icon
التغطية الحية

وول ستريت جورنال: إيران خططت مع حماس منذ آب للهجوم على إسرائيل

2023.10.09 | 08:37 دمشق

قااني
إسماعيل قاآني، قائد الحرس الثوري الإيراني. (سلامبيكس/زوما بريس)
وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية:

  • إيران ساعدت حماس في التحضير للهجوم على إسرائيل.
  • خططت إيران مع حماس منذ آب للهجوم.
  • حماس تقول إنها خططت للهجمات بمفردها.
  • مسؤولون إسرائيليون يهددون بمهاجمة القيادة الإيرانية إذا ثبت تورطها.
  • الخطة الإيرانية تتضمن خلق تهديد متعدد الجبهات ضد إسرائيل.
  • مصر تحذر من رد عسكري من حزب الله إذا غزت إسرائيل غزة.

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الأحد، إن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المفاجئ الذي شنته حماس يوم السبت على إسرائيل، وأعطوا الضوء الأخضر للهجوم في اجتماع عقد في بيروت يوم الاثنين الماضي.

جاء ذلك في معلومات نقلتها الصحيفة عن أعضاء كبار في حماس و"حزب الله" اللبناني.

وقال هؤلاء الأشخاص إن ضباط الحرس الثوري الإسلامي الإيراني عملوا مع حماس منذ أغسطس/آب لتخطيط التوغلات الجوية والبرية والبحرية.

وأضافوا أنه تم تنقيح تفاصيل العملية خلال عدة اجتماعات في بيروت حضرها ضباط من الحرس الثوري الإيراني وممثلون عن أربع جماعات مسلحة تدعمها إيران، بما في ذلك حماس، وحزب الله اللبناني.

في حين يقول المسؤولون الأميركيون إنهم لم يروا أي دليل على تورط طهران. ففي مقابلة مع شبكة سي إن إن بُثّت يوم الأحد، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "لم نر بعد دليلاً على أن إيران وجهت هذا الهجوم بالذات أو كانت وراءه، ولكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة". التصريحات التي أيَّدها مسؤول أميركي آخر معنيّ بالاجتماعات بالقول: "ليس لدينا أي معلومات في الوقت الحالي لتأكيد هذه الرواية".

ومع ذلك، قدم مسؤول أوروبي ومستشار لحكومة النظام السوري الرواية نفسَها حول تورط إيران في الفترة التي سبقت الهجوم مثل كبار أعضاء حماس وحزب الله.

الحركة خططت للهجمات من تلقاء نفسها

وردا على سؤال حول الاجتماعات، قال محمود ميرداوي، وهو مسؤول كبير في حماس، إن الحركة خططت للهجمات من تلقاء نفسها.

وقال متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن طهران تقف داعمة لتصرفات غزة لكنها لا توجهها.

وأضاف المتحدث أن "القرارات التي اتخذتها المقاومة الفلسطينية مستقلة تمامًا وتتماشى بشكل لا يتزعزع مع المصالح المشروعة للشعب الفلسطيني"، وتابع: "نحن لسنا معنيين بالرد الفلسطيني، فهو يؤخذ من قبل فلسطين نفسها فقط".

خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط

وتشير الصحيفة إلى أنه من شأن الدور الإيراني المباشر أن يخرج صراع طهران طويل الأمد مع إسرائيل من الظل، مما يزيد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط.

في حين تعهد مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار بمهاجمة القيادة الإيرانية إذا ثبت أن طهران مسؤولة عن قتل إسرائيليين.

وتتمثل الخطة الأوسع للحرس الثوري الإيراني في خلق تهديد متعدد الجبهات يمكن أن يخنق إسرائيل من جميع الجوانب - حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحماس في غزة والضفة الغربية، وفقا لما ذكره مسؤول بارز وعناصر من حماس وحزب الله ومسؤول إيراني لـ"وول ستريت جورنال".

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، الأحد، إن وكلاء إيران في المنطقة، حاولوا التنسيق قدر الإمكان مع إيران.

وتحدث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأحد، مع زعيم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة ورئيس حركة حماس إسماعيل هنية.

