icon
التغطية الحية

يُحاكي"الوحدة".. عرض مسرحي لسوريين في بلجيكا |صور

2024.04.23 | 15:06 دمشق

آخر تحديث: 29.04.2024 | 12:25 دمشق

مسرحية 3D
مسرحية "3D" للاجئين سوريين في بلجيكا
بلجيكا ـ أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

تناول سوريون في عمل مسرحي موضوع "الوحدة" التي يعاني منها أقرانهم في بلجيكا وغيرها من الأوطان الجديدة التي فرّوا إليها إثر الحرب المندلعة في بلدهم، منذ 13 عاماً.

وشارك في العرض المسرحي: "بسيم عكاشة وفراس محمود وأدم بابليس وأحمد الحرفي وروزين حنفي ومعبد سليمان".

مسرحية 3D

كاتب النص المسرحي ومخرجه ناصر ماردنلي (38 عاماً) الذي ينحدر من مدينة حلب، يقيم في بلجيكا من 8 سنوات، وإضافة إلى كونه مخرج فهو ممثل ويعمل حالياً كمشرف اجتماعي في مركز لجوء مع الصليب الأحمر البلجيكي.

ماردنلي بدأ شغفه في مسارح "الشبيبة" والهواة منذ العام 2002، وشارك في العديد من المسرحيات على المستوى العربي، كما شارك في إعداد العديد من الأعمال المدبلجة بالإضافة للدوبلاج الصوتي في العديد من الأعمال التركية والإسبانية والأجنبية كـ: (الوردة السوداء، فاطمة، وادي الذئاب، القبضاي)، وأفلام مثل: (TROY، 2012، star maker) وغيرها كثير، كما ألّف عدداً من المسلسلات كـ"أحلام على الرصيف، سوبر فاميلي، فتافيت، بعض اللوحات لـ بقعة ضوء"، إصافة إلى برامج ومسلسلات إذاعية.

وعلى مستوى التمثيل شارك في عدة مسلسلات سورية: "فتافيت، يوميات مدير عام 2، محمود درويش، دامسكو، بقعة ضوء"، مضيفاً في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّه بعد وصولها إلى بلجيكا أسهم في تأسيس منظمة "VOICE MECHELEN"، وشارك بالتمثيل في الفيلم البلجيكي "TANDWLF".

"3D" عن "الوحدة"

السوري ناصر ماردنلي لم يتخلّ عن شغفه بالمسرح بعد استقراره في بلجيكا، وأطلق "3D" على أوّل أعماله المسرحية فيها، بعد سنوات من الإعداد وقد لاقى إشادة من وسائل إعلام بلجيكية.

مسرحية 3D

يقول ماردنلي لـ موقع تلفزيون سوريا: "كان من الصعب جداً الاستمرار في نمط العمل السابق نفسه (العمل في المجال الفني) بعد الوصول لبلجيكا، خصوصاً مع البدايات الصعبة للتأقلم وإتقان اللغة للتواصل مع المجتمع، بالإضافة للأهداف الجديدة كالاستقرار والحصول على عمل جيد والحصول على الجنسية".

ويضيف: "بعد بعض المحاولات البسيطة للعودة إلى المجال الفني والإعلامي كالكتابة في الصحافة وإعداد بعض البرامج الوثائقية والمشاركة في السينما البلجيكية، أتت خطوة تنفيذ عمل مسرحي ناطق باللغة العربية وباللهجة السورية وهو العمل المسرحي (3D)".

وأوضح أنّ "3D عمل مسرحي كوميدي يناقش حالة (الوحدة)، التي يعاني منها معظم المهاجرين الجدد، وداخل هذه الحالة يظهر الصراع الدائم في النفس البشرية بين العقل والغريزة والعاطفة".

وتابع: "من خلال حياة شخصيتنا الرئيسية (فارس) تبدأ مواقف طريفة ومفارقات مضحكة في تعقيد الأمور، فتارة يكون المنطق العقلاني هو الذي يطغى على قرارته وتصرفاته وتارة نرى التحديات الفكاهية الناتجة عن اندفعاته الغريزية والعاطفية".

وبحسب ماردنلي: "يتم تقديم الصراع في العمل المسرحي بأسلوب كوميدي بسيط يلامس الغالبية ويمرر العديد من التساؤلات الوجودية والمجتمعية بطريقة سلسة لا تحمل كثيرا من الفلسفة"، مردفاً: "الغاية الفنية التي كانت خلف إنتاج هذا العمل هي محاولة صناعة عمل مسرحي عربي سوري بعيد عن الحالة البكائية التي أصبحت تيمة يحاول الغالبية اتباعها".

ويصف ماردنلي عمله المسرحي بأنّه "عمل كوميدي لا يخلو من الاحتراف وبسيط في الوقت نفسه، يدمج عدة مدارس مسرحية بشكل سلس يعايش الحالة العامة وقريب للغالبية العربية والسورية تحديداً الموجودة في أوروبا عموماً والمنقطعة بطبيعة الحال عن حالة حضور المسرح بشكل عام لعدة أسباب أهمها السوشال ميديا".

"صعوبات" وعرض على أحد أعرق المسارح

عن الصعوبات التي واجهت صناع العمل خلال الإعداد له، يقول الكاتب والمخرج السوري ناصر ماردنلي إنّ "الخطوة للقيام بعمل مسرحي ناطق باللغة العربية في بلد أوربي ليس بالأمر السهل أبداً، والسبب الرئيسي هو ضعف الجهات المانحة لمثل هكذا مشاريع وخصوصاً إذا كانت كلفة المشروع مرتفعة وتستخدم لغة غير اللغة المحكية أو المعترف بها داخل البلد.. ولذلك كان الدعم محدوداً جداً ولا يعول عليه".

ويتابع: "كان الاعتماد الأكبر في إنتاج هذا العمل على الحالة التطوعية من المشاركين وعلى نفقتنا الخاصة في الأمور الأخرى خصوصاً أن العرض قدم على أحد أعرق المسارح في المملكة البلجيكية مسرح STADSSCHOUBURG MECHELEN".

ويصف المخرج المسرحي السوري الإقبال على عرضه الأوّل في بلجيكا بأنه "كان جيداً بالنظر للظروف التي رافقت فترة صدور العرض"، مضيفاً أنّ "الآراء بالمجمل كانت أجمل من المتوقع وتحمل كثير من الفخر والانبهار بما تم".

وتابع: "نحن نسير حالياً ضمن خطة موضوعة مسبقاً للعرض وهي تقديمه في مدينتين أو ثلاث في بلجيكا وبعدها سيُعرض في ألمانيا وهولندا ويجري العمل لعرض في السويد"، مشيراً إلى أعمال جديدة قريباً، قائلاً: "لدي مشاركة في فلم سوري يُنتج في ألمانيا".

وعلى مدار الأعوام الـ13 الماضية من عمر الحرب في سوريا، وصل عشرات آلاف من اللاجئين السوريين إلى بلجيكا بحثاً عن الأمان والمستقبل لهم ولأطفالهم، بحسب  ما أفادت وسائل إعلام بلجيكية، وحصل الآلاف منهم على الجنسية، فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة.