icon
التغطية الحية

"ولى وقت التفاوض".. إضراب عام في فرنسا والحكومة تهدد باستخدام القوة

2022.10.18 | 15:13 دمشق

لقطة من الاحتجاج الذي نظمته الأحزاب اليسارية المعارضة في باريس الأحد الماضي (رويترز)
لقطة من الاحتجاج الذي نظمته الأحزاب اليسارية المعارضة في باريس الأحد الماضي (رويترز)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

دعت النقابات العمالية الكبرى في فرنسا إلى إضراب عام اليوم الثلاثاء، يشمل قطاعات النقل والكهرباء والمدارس والجامعات والصحة والوظائف الحكومية، فضلاً عن بعض كبرى شركات القطاع الخاص، على خلفية الأزمة الاقتصادية المتصاعدة بسبب التضخم وصعوبات في تأمين مصادر الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، في ما هددت الحكومة باللجوء إلى القوة في مواجهة تحركات العمال.

ويأتي الإضراب العام اليوم، بعد 3 أسابيع من إضراب متواصل نفذه عمال في مصافٍ ومستودعات تابعة لمجموعة "توتال إينيرجيز" (إحدى كبرى شركات النفط في البلاد)، للمطالبة برفع الأجور بشكل يعكس زيادة التضخم (التضخم: ارتفاع مستمر للأسعار يترافق مع ضعف القوة الشرائية للسكان).

وصادرت الحكومة الفرنسية أمس الإثنين، مستودعين للمحروقات كان قد أغلقها المضربون، بعد أن تأثر بإضرابهم نحو 30 في المئة من محطات الوقود في البلاد، بحسب وكالة "فرانس برس".

"ولى وقت التفاوض"

وبررت الحكومة لجوءها لاستخدام القوة ومصادرة مستودعات محروقات، أن الحركة كانت "ضرورية للغاية حتى يتمكن الناس من مواصلة الذهاب إلى العمل وتوفير احتياجاتهم الأساسية"، وفق ما قالت وزيرة انتقال الطاقة أنييس بانييه روناشيه.

واعتبر رئيس جمعية أصحاب العمل الفرنسية غوفروا رو دو بيزيو، أن "الحق في الإضراب له حدود"، وأن "150 شخصا يعملون في المصافي يأخذون الفرنسيين رهينة"، بحسب تعبيره.

وقال وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير، "ولى وقت التفاوض"، في إشارة إلى مفاوضات بين الحكومة ومجموعة "توتال إينيرجيز" ونقابتين تمثلان 56 في المئة من العمال، انتهى بالتوصل إلى اتفاق حول زيادة الأجور بنسبة 7 في المئة إلى جانب حوافز إضافية، رفض الاتحاد العام للعمال التوقيع عليه. (وهو الاتحاد الذي بدأ حركة الإضراب).

الحكومة تهدد باللجوء مجدداً إلى القوة

وبحسب بيانات الحكومة، فإن 1 من كل 3 محطات وقود في فرنسا لم تتلق الإمدادات المخصصة لها خلال الأيام القليلة الماضية، وترتفع النسبة في أرجاء باريس وبعض مناطق الشمال.

ويؤثر الإضراب كذلك على 10 محطات للطاقة النووية في فرنسا، وتسبب في تأجيل صيانة 13 مفعلاً، ما تسبب بانخفاض إنتاج الطاقة، بحسب الاتحاد العام للعمال، وهو ما تسبب بارتفاع أسعار الوقود.

ورجح وزير النقل الفرنسي كليمان بون، ألا يعود الوضع في محطات الوقود الفرنسية إلى طبيعته قبل الأسبوع المقبل، قائلاً لإذاعة فرانس إنتر "ما زلنا نعاني".

وبعد خروج مستودع واحد للمحروقات و4 من مصاف فرنسا الـ7 عن الخدمة، هددت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن، أمس الإثنين، باستخدام القوة مرة ثانية لإجبار قسم من المضربين على العودة إلى العمل، لتخفيف شح الوقود الناجم عن تحركهم.

بعد مظاهر ضد "الغلاء".. إضراب عام يشل البلاد

ومن المتوقع أن تتعطل حركة النقل العام اليوم، لا سيما شركات السكك الحديدية وشركات النقل العام بباريس، بالتزامن مع دعوة النقابات للإضراب العام والتظاهر للمطالبة برفع الأجور وزيادة الحريات النقابية، والتوقف عن إجبار المضربين على العودة إلى العمل.

وكانت الأحزاب اليسارية المعارضة قد نظمت مظاهرة في باريس ضد "غلاء المعيشة" الأحد الماضي، قال منظموها إن عدد المشاركين فيها وصل إلى 140 ألف شخص، لكن الشرطة قالت إنهم لم يتجاوزا 30 ألف، وهو رقم يقارب التعداد الذي أجراه مركز "أوكورانس" لعدد من الوسائل الإعلامية، والذي قدر المشاركين بـ29 ألف و500 متظاهر.