icon
التغطية الحية

"واشنطن بوست": أربع ملاحظات مقلقة على الانتخابات الرئاسية الفرنسية

2022.04.12 | 15:52 دمشق

imrs.jpg
قد لا يكون الأسبوعان المقبلان كافيان لماكرون ليصدَّ مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان - بلومبرغ
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالاً تحليلياً تحدثت فيه عن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، مشيرة إلى هناك أربع ملاحظات مقلقة حولها.

وقال المقال، الذي كتبه جيمس مكولي، إن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات لم تكن مريحة على الإطلاق، إذ تظهر الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، الذي كان أداؤه أفضلَ مما كان متوقعاً في البداية، لكنه لم يكن قريباً مما كان ينبغي أن يفعله، والأهم من ذلك كله أنها تظهر يمينا متطرفا على أبواب السلطة، مع فرصة حقيقية للفوز بالجولة النهائية خلال أسبوعين.

وأشار كاتب المقال إلى أن ماكرون رفض القيام بحملته الانتخابية، واصفاً نفسه بأنه رئيس في زمن الحرب يفاوض على الصراع الدموي بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن الناخبين الفرنسيين متشككون، وقد لا يكون الأسبوعان المقبلان كافيين لماكرون ليصدَّ مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، لافتاً إلى أن الخطوط الرئيسية لنتائج الانتخابات تتمثل في الملاحظات الأربع الآتية:

الانتخابات الآن ليخسرها ماكرون

كان أداء الرئيس الفرنسي الذي تضاءل تقدمه في استطلاعات الرأي بسرعة في الفترة التي سبقت الجولة الأولى من التصويت، أفضل قليلا مما كان متوقعا، إذ جاء بنسبة 28 %، متقدما بنحو 5 نقاط على لوبان 23 %، أي أن التصويت سيكون كما كان في العام 2017، مواجهة بين ماكرون المحاصر ولوبان التي أصبحت أكثر شعبية من أي وقت مضى، على الرغم من علاقاتها الواضحة مع روسيا ورئيسها.

ويبقى السؤال الرئيسي، ما إذا كان ماكرون، الذي شهدت رئاسته عدداً كبيراً من الإصلاحات الاقتصادية اليمينية، يستطيع خلال الأسبوعين المقبلين إقناع اليسار السياسي المفكك بالوقوف معه ضد لوبان، كما فعل في العام 2017.

ولكن ليس من المؤكد ما إذا كان يمكن أن يفعل ذلك في انتخابات العام 2022 بسبب الحرب في أوكرانيا، حيث لم يبذل ماكرون أي جهد حقيقي للدعاية في هذه الانتخابات، والوقت الضئيل المتبقي في الحملة قد لا يكون لماكرون لإقناع الناخبين اليساريين بأنه يتفهم مخاوفهم.

اختفت الأحزاب التقليدية والتطرف آخذ في الارتفاع

تغير المشهد السياسي في فرنسا بشكل جذري، وأيد أكثر من 50 % من الناخبين في الجولة الأولى الأحزاب المتطرفة من أقصى اليمين أو أقصى اليسار، في حين أن الحزبين السياسيين الجليلين اللذين أدارا البلاد منذ تأسيس الجمهورية الخامسة في العام 1958 حتى انتخاب ماكرون في العام 2017 تلاشى تأثيرهما بين الناخبين الفرنسيين عن الأنظار.

لم يكن اليمين المتطرف أقوى من أي وقت مضى

في مسيرتها الثالثة نحو قصر الإليزيه، كان أداء لوبان أفضل مما كانت عليه في أي وقت مضى، ومن المرجح أن تتفوق على نتيجتها النهائية للعام 2017 خلال الجولة الثانية بعد أسبوعين، لكنها لم تكن المنافس الوحيد من اليمين المتطرف على بطاقة الاقتراع، فقد هيمن إريك زمور على عناوين الأخبار لعدة أشهر، وشكّل النقاش منذ البداية باستفزازاته التي لا تعد ولا تحصى، مثل نظرية المؤامرة "البديل العظيم"، وتعليقاته العنصرية عن فيشي فرنسا والهولكوست.

وحظيت أطياف مختلفة من اليمين المتطرف باهتمام أكبر بكثير مما كانت عليه في الماضي، أو أكثر مما كانت ستحصل عليه لو لم يكن حزب ماكرون قد خلط كثيراً من عناصر الحزبين الفرنسيين التقليديين.

اليسار الفرنسي ليس ميتاً.. إنه مقسّم فقط

يمكن القول إن إحدى القصص المهمة بشكل خاص حتى الآن هو نجاح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون، الذي كاد أن يتفوق على لوبان وجاء أداؤه بنسبة 22 %، وخسر أمامها بفارق 422 ألف صوت فقط، ولو كان الناخبون، الذين أيدوا مرشح الحزب الاشتراكي، وهم قرابة 617 ألف صوت، قد صوتوا إلى ميلانشون فما كان سيكون لليمين المتطرف حضور في الجولة الأخيرة من الانتخابات.

وختم الكاتب مقاله بالتأكيد أنه على الرغم من أن الاشتراكيين فقدوا مكانتهم الشاهقة، لا تزال هناك طاقة كبيرة لدى اليسار، ويبدو أنه يبحث فقط عن زعيم في الوقت الحالي، ويبدو أن هذا الزعيم هو ميلانشون.