icon
التغطية الحية

واشنطن بوست: وكلاء إيران يتعاونون على ضرب الأميركيين

2023.10.26 | 14:11 دمشق

آخر تحديث: 26.10.2023 | 14:11 دمشق

xcv
The Washington Post- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أعلنت إدارة بايدن غير مرة عن رغبتها بمنع توسع الحرب بين إسرائيل وغزة في عموم المنطقة، إلا أن الهجمات شبه اليومية التي تنفذها الميليشيات المدعومة إيرانياً ضد القوات الأميركية في عدد من دول الشرق الأوسط توضح مدى فشل جهود الاحتواء التي يبذلها الرئيس بايدن، وذلك لأن إيران بالأصل تهاجم القواعد الأميركية من خلال وكلائها، ولهذا يتعين على الولايات المتحدة أن ترد بطريقة مناسبة.

تنظيم جديد

منذ 17 من تشرين الأول، تشكل تحالف جديد للجماعات المسلحة تحت اسم: "المقاومة الإسلامية في العراق" وتحمل مسؤولية ما لا يقل عن 11 هجمة استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا، وهذا التنظيم لم يتشكل قبل نشوب الحرب بين إسرائيل وغزة، إلا أن ظهوره الآن وانضمام عدد من الجماعات المقاتلة المدعومة إيرانياً في العراق إليه (وجميعها سبق أن عمل في سوريا) ما هو إلا دليل واضح على أن الحرس الثوري الإيراني وراء كل ما يحدث.

 

 

استعانت الميليشيات المدعومة إيرانياً بمسيرات وصواريخ لشن هجماتها على العساكر الأميركيين في قاعدة عين الأسد غربي العراق، وكذلك الأمر عندما شنت هجومها على قاعدة الحرير الجوية في كردستان العراق، وعلى قاعدة التنف في سوريا وعلى قاعدة أميركية في حقل كونيكو بدير الزور، فأصابت كل موقع من تلك المواقع بعدة غارات.

إيران والتنظيم الجديد

وكشف قائدان عسكريان سوريان يقاتلان إلى جانب القوات الأميركية لمحاربة تنظيم الدولة، أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحّد العديد من الميليشيات تحت المسمى الجديد وذلك لتركيز جهودها ومواردها على مهمة مشتركة واحدة، ألا وهي استهداف الأميركيين.

يعلق على ذلك أحد قادة الثوار السوريين فيقول: "لا يوجد رد قطعاً على تلك الهجمات، وهذا ما زاد من جرأة الميليشيات المدعومة إيرانياً".

 

 

يبدو أن فريق بايدن يحاول أن يقلل من أهمية هذه الأحداث، فقد أصيب خلالها عدد من الجنود الأميركيين، إلا أن البنتاغون لم يعلق على العدد ولم يصرح بأي شيء حول شدة الإصابات، كما توفي أحد المتعاقدين الأميركيين في قاعدة عين الأسد الجوية بأزمة قلبية وهو يحاول الاحتماء في 18 من تشرين الأول مما وصفه البنتاغون فيما بعد بأنه تنبيه خاطئ.

في 19 من تشرين الأول، أعلن الناطق الرسمي للبنتاغون عن ظهور زيادة في الهجمات التي تنفذها الميليشيات الإيرانية، لكنه ذكر بأن المعلومات المتوفرة كشفت عن عدم وجود صلة مباشرة بهجمات حماس التي نفذت في إسرائيل يوم 7 من تشرين الأول أو بالرد الإسرائيلي على غزة، وأضاف: "من المهم فصل تلك الهجمات عن الوضع الراهن" في إسرائيل.

وفي اليوم ذاته، أعلن البنتاغون على قيام سفن حربية أميركية موجودة في الخليج العربي بإسقاط ثلاثة صواريخ من نوع كروز وأكثر من عشر مسيرات أطلقتها قوات الحوثي المدعومة إيرانياً في اليمن، بيد أن هدف تلك المسيرات لم يتضح حتى الآن، ولقد اعترفت إيران بصراحة عن صلة كل تلك الهجمات بالحرب بين إسرائيل وغزة، إذ قال وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي عقد بطهران يوم الأحد الماضي: "أحذر الولايات المتحدة ووكيلتها إسرائيل بأنهما في حال عدم توقفهما فوراً عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعمليات الإبادة في غزة فإن أي شيء سيصبح ممكناً في أي لحظة، وستخرج المنطقة برمتها عن السيطرة".

