icon
التغطية الحية

"وجوه متجهمة ومواقف متباعدة".. نتائج جلسة مجلس الأمن حول سوريا

2018.02.09 | 11:02 دمشق

أهالي يتفقدون بيوتهم بعد غارة جوية على مدينة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة، 8 شباط (رويتزر)
تلفزيون سوريا- وكالات
+A
حجم الخط
-A

أخفق مجلس الأمن الدولي في اجتماع عقده في التوصل إلى نتيجة مُجدية حول مطالب بإعلان هدنة إنسانية في سوريا، حيث تواصل قوات النظام والطائرات الروسية ارتكاب المجازر في الغوطة الشرقية وإدلب.

وخرج عدد كبير من سفراء الدول الـ 15 الأعضاء في المجلس من الاجتماع المغلق بوجوه متجهّمة من دون أن يدلوا بأي تصريح لوسائل الاعلام. وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وعقد أعضاء مجلس الأمن عصر الخميس جلسة مشاورات مغلقة دعت إليها الكويت والسويد، لبحث سبل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في سوريا وإعلان هدنة إنسانية.

كما شهدت الجلسة - بحسب دبلوماسي غربي- تباعداً كبيراً في المواقف بين مندوبي روسيا والصين من جهة، ومندوبي الدول الغربية الأعضاء بالمجلس من جهة أخرى.

 

روسيا ترفض الهدنة

وكان السفير الروسي لدى المنظمة الدولية "فاسيلي نيبنزيا" من أوائل من غادروا الاجتماع، مؤكدا أن إعلان وقف لإطلاق النار إنساني هو أمر "غير واقعي".

وأوضح أن الوضع الإنساني على الأرض لم يتغير منذ الشهر الماضي، مضيفاً "نرغب في رؤية وقف لإطلاق النار، وانتهاء الحرب، لكن الإرهابيين، لا أعتقد أنهم يوافقون على ذلك".

في حين رفض السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر التعليق على مجريات الجلسة، و قال دبلوماسي أوروبي آخر "الأمر رهيب".

 

الوضع الأسوأ منذ 2015

ورفض مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة "مارك لوفكوك" الرد على أسئلة الصحافيين.

 "الوضع سيئ في محافظة إدلب شمال غرب حيث أغلقت أكثر من 12 ألف مدرسة أبوابها وحيث يفر المدنيون من القصف ويتم استهداف المستشفيات والمستوصفات".

وأفاد مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية بأن لوفكوك شرح بالتفصيل أمام أعضاء مجلس الأمن ما اعتبره الوضع الأسوأ منذ 2015. ونقل المصدر عنه قوله "نحتاج بإلحاح إلى ممر إنساني مع تجنيب المدنيين المعارك".

وتابع "الوضع سيئ في محافظة إدلب شمال غرب حيث أغلقت أكثر من 12 ألف مدرسة أبوابها وحيث يفر المدنيون من القصف ويتم استهداف المستشفيات والمستوصفات".

أما في الغوطة الشرقية فأكد "لوفكوك" أمام مجلس الأمن أن "الظروف رهيبة"، مؤكداً أن السكان يعانون سوء التغذية مع عدم تمكن أي قافلة إنسانية من دخول المنطقة منذ شهرين. ويحتاج نحو 700 شخص إلى إجلائهم بشكل مُلح.

 

بحث الخطوة القادمة

وقال رئيس مجلس الأمن الدولي، مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي إن بلاده والسويد "ستتواصلان معا من أجل تحديد الخطوة التالية بشأن اقتراحهما المطروح على طاولة مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا".

وفي تصريحات للصحفيين، رفض العتيبي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن للشهر الجاري، تقديم إيضاحات بشأن جلسة المشاورات المغلقة.

واكتفى العتيبي بقوله للصحفيين، "لست مخولاً من قبل المجلس بالحديث عن تلك المشاورات، لكن باعتباري مندوب الكويت أستطيع القول إن الكويت ستتواصل مع السويد من أجل تحديد طبيعة الخطوة التالية".

وتتعرض الغوطة الشرقية في محيط دمشق لقصف متواصل جوي وبري من قبل قوات النظام والطائرات الروسية منذ أشهر، ما أسفر عن مئات القتلى.

ويعاني قرابة 400 ألف مدني نصفهم أطفال، حصار النظام في الغوطة الشرقية، وينتظر آلاف المدنيين المرضى الإجلاء من المنطقة معظمهم أطفال أو مرضى سرطان، في وقت لقي فيه كثير من الرضّع والأطفال حتفهم جراء الجوع ونقص العلاج.

وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق "خفض التوتر" التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها قوات النظام منذ 2012.