icon
التغطية الحية

"وردةٌ بلون الدم".. تحولات الحب والحرب في الشرق السوري

2024.01.07 | 00:40 دمشق

بببيي
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

"وردةٌ بلون الدم" رواية صدرت حديثاً للكاتب السوري الشاب محمد هويدي، عن دار "الراوي" للنشر والتوزيع. وهي باكورة أعماله الروائية والثانية على مستوى الكتابة الأدبية بعد مجموعته القصصية "اغتيال وطن".

يستمد الكاتب عنوان روايته التي جاءت في 274 صفحة، من "الحرب التي تُصيب الجميع، من دون استثناء، حتى أولئك الذين يفرون منها. وتترك آثارها على كل الأشياء التي نُحب، وربما يكون الحب من أكثر ضحايا تلك الحرب"، وفق تعبيره.

وكمعظم الروايات المخطوطة بأقلام السوريين خلال العقد الأخير، تستقي "وردة بلون الدم" فصولها من تفاصيل وثنايا الثورة السورية؛ بآمالها التي تحوّلت إلى آلام، وبأفراحها التي تحوّلت إلى أحزان... وبكل ما خلّفته الحرب من موت ودمار وتهجير وشتات.

ليب

ميادين وخصائص الرواية

تدور أحداث الرواية في مدينة دير الزور، شرقي سوريا، حيث تجمع قصة حب بين "نور" و"ضياء" خلال دراستهما الجامعية. ومع تفجر الثورة السورية، تنتقل المدينة من الحياة العادية الرتيبة إلى حالة أشبه بالحرب، كل مساء، قبل أن تتحول لاحقاً إلى ساحة حرب ومواجهات مسلحة تغطي صباحات ومساءات المدينة. وتأتي الرواية هنا لتشرح التفاصيل الدقيقة المرافقة لهذه الحالة الانتقالية، وتأثيراتها على أبناء المدينة، وعلى تجربة الحب الوليدة.

ولتجسيد ذلك، تمكّن الهويدي من اختيار شخصيات الرواية الرئيسة والفرعية بعناية، وربط بين أحداثها بحرفية عالية، وبلغة جمعت بين قوة الوصف وسلاسة السرد. كما تحرّى الدقّة في تسلسل الأحداث وتوثيقها كونه ابن المدينة التي تحتضن التفاصيل، و"شاهد عيان" على تحولاتها.

" تذكرة سفر مجانية إلى دير الزور"

سنقرأ هذه العبارة في الصفحات الأولى للرواية، حيث سنكتشف بأننا نجول بين أحياء المدينة وأزقتها، وشوارعها الاستثنائية وأسواقها التاريخية، وسنتعرف من خلال هذه الجولة أيضاً على عادات وطبائع أهلها، والحالة التي كانت عليها "الدير" قبل 2011.

ويصوّر الكاتب الألم الذي أفرزه تحوّل كل ما هو جميل في المدينة، إلى دمار وخراب، بعد أن كانت تنبض بالحياة وبحيوية أهلها الذين حصدت الحرب خيرة أبنائهم، وقُسّمت شوارع وأسواق الدير إلى محاور قتال ومواجهات، لتغتال كل ما تبقى فيها من أثر.

في أثناء ذلك، يتعرّض ضياء للاعتقال، وتشاهد نور تسجيلاً مصوراً وثّق فيه ضياء عملية اعتقال بنفسه، وترفض تصديق نبأ مقتله تحت التعذيب، وتقرر انتظار خروجه وعودته إليها سالماً. وتتقلب بعد ذلك أحداث الرواية بين بشاعة الحرب والدمار ولوعة الشوق، إلى أن يجتمع الحبيبان مجدداً في خاتمة غير متوقعة ولكنها مرضية للقارئ.