تفرض نفسها في قلب الصراع ضد النووي الإيراني، وتتقدمه في كثير من الأحيان، لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، الأمر الذي تراه تهديداً لتفردها بالتفوق العسكري في المنطقة.

وتعتبر إسرائيل الدولة الأولى نووياً في الشرق الأوسط وواحدة من تسع دول عالمياً تمتلك سلاحاً نووياً، إلا أنها ترفض الكشف عن ترسانتها النووية، كما لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

موقف واشنطن من الخيار العسكري؟

على الرغم من العلاقات المتينة بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية الحالية، فإن هناك تبايناً وفجوة كبيرة في طريقة تعامل كل منهما مع الملف النووي الإيراني، الأولى متمسكة بالنهج الدبلوماسي في حين أن الأخيرة تحاول الدفع نحو الخيار العسكري، ولكنها تخشى أن تضطر إلى تفعيله وحيدة.

وعلى الرغم من أن ما يميز الجولة الحالية من "محادثات فيينا" وجود تواصل وتنسيق بين واشنطن وتل أبيب، خلافاً للجولات السابقة، فإن هذا لم يمنع إثارة الجدل بين البلدين الحليفين عشية انطلاق المفاوضات مطلع هذا الأسبوع.

إسرائيل من جهتها، تخشى من نهج بايدن التصالحي ومن حدوث "سيناريو مفاجئ" خلال المفاوضات النووية في فيينا، يتمثل بإبرام اتفاق جزئي يحرر مليارات الدولارات المجمدة تستفيد منها إيران في دعم مخططاتها.

وفي المقابل، تخشى الولايات المتحدة من أن تجرها إسرائيل إلى مواجهة بسبب الهجمات على البرنامج النووي.

وبحسب تقرير لمعلق الشؤون الأمنية والعسكرية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، فإن كبار المسؤولين في إدارة بايدن يخشون من أنه إذا استمرت إسرائيل في شن هجوم على إيران، فإن ذلك سيضر بموقف واشنطن في المفاوضات مع الإيرانيين، الأمر الذي يمنع فرصة توصلها إلى اتفاق جديد معهم.

وترى واشنطن أن أي عمل عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية والعلماء الإيرانيين، سواء تم التوقيع على اتفاق نووي جديد أم لا، سيجر الولايات المتحدة ضد رغبتها في الدخول في مواجهة مع إيران، سواء عمل عسكري مباشر أو غير مباشر لإفشال البرنامج النووي الإيراني.

وقال بن يشاي، المعروف بصلاته الوثيقة مع الأركان الإسرائيلية، إن هناك مَن يثير في محادثات مغلقة في واشنطن احتمال أن تحاول إسرائيل إجبار حليفها الكبير على القيام بدور مباشر أو غير مباشر في تحرك عسكري لإفشال البرنامج النووي الإيراني. في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية جاهدة لإزالة "القضية الإيرانية" تماماً من جدول أعمالها لتكون حرة في التعامل مع الصراعات التي تهمها ضد الصين وروسيا.

 

متى توقيت الضربة؟

لم تحدد "الوثيقة السرية" ولا مخططات ومحاضر اللجنة الوزارية التي وافقت على صفقات عقود شراء الأسلحة، موعداً لتنفيذ الضربة العسكرية.

وما يزيد من فرص تفعيل احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران هو عدم تحقيق جولة المفاوضات النووية الحالية أي انفراجة توحي بالتوصل إلى حل يوقف مخاوف تل أبيب.

ولكن معظم التقديرات الإسرائيلية تستبعد بأن تكون الضربة العسكرية فورية، وإنما تتطلب وقتاً، للتعامل مع القيود والمعرقلات العسكرية والدبلوماسية التي قد يثيرها الحلفاء.

وفي هذا السياق قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" إن إسرائيل تفضل في الوقت الحالي التوصل إلى توقيع اتفاقية، حتى ولو كانت جزيئة، مع الإيرانيين في "محادثات فيينا"، لـ "كسب مزيد من الوقت" لاستكمال الاستعدادات العسكرية لشن هجوم على إيران.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الأربعاء، أنه على الرغم من أن إسرائيل تعارض الاتفاق النووي رسمياً بسبب ثغراته العديدة، يأمل جهازها الأمني أن يتم التوقيع على الاتفاقية مع الإيرانيين قريباً، لوقف اندفاع إيران الحالي نحو السلاح النووي.

وتريد إسرائيل من كشف عقود التسليح إيصال رسالة مفادها أنها تضع "الخيار العسكري" على الطاولة، والذي طالما كررت بأنها لن تسمح بامتلاك الإيرانيين القنبلة النووية ولو اضطرت إلى تنفيذ ضربة عسكرية لوحدها.

ونظراً لتعقيدات الوضع المصاحبة للقضية النووية الإيرانية، لا يبدو أن "محادثات فيينا" قادرة على وقف برنامج إيران النووي، وفي الوقت نفسه ليس من الواضح بأن إسرائيل ستشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية في العمق الإيراني، وإنما الحديث يجري عن استعدادات لهذا الاحتمال.