icon
التغطية الحية

واشنطن بوست: إسرائيل تتهم إيران بإقامة مطار عسكري في الجنوب اللبناني

2023.09.12 | 17:01 دمشق

صورة بالأقمار الصناعية للمطار الذي أقامته إيران في الجنوب اللبناني
صورة بالأقمار الصناعية للمطار الذي أقامته إيران في الجنوب اللبناني
The Washington Post- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

اتهمت إسرائيل إيران يوم الإثنين الماضي ببناء مطار عسكري في الجنوب اللبناني بهدف استخدامه كمنصة لإطلاق الهجمات التي تستهدف الإسرائيليين عبر الحدود، في إشارة إلى تصعيد محتمل في التوتر بين الدولتين العدوتين في المنطقة.

وخلال خطاب ألقي في مؤتمر أمني رفيع المستوى أقامته جامعة ريتشمان بالقرب من تل أبيب، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن إيران تبني مدرجاً يمر عبر جبال تنتشر فيها الغابات وذلك على مسافة تبعد 20 كلم عن الحدود الشمالية لإسرائيل، ثم عرض صوراً التقطت بالأقمار الصناعية تظهر هذا الموقع على حد وصفه، وفيها يظهر العلم الإيراني وعلم ميليشيا حزب الله اللبناني.

يرى غالانت بأن إيران تخطط لعمل ضد إسرائيل عبر استخدام المدرج كقاعدة، في حين لم ترد البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على الفور عندما طُلب منها التعليق على الموضوع، كما رفض الناطق الرسمي باسم حزب الله أن يعلق على الاتهامات الإسرائيلية، في حين لم تحدد وزارة الدفاع الإسرائيلية متى التقطت تلك الصور بالأقمار الصناعية، بيد أن الموقع الذي حدده الوزير الإسرائيلي يقع بالقرب من مدينة جبلية لبنانية تعرف باسم جزين وتقع قبالة مدينة المطلة الفلسطينية الواقعة على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وفي مطلع هذا العام دعا حزب الله صحفيين لحضور تدريب عسكري في هذه المدينة الواقعة بالجنوب اللبناني.

تظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها مختبرات كوكب الأرض في 28 تموز وحصلت عليها وكالة أسوشيتد برس أعمال إنشاء لمدرج بطول 1.2 كلم مزود بحظائر للطائرات (هنغارات) بنيت فوق مدرج للإقلاع يقع شرقي المدرج الأصلي للمطار. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت في شهر كانون الثاني الماضي أن معظم أجزاء المدرج لم تكن ممهدة بالأسفلت، وأعلنت إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية بأنها أسقطت مسيرات تابعة لحزب الله أو إيران جرى إطلاقها من لبنان وسوريا.

يذكر أن حزب الله خاض حرباً مع إسرائيل في عام 2006، ولهذا بقيت الحدود بين البلدين متوترة لكنها هدأت منذ ذلك الحين، مع تحفظ كلا الطرفين تجاه قيام أي مواجهة كبرى بينهما.

بيد أن التوتر وصل إلى مرحلة التصعيد من جديد، بما أن حزب الله ملتزم مثل راعيته إيران بتدمير إسرائيل، ولهذا لا يفتأ زعيمه، حسن نصر الله، يهدد إسرائيل بالويل والثبور. وفي هجوم جسور مخالف للعادة وقع في مطلع هذا العام، أعلن مسؤولون إسرائيليون عن تمكن رجل يحتمل وجود علاقة تربطه بحزب الله من اختراق الحدود الإسرائيلية من لبنان، ليفجر قنبلة تسببت بجرح إسرائيلي واحد. كما سمح الحزب للفصائل الفلسطينية المقاتلة بتنفيذ عمليات في معاقله وإطلاق وابل من الصواريخ باتجاه إسرائيل خلال الربيع الماضي.

يذكر أن إسرائيل اشتكت من الاستفزازات المتصاعدة من قبل حزب الله، والتي شملت نصب الحزب لخيام على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، وهو خط وضعته الأمم المتحدة لترسيم الحدود وللتأكيد على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني عند انتهاء الاحتلال في عام 2000.

لم يصف غالانت في خطابه بدقة كيف يمكن لحزب الله أن يشن هجماته من المدرج أو كيف له أن يستخدم المطار لأغراض إرهابية على حد وصفه، بل اكتفى بالقول إنه في حال وقوع أي نزاع، فإن إسرائيل ستكون مستعدة لضرب حزب الله بقوة فتاكة وذلك لتكبده هو ولبنان ثمناً باهظاً على حد تعبيره.

جدير بالذكر هنا أن إسرائيل تعتبر إيران ألد عدو لها، ولهذا تحدث غالانت عن قائمة تضم الأنشطة الإيرانية التي تمارس على جبهات إسرائيلية عديدة والتي تشمل دعم الجماعات المقاتلة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وفي المؤتمر نفسه، اتهم دافيد برنياع رئيس الموساد الإسرائيلي يوم الأحد الماضي إيران بالتخطيط لشن هجمات فتاكة على أهداف إسرائيلية ويهودية في مختلف بقاع العالم، وأعلن برنياع بأن إسرائيل مستعدة لضرب من ينفذ تلك الهجمات في قلب طهران على حد تعبيره.

 

المصدر: The Washington Post