icon
التغطية الحية

آل "عاصي".. عائلة ثائرة في إدلب قضى ثلثها على يد قوات النظام

2021.07.10 | 16:04 دمشق

مجزرة إبلين
ضحايا من عائلة "عاصي" بقصف لـ"النظام" جنوبي إدلب - 3 تموز 2021 (ناشطون)
إدلب - أحمد رحال
+A
حجم الخط
-A

لا شك في أن معظم العائلات السورية خسرت عدداً من أبنائها بقصف النظام أو تحت التعذيب أو قتلوا في معارك ضد قوات النظام دفاعاً عن أهلهم، ومنهم عائلة "عاصي" في ريف إدلب الجنوبي التي لا تتوقف عن خسارة أبنائها وتقديمهم فداء لثورة الحرية والكرامة.

فقد آل "عاصي" الذين يقطنون في جبل الزاوية جنوبي إدلب 26 من أبنائهم، منذ انطلاق الثورة السوريّة منتصف آذار 2011، كان آخرهم 5 أشخاص في مجزرة إبلين الأخيرة.

حينها قضى المتطوع في منظمة بنفسج صبحي عبد الحميد العاصي وزوجته وأولاده الثلاثة في السبت الفائت بقصفٍ مدفعي لقوات نظام الأسد استهدف منزله في بلدة إبلين، ليتقبى من عائلة صبحي طفلاه سندس ويوسف.

 

 

 

26 قتيلاً من عائلة "العاصي" في إدلب

وعلى الرغم من أنّ عائلة "عاصي" صغيرة في عدد أفرادها الذين ينحدرون من قرية إبلين ويقطنون فيها، فإن العائلة قدمت وفقدت ما يقارب ثلثها، بينهم نساء وأطفال ومتطوعون في المنظمات الإنسانية.

يوسف محمد عاصي - ابن أحد الضحايا وشقيق آخر - قال لموقع تلفزيون سوريا إن "عدد أفراد عائلتنا 65 شخصاً بين رجل وامرأة وطفل، وخلال سنوات الثورة قضى منهم 26، كان آخرهم 5 في مجزرة إبلين".

جاءت مجزرة إبلين بحق عائلة صبحي العاصي بعد أسبوع فقط من مجزرة راح ضحيتها 6 أشخاص من العائلة ذاتها، بينهم والد وأخ وأخت يوسف، من جراء قصف مزدوج لقوات النظام على منازلهم في القرية.

بعد المجزرتين وما سبقهما من فقدان على مدار سنوات الثورة السورية، لدى آل العاصي الآن 27 طفلاً يتيماً، و6 نساء أرامل.

"سوريا لن تتحرر إلا بسيل من الدماء والدموع"

وتابع محدثنا يوسف: "كان والدي يقول لنا جملة لا يمكن نسيانها وهي أنّ هذه البلاد لن تتحرّر إلّا بسيل من الدماء وسيل من الدموع، وبالفعل فإن مقولة والدي -رحمه الله- تحققت، فما حصل لنا ولغيرنا في سنوات الثورة هو سيل من الدماء وسيل من الدموع.. ورغم ذلك لن نستسلم ولن نترك البلاد".

وفي جولة لـ تلفزيون سوريا على أنقاض بعض منازل آل "عاصي" المدمّرة بسبب القصف، قالت امرأة مسنّة من العائلة - هي جدّة يوسف - "نحن أختان تزوّجنا وأنجبت كلّ واحدة 6 شباب بالإضافة إلى البنات، وكبرت العائلة بين تزويج أولادي من بنات أختي وبناتي لأولادها".

وأضافت الجدّة "أم محمد" قائلة: "فقدت ابنة و4 شباب، وأختي فقدت 4 من أولادها، إضافةً إلى الذين استشهد من أحفادنا أكثر من 20.. لم أعد قادرة على تذكّر العدد الصحيح".

وتساءلت أم محمد: "ماذا فعلت أسرة عاصي حتى يُقتل منها كل هذا العدد، فقط لأننا شاركنا بالثورة وطالبنا بالحرية والعدالة".

شقيقتها "أم نذير" - كان ابنها أول فقيد في العائلة خلال سنوات الثورة، وقضى حرقاً عقب اعتقال من قبل قوات النظام - وقالت في حديثها لـ موقع تلفزيون سوريا "عندما يمر أكثر من 5 أشهر من دون أن نفقد أحدا من العائلة نشعر وكأن هناك شيئا غريبا يحصل؛ لأننا تعودنا على الفقد خلال فترات قريبة أسابيع أو شهور قليلة".

وتابعت: "علّمنا أولادنا حتى أصبحوا أطباء وصيادلة ومهندسين ومعلمين، وكنا وما زلنا نعتز ونفتخر بهم ووهبناهم للثورة ليكونوا شوكتها وفداء لها، فالذي قتل نحتسبه في سبيل الله، ونرجوه أن يحفظما تبقى من ذريتنا".

ويضيف زوجها "أبو نذير" قائلاً "بقي من أولادي اثنان همّتهم أعلى من همّة إخوتهم الذين استشهدوا، وإن شاء الله نذرناهم على نفس مسيرة إخوتهم، هم ومن تبقى من أولاد أخي وأحفادنا، وبإذن الله سنبقى على هذا الدرب وإمّا الشهادة أو النصر".

يشار إلى أنّ معظم العائلات السوريّة قد فقدت، خلال السنوات العشر الماضية، العديد من أبنائها وأقربائها بين ضحايا في قصفٍ بمختلف أنواع الأسلحة لـ"النظام" وحلفائهِ، أو ضحايا "تحت التعذيب" في سجون النظام وغيره من قوى الصراع في سوريا، إلى آخرين قضوا قنصاً أو غرقاً في أثناء محاولتهم الهرب من جحيم البلاد إلى مناطق أكثر أمناً.