icon
التغطية الحية

"وحدات حماية الشعب" والنظام في مواجهة الفصائل شمالي حلب

2021.03.22 | 05:03 دمشق

5ce004b695a597c7048b4610.jpg
حلب - خالد الخطيب
+A
حجم الخط
-A

تحاول المعارضة السورية متمثلة بالائتلاف الوطني، والفصائل العسكرية الإصلاح والتقرب من الأهالي في مدينة عفرين، سياسةً بدا أنها لا تروق لـ "وحدات حماية الشعب" وذراعها العسكرية المنتشرة على مناطق الاشتباكات في ريف حلب تحت مسمى "قوات تحرير عفرين" والتي بدت على تنسيق عالٍ مع قوات النظام في جبهات المنطقة التي تتقاسمها معها، وظهر التنسيق المفترض خلال العمليات العسكرية والأمنية التي بدأت بتنفيذها "قوات عفرين" مؤخراً ضد "الجيش الوطني" منذ منتصف آذار مارس، فمن هي هذه القوات وكيف تنسق مع النظام؟ وكيف تحكم قبضتها على المنطقة ومخيمات النازحين شمالي حلب؟ وهل سيعرقل تصعيد التوتر مساعي الإصلاح المفترضة في عفرين والمنطقة؟

"قوات عفرين" المرتبطة بـ "YPG"

أصدرت "قوات عفرين" بياناً في 19 من آذار/مارس 2021، كشفت فيه عن حصيلة عملياتها العسكرية والأمنية ضد فصائل الجيش الوطني السوري في عفرين ومناطق ريف حلب، وجاء في البيان "نفذت قواتنا في 14 من آذار عملية ضد فصيل السلطان مراد في حي الأشرفية بمدينة عفرين، أسفرت العملية عن تدمير آلية عسكرية"، وتحدث البيان عن عدد من العمليات الأمنية (اغتيالات وتفجيرات بعبوات ناسفة واستهداف حواجز) التي قام بها عناصر خلايا أمنية تابعة للقوات يتوزعون على ريف المنطقة.

رفع صور اوجلان في ساحة قرب مرسة المشاةومدرسة السواقة جنوبي فافين بريف حلب الشمالي - اذار.jpg

وبحسب البيان أدت العمليات إلى مقتل وجرح عدد من مقاتلي الفصائل والشخصيات المستهدفة بالعمليات، وطالت العمليات وفق البيان أحياء المحمودية والأشرفية داخل مدينة عفرين وطريق جنديرس وعدداً آخر من المواقع المتفرقة في ريف المنطقة، وذكر البيان أن "القوات هاجمت في 18 من آذار الحالي مواقع عسكرية تابعة للجيش التركي في ريف عفرين، والتي تسببت بمقتل جنديين تركيين"، وأشار البيان إلى أن معارك عنيفة شهدتها جبهات ريف حلب في 17 من آذار/مارس تمكنت الفصائل خلالها من أسر اثنين من مقاتلي القوات، كما أصيبت في المعارك مقاتلة تابعة للقوات تدعى "كليستان زهير إبراهيم"، وكي لا تقع أسيرة قامت كليستان بتفجير نفسها بقنبلة قبل وصول مقاتلي الفصائل.

قسد في تل سوسين بريف حلب الشمالي- معرض صور اوجلان.jpg

الناشط الصحفي أحمد البرهو قال لموقع تلفزيون سوريا إن "قوات تحرير عفرين ذراع عسكرية تابعة بشكل مباشر لـ "وحدات حماية الشعب" في ريف حلب، وهو مجرد اسم تنسب اليه "قسد" عملياتها الأمنية والعسكرية على جبهات مناطق سيطرة المعارضة وفي داخلها، ويتيح لها أيضاَ التنسيق مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية بشكل منفصل عن العلاقة الرسمية بين "الإدارة الذاتية" والنظام، على الأقل في وسائل الاعلام".

وأشار البرهو إلى أن "جزءاً من العمليات التي تقوم بها قوات عفرين (كالتفجيرات والسيارات الملغمة وعمليات الاغتيال) تتولى تنفيذه خلايا تعمل لصالحها داخل عفرين وفي باقي مناطق ريف حلب، وليس بالضرورة أن يكون عناصر الخلايا من الأكراد، فهناك عرب أيضاَ تشتريهم بالمال لينفذوا العمليات الإرهابية".

