icon
التغطية الحية

يعيشون لجوءاً جديداً.. سوريون في مخيمات الإيواء من الزلزال في هاتاي | فيديو

2023.02.11 | 23:01 دمشق

مخيمات إيواء تضم سوريين للناجين من الزلزال في هاتاي (تلفزيون سوريا)
مخيمات إيواء تضم سوريين ناجين من الزلزال في هاتاي (تلفزيون سوريا)
هاتاي ـ عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

أن تكون لاجئاً سورياً في هذا العالم أصبح أمراً اعتيادياً بعد أكثر من 12 عاماً على المأساة السورية حيث ينتشر اللاجئون السوريون في معظم الدول مع فشل المجتمع الدولي في العثور على حل لإنهاء معاناتهم، لكن أن تُعاد كارثة اللجوء أكثر من مرة، بات أمراً صادماً بالنسبة لكثير من السوريين الذين هربوا بأطفالهم من الموت في سوريا وأعادوا الهروب مرة أخرى من أكبر زلزال تعرضوا له في حياتهم جنوبي تركيا.

وفي وسط مدينة أنطاكيا بولاية هاتاي تجمع آلاف من الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف عشرات آلاف الضحايا في حصيلة غير نهائية تزداد كل يوم مع انتشال مزيد من الأشخاص الذي قضوا تحت الردم.

وبنت المنظمات الأهلية التركية مئات الخيام في الحدائق الكبيرة وسط أنطاكيا، استقرت بها العائلات من سوريين وأتراك، وكانت الأولوية لمن لديهم أطفال وكبار في السن.

وفي حالة مؤلمة، كان هذا اللجوء الثاني لكثير من السوريين الذين هربوا من الموت أو الاعتقال في سوريا خلال العقد الماضي، وبدؤوا حياتهم الجديدة من الصفر في هاتاي أولى الولايات التي شهدت استقبال السوريين بعد عام 2011.

مرتان في المخيم خلال عشر سنوات

وقال أبو محمد أحد اللاجئين السوريين في هاتاي والذي نجا من الزلزال برفقة عائلته وقد أصبح بيته غير قابل للسكن مجدداً، إن هذا اللجوء هو الثاني له بعد أول فرار من الموت له ولعائلته من مدينة جسر الشغور بريف إدلب.

وأضاف في حديث لموقع تلفزيون سوريا، "أنا هارب من آلة القتل التي استخدمها النظام السوري ضد المدنيين بعد عام 2011 ونجوت بعد اللجوء إلى تركيا من موت محتم أو اعتقال قد يستمر لسنوات طويلة، وها أنا أنزح من بيتي بعد أن تهدم مرة أخرى وألجأ للخيمة".

وأشار أبو محمد إلى أنه في عام 2012 كان من بين اللاجئين الذين قدموا إلى هاتاي وأقاموا في مخيماتها ثم خرج برفقة عائلته واستأجر منزلاً وبدأ حياته من الصفر يعيل أبناءه من دون أن يأخذ مساعدات آلاف الأشخاص أحق بها منه، بحسب تعبيره.

وأردف "ها أنا الآن برفقة أولادي ننجو من الموت للمرة الثانية، نفقد منزلاً آخر ونعيش في الخيم التي نصبها الهلال الأحمر التركي، ونعيش على المساعدات"، مشدداً بقوله: "أشكر الله  على نعمة النجاة أنا وأولادي. سأبدأ من جديد حين تزول الغمة التي تمر بسوريا وتركيا إن شاء الله".

مخيمات إيواء تضم سوريون في هاتاي (تلفزيون سوريا)
مخيمات إيواء تضم سوريون في هاتاي (تلفزيون سوريا)

 

قصف في سوريا وزلزال في تركيا

وهذا الحال ينطبق على اللاجئة السورية هنادي التي نجت من الزلزال برفقة أبنائها في الوقت الذي ما زال والدها ووالدتها تحت الأنقاض في بيت آخر .

وقالت هنادي لموقع "تلفزيون سوريا" إنها تعيش في الخيمة الآن، وهو اللجوء الثالث لها في المخيمات وليس الثاني، إذ سكنت الخيام في سوريا بعد القصف الذي تعرضت له قريتها بريف حلب، ثم لجأت إلى المخيمات في تركيا، وها هي تعيد كرتها الثالثة بلجوئها إلى الخيام في هذا البرد القارس.

وأضافت أن " الزلزال أشد من القصف الذي كان يمطرنا به النظام السوري، لا يمكن وصف الرعب الذي عشناه، سمعنا عن أهوال يوم القيامة، ربما هذه أخف منها لكنها عبرة من تلك الأحداث التي سنشهدها غالباً. الله يفرج عنا".

وأشارت إلى أن "القصف في سوريا مؤلم لكنه لم يكن بهذا الانتشار، لم أرَ كل أنطاكيا بعد لكن الجميع يقول إنها مدمرة كلها، نحن في حي لم يتدمر كله لكن أهلي في شارع كل الأبنية فيه على الأرض وحتى الآن لم يستطيعوا إخراجهم".

وناشدت عبر تلفزيون سوريا جميع الدول والمنظمات بالتحرك لإنقاذ هؤلاء الناس من تحت الأنقاض أو إخراج جثثهم لدفنهم بكرامة على الأقل.

وقالت هنادي والدموع تسيل من عيونها، إن تكرار اللجوء مؤلم وغير محتمل في ظروفنا رغم المساعدات التي تأتي، لكن فقد الناس والأقارب تحت الزلزال هو أقسى شيء، لأن الأمل في نجاتهم قليلة خصوصاً بعد مرور كل تلك الأيام، أدعو الله لهم كل لحظة".

مخيمات إيواء تضم سوريون في هاتاي (تلفزيون سوريا)
مخيمات إيواء تضم سوريون في هاتاي (تلفزيون سوريا)

بانتظار معرفة مصير من تحت الأنقاض

ولم نستطع إحصاء عدد السوريين في الخيام التي نصبت للعائلات الناجية من الزلزال، خصوصاً أن معظم من أعطيت لهم الخيام بعد وقوع الكارثة كانوا في العراء تحت المطر والعواصف بدرجات حرارة منخفضة جداً، ولا يملكون أي طعام أو شراب أو ألبسة.

ورغم وصول كثير من المساعدات الإنسانية إلى  مدن الجنوب التركي، فإن كثيراً من هؤلاء السوريين أكدوا أنهم لن يغادروا محيط بيوتهم حتى يعرفوا مصير ذويهم الذين ما زالوا تحت الأنقاض.

ويؤكدون أنهم بانتظار أن تنتهي فرق الإنقاذ من انتشار الجثامين في حال وفاتهم لدفنهم في قبور يمكنهم أن يزوروها كلما اشتاقوا لهم.

وليس لدى كثير من العائلات في هاتاي أو غيرها من المدن العشرة التي ضربها الزلزال أقارب أو معارف خارج تلك المدن لينتقلوا إلى بيوتهم لذلك سيبقون في المخيمات الموجودة في أنطاكيا حتى يجدوا مكاناً آخر يذهبون إليه.