وقال كبار أعضاء حماس وحزب الله إن إيران وضعت جانبا الصراعات الإقليمية الأخرى، مثل نزاعها المفتوح مع المملكة العربية السعودية في اليمن، لتخصيص الموارد الخارجية للحرس الثوري الإيراني لتنسيق وتمويل وتسليح الجماعات المعادية لإسرائيل، بما في ذلك حماس وحزب الله.

تعطيل محادثات تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل

وكان الهدف من الضربة هو ضرب إسرائيل في وقت بدت فيه مشتتة بسبب الانقسامات السياسية الداخلية حول حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونقلت الصحيفة عن أعضاء كبار في حماس وحزب الله أن "الهجوم كان يهدف أيضا إلى تعطيل المحادثات المتسارعة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل والتي تعتبرها إيران تهديدا".

وبناءً على اتفاقات السلام مع مصر والأردن، فإن توسيع العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج العربي يمكن أن يخلق ثلاث نقاط التقاء رئيسية للتجارة العالمية - قناة السويس، ومضيق هرمز، وباب المندب الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي.

وقال حسين إبيش، الباحث البارز المقيم في معهد دول الخليج العربي في واشنطن: "هذه أخبار سيئة للغاية بالنسبة لإيران.. إذا تمكنوا من القيام بذلك، فإن الخريطة الاستراتيجية ستتغير بشكل كبير على حساب إيران".

ويقود الجهود المبذولة للتباحث مع "وكلاء إيران الأجانب" تحت قيادة موحدة، قائد الذراع العسكرية الدولية للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن قاآني أطلق التنسيق بين العديد من "الميليشيات" المحيطة بإسرائيل في أبريل/نيسان خلال اجتماع في لبنان، إذ بدأت حماس العمل بشكل وثيق مع مجموعات أخرى مثل حزب الله لأول مرة.

وقال المسؤول الإيراني إنه في ذلك الوقت تقريبا، شنت الجماعات الفلسطينية مجموعة نادرة من الهجمات المحدودة على إسرائيل من لبنان وغزة، تحت إشراف إيران. 

لقاءات في لبنان

وقالت الصحيفة نقلا عن مسوؤلين إن ممثلين عن هذه المجموعات (حماس وحزب والمجموعات الأخرى) التقوا مع قادة فيلق القدس مرة كلَّ أسبوعين على الأقل في لبنان منذ أغسطس/آب لمناقشة الهجوم الذي وقع نهاية هذا الأسبوع على إسرائيل وما سيحدث بعد ذلك. وذُكر أن قاآني حضر بعض تلك الاجتماعات إلى جانب زعيم حزب الله حسن نصر الله، وزعيم الجهاد الإسلامي زياد النخالة، وصالح العاروري، القائد العسكري لحماس.

وأضافوا أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حضر اجتماعَين على الأقل.

مصر تحذر إسرائيل من رد عسكري لحزب الله

وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة أن مصر، التي تحاول الوساطة في الصراع، حذرت المسؤولين الإسرائيليين من أن الغزو البري لغزة سيؤدي إلى رد عسكري من حزب الله، مما يفتح جبهة قتال ثانية في وقت تبادلت فيه إسرائيل وحزب الله إطلاق النار لفترة وجيزة يوم الأحد.

من جانب آخر، قال المسؤول الإيراني للصحيفة إنه إذا تعرضت إيران لهجوم، فإنها سترد بضربات صاروخية على إسرائيل من لبنان واليمن وإيران، وسترسل مقاتلين إيرانيين إلى إسرائيل من سوريا لمهاجمة مدن في شمالي وشرقي إسرائيل.

من جهته، لفت برنارد هدسون، رئيس مكافحة الإرهاب السابق في وكالة المخابرات المركزية إلى أن دعم إيران لمجموعة منسقة من الميليشيات ينذر بالسوء بالنسبة لإسرائيل؛ ففي الصراعات السابقة، كان الاتحاد السوفييتي هو الراعي النهائي لأعداء إسرائيل العرب، وكان دائما قادرا على الضغط عليهم للتوصل إلى نوع من التسوية أو الاعتراف بخط أحمر.

وأضاف هدسون: "لم يعتبر السوفييت قط إسرائيل عدوّا دائما.. ومن الواضح أن القيادة الإيرانية تفعل ذلك".