من جهته، قال عضو التجمع الوطني لأحرار عفرين، علي سينو إن "قوات عفرين ذراع YPG في ريف حلب تتزعمها مولودة أحمد، ويلقبونها ساريا، وهي من قرية كاخور في ناحية المعبطلي بريف عفرين، وظهرت هذه التسمية بداية العام 2019"، وأضاف سينو لموقع تلفزيون سوريا: "تنفذ هذه القوات عملياتها العسكرية غالباً بالتنسيق مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية التي تتقاسم معها العديد من محاور القتال في ريف حلب، وهناك ضباط من قوات النظام يشرفون بشكل مباشر على إدارة وتنفيذ عمليات التسلل التي تقوم بها مجموعات القوات في محاور القتال".

مظاهرة نظمتها مليشيا قوات عفرين-الوحدات الكردية في بلدة فافين شمالي حلب في اذار الحالي.jpg

تزامن التصعيد الأخير لـ "قوات عفرين" مع قصف استهدف مدينة كللس جنوبي تركيا بقذيفتين صاروخيتين، واتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، النظام بإطلاق صواريخ على ولاية كللس التركية في 18 من آذار، وبالفعل تركز القصف التركي الذي جاء كرد على قصف النظام للولاية على مواقع في محيط تل رفعت ومطار منّغ العسكري وعدد من المواقع المشتركة بين النظام و"قوات عفرين".

تتشارك "قوات عفرين" مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية السيطرة والتمركز في عدد من الثكنات والمواقع العسكرية شمالي حلب، أهمها، كلية المشاة ومبنى البحوث الزراعية ومعمل الإسمنت والمنطقة الحرة ومطار منغ والمطار الزراعي قرب تل رفعت، وشاركت "قوات عفرين" في المعارك التي خاضتها قوات النظام والميليشيات مطلع العام 2020 في جبهات ريف حلب الغربي، وتتقاسم "قوات عفرين" والميليشيات الإيرانية السيطرة والعائدات المالية التي يتم جنيها في عدد من ممرات التهريب المنتشرة في خط التماس مع المعارضة في عفرين وباقي مناطق ريف حلب الممتدة حتى مشارف الباب شرقاً.

قوات عفرين تحاصر النازحين

تحكم "قوات عفرين" ذراع YPG قبضتها على المناطق التي سيطرت عليها في ريف حلب الشمالي مطلع العام 2016 بعد أن نزح عنها معظم سكانها، وفي الوقت الحالي تؤوي المنطقة عشرات الآلاف من النازحين الذين خرجوا من عفرين إبان سيطرة المعارضة على المنطقة في العام 2018، ويتوزعون على تل رفعت وأكثر من 20 قرية وبلدة بالإضافة إلى مخيم الشهباء القريب من لبلدة فافين الملاصقة لكلية المشاة.

مصدر محلي في تل رفعت قال لـ موقع تلفزيون سوريا إن "النازحين والسكان المتبقين في المنطقة يعيشون في سجن كبير تطوقه حواجز عسكرية تابعة للقوات، وأخرى تتبع للفرقة الرابعة، وتفرض الأخيرة رسومً مرتفعة على البضائع والمواد الغذائية التي يشتريها تجار المنطقة، في حين تتعرض العائلات المعارضة لسياسة YPG للتضييق والملاحقة الأمنية، وتخصص YPG / قوات عفرين في ريف حلب الجزء الأكبر من الدعم الذي يأتيها من قيادة "قسد" شمال شرقي سوريا لتمويل العمليات الأمنية والعسكرية في المنطقة، ويحصل عناصرها على رواتب مرتفعة مقارنة بالرواتب التي تمنحها "قسد" لعناصرها وذلك بهدف تشجيع الشبان والشابات على الانضمام إلى صفوفها".