وهنا من الضروري أن تتحلى إدارة بايدن بالحذر حيال تغذية دورة التصعيد التي يمكن أن تفضي إلى نزاع أوسع، إلا أن الخوف من التصعيد يهدد بظهور سياسة كسيحة، فقد ردت القوات الأميركية على هجمات الميليشيات المدعومة إيرانياً في سوريا قبل أن يصبح بايدن رئيساً لأميركا، وما يزال المنطق ذاته ينطبق على الأمور اليوم، وذلك لأن عدم الرد يشجع تلك الجماعات على إبداء جرأة أكبر.

لا تفويض لضرب الميليشيات

وعن ذلك، ذكر النائب مايكل ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية لدى مجلس النواب بأن القوات العسكرية الأميركية الموجودة في العراق وسوريا ليس لديها تفويض قانوني لملاحقة الميليشيات المدعومة إيرانياً كما يجب، وذلك لأن القوات الأميركية مفوضة بضرب الجماعات الإرهابية بموجب التفويض الممنوح لها حالياً والذي يبيح لها استخدام القوة العسكرية، بيد أن هذا التفويض لا يجيز لتلك القوات الاستعانة بغارات استباقية تستهدف الميليشيات المدعومة إيرانياً.

وأضاف: "في ظل الهجمات الوحشية التي نفذتها حماس في إسرائيل والتي قتلت أبرياء بينهم أميركيون، وفي ظل تجدد الهجمات على جنودنا في المنطقة، أتمنى أن تقوم الإدارة الأميركية بمراجعة موقفها ودعمها ليشمل وكلاء إيران وذلك من خلال نسخة محدثة للتفويض باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين، لأننا لا نستطيع أن نغلق أعيننا حتى لا نرى تلك التهديدات الخطيرة التي تكتنف الأمن القومي الأميركي".

في حين أعلن السيناتور كريس مورفي بأن الرئيس بايدن لديه ما يحتاج من السلطات لحماية القوات الأميركية من أي تهديدات وشيكة، إلا أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تعيد دراستها لفكرة نشر الآلاف من الجنود في تلك المنطقة، وأضاف: "علينا مناقشة فكرة وجود عدد كبير من الجنود الأميركيين في محيط خطر وهل ذلك يمدنا بأمان أكبر أم أنه يحولهم فقط لأهداف أخرى أمام أعدائنا".

لم تردع أميركا أحداً

يذكر أنه هنالك نحو 2500 جندي أميركي في العراق و900 في سوريا، إلى جانب عدد لم يكشف عنه من المتعاقدين الأميركيين، وتلك نقطة مهمة لابد من مناقشتها فيما بعد، ولكن في الوقت الراهن، يوجد جنود أميركيون يتعرضون للأذى هناك، إلا أن البنتاغون أعاد نشر مجموعتين من حاملات الطائرات الأميركية في المنطقة ليزيد من حالة الردع في وجه إيران وأي جماعة أخرى قد ترغب بتوسيع نطاق النزاع القائم بين إسرائيل وغزة، ولكن مع تواصل تلك الهجمات، بات من الواضح بأن التنظيم الجديد المعروف باسم "المقاومة الإسلامية في العراق" لم يرتدع بعد.

أعلن الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، جون كيربي، يوم الإثنين الماضي، بأن إيران لم تحفزها تلك الهجمات فحسب، بل إنها سهلت بعضها، وتعهد بألا تسمح الولايات المتحدة لإيران بأن تستعين بوكلائها لتشن هجمات على الأميركيين ثم تفلت من العقاب بعد ذلك، إذن فقد حان الوقت ليحول فريق بايدن الأقوال إلى أفعال.

 

المصدر: The Washington Post