وأضاف المصدر "انطلاقاً من تل رفعت يسير النظام وبشكل يومي حافلة لنقل الركاب ذهاباً وإياباً، ويمنع على الأكراد ركوب الحافلة والخروج من المنطقة باتجاه حلب وذلك بالتنسيق مع قوات عفرين، وتتحكم الأخيرة في توزيع المساعدات الإنسانية على النازحين الأكثر ولاء لها، فالعائلات التي تسمح بتجنيد أبنائها وبناتها في صفوف القوات تحصل على دعم إغاثي كبير في حين تحرم العائلات التي ترفض التجنيد، ويضطر قسم كبير من النازحين والأهالي في المنطقة للمشاركة بالفعاليات والمهرجانات والأنشطة التي تقيمها YPG في المنطقة وبشكل مكثف لأن الامتناع عن المشاركة يعني بالضرورة الحرمان من الدعم الإنساني والملاحقة الأمنية".

مساعي المعارضة

قال عضو تجمع أحرار عفرين علي سينو لموقع تلفزيون سوريا "إن  YPG وذراعها العسكرية في المنطقة يزعجهم أن يحتفل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة مع أهالي عفرين بعيد النوروز وفي احتفالات ذكرى الثورة، كما أن سياسة الإصلاح التي تحاول المعارضة تنفيذها تخرب عليهم مشروعهم الذي يعتمد بشكل أساسي على إثارة الفتنة واستمرار التصعيد وإبقاء المنطقة في حالة عدم الاستقرار".

شهدت عفرين وريفها خلال الأسبوع الماضي حراكاً متنوعاً هو الأول من نوعه منذ سيطرة المعارضة عليها قبل ثلاثة سنوات، ففي 20 من آذار ألقى رئيس الائتلاف الوطني، نصر الحريري، كلمة بمناسبة عيدي النيروز والأم، وفي 18 من آذار أقام الائتلاف احتفالية في عفرين بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة وبمناسبة عيد النوروز بالتشارك مع رابطة المستقلين الكرد السوريين، وشارك الائتلاف بحملة لزراعة 300 شجرة زيتون في عفرين التي شهدت عدداً من المظاهرات الاحتفالية في ذكرى الثورة، وقال نائب رئيس الائتلاف، عقاب يحيى في تويتر:"يحل الربيع بحلّة بعض الأمل في الذكرى العاشرة للثورة السورية، شعبنا الكردي يحتفل به والائتلاف الوطني يقرر اعتباره عيداً وطنياً لكل السوريين، التهاني للإخوة الكرد، ولشعبنا السوري الذي يخصّب براعم الثورة كي تثمر أملاً ونصراً".

أعضاء في لجنة رد الحقوق مع وزير الدفاع في مظاهرة عفرين.jpg

 

عثمان ملو، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكُردستاني في سوريا قال لموقع تلفزيون سوريا" إن " YPG وذراعها قوى معادية للثورة وتستفيد إعلامياً من ممارسات البعض من الفصائل التي ترتكب تجاوزات، وهذه القوات تستغل وضع عفرين لصالحها في استغلال الكرد البسطاء، YPGوقسد ترى وجودها في استمرار الأزمات وخاصة في المناطق الكردية لمحاربة الثورة وثني الكرد عن المشاركة وأيضا خلق الفتنة بين مكونات الشعب السوري لإفراغ تضحيات الشعب السوري ضد النظام من مضمونها".

علي تمي، المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي قال إن "هناك تنسيقاً واضحاً بين ما يعرف بـ (قوات تحرير عفرين) والنظام وهذه سياسة اتبعوها منذ بداية الثورة السورية"، وأضاف تمي في حديثه لموقع تلفزيون سوريا: " الخطوات الإصلاحية في عفرين لصالح الأهالي، وفتح المجال لقيام بنشاطات ثقافية يضع YPG في الزاوية الضيقة ويحرجهم أمام الرأي العام بالتالي هذه الخطوات رغم تأخرها فهي تتجه نحو الطريق الصحيح وتقطع الطريق على الميليشيات التي تبتز البسطاء وتجندهم في صفوفها في حملات التجنيد التي تستهدف المخيمات وخاصة مخيم شهباء لاستخدامهم وقوداً في معاركهم".

 

 

رئيس الائتلاف الوطني يشارك بحملة لزراعة 300 شجرة زيتون في عفرين.png

وأشار تمي إلى أن "ما قام به الائتلاف خطوة شجاعة ونتمنى الاستمرار في هذا الاتجاه وتفعيل التنسيق المشترك مع القوى الكردية السورية المحسوبة على الثورة السورية وكل ذلك سيخدم الثورة وأهدافها ويغيظ YPG والنظام والإيرانيين".