icon
التغطية الحية

هيومن رايتس ووتش تطالب نظام الأسد بالإفراج عن معتقلي السويداء

2020.06.28 | 19:17 دمشق

202006mena_syria_sweida_2.jpg
 تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام الأسد بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الذين شاركوا في المظاهرات السلمية في محافظة السويداء، ودعت للتحقيق في الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين في 15 حزيران وإخضاع المسؤولين عن ذلك للمحاسبة.

وأوضحت المنظمة في بيان له اليوم أن قوات حفظ النظام ردت على المظاهرة التي خرجت في 15 حزيران الماضي في محافظة السويداء بالضرب واعتقال المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على تقاعس النظام عن معالجة الانهيار الاقتصادي في البلاد.

وقالت سارة كيّالي، باحثة سوريا في هيومن رايتس ووتش: "يتظاهر الناس لأنّهم بالكاد يستطيعون تأمين لقمة العيش. عوضا عن ضربهم واعتقالهم، يجدر بالحكومة أن تركّز على معالجة القضايا الكامنة وراء نزولهم إلى الشوارع مرّة أخرى".

وتحدثت المنظمة مع ثلاثة مواطنين شاركوا في التظاهرات وناشطين وقريبين من أحد المعتقلين، حيث أفادوا بأن مظاهرات كانت قد خرجت في 8 و9 حزيران للمطالبة بإسقاط النظام وإنهاء التدخل الروسي والإيراني في سوريا، وبعد انتهاء المظاهرات اعتقلت جماعة مسلحة تابعة للنظام أحد المتظاهرين.

وفي 15 حزيران تم تنظيم مظاهرة في ساحة الكرامة، حيث قام عناصر حفظ النظام بالبزّات الرسمية وميليشيات داعمة للحكومة تُعرف بالـ"شبيحة" هاجموا المتظاهرين فجأة من الجهة الأخرى للساحة في الساعة 11:30 صباحا تقريبا. خرج آخرون من المتاجر ولحقوا بالمتظاهرين.

وقال المتظاهر لهيومن رايتس ووتش "حاصرونا واعتدوا علينا. ضربونا بعنف، وكان ذلك شنيعا وغير إنساني. اعتقلوا المتظاهرين بعد أن جُرح بعضهم. رأيت الشباب يُعتقلون ويُضربون بطريقة همجية. ضربونا بعصيهم وأيديهم وأرجلهم. كان عددهم كبيرا".

وأضاف المتظاهر وشخص آخر كان يشاهد ما يجري من بعيد إنّ المعتدين شملوا، إلى جانب قوات حفظ النظام المسؤولة عن حفظ النظام العام والتي كان عناصرها يرتدون بزّات مموهة بالأزرق والرمادي ويحملون دروعا وعصيا، ميليشيات مناصرة للحكومة بما فيها "كتائب البعث"— ميليشيا مسلّحة تنتمي إلى حزب البعث الحاكم. أكّد الشهود أنّه رغم ارتداء هؤلاء ملابس مدنية، كانوا يضعون شريطا أحمر حول أذرعهم.

وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنها راجعت صور ومقاطع فيديو شاركها الناشطون مباشرة، أظهرت أن أفرادا بملابس شرطة معهم دروع يضربون المتظاهرين بالعصي، وتم التحقق من موقع الصور والفيديوهات.

وقال شهود وأقارب إنّ قوات حفظ النظام اعتقلت تسعة متظاهرين على الأقلّ، وزوّدوا هيومن رايتس ووتش بالأسماء. قال أحد المشاركين إنّه رأى المعتقلين يوضعون في باصات يُعرف أنّها تابعة لقوات حفظ النظام.

ونقلت المنظمة عن أقرباء المعتقلين قولهم إن لجنة أمنية في السويداء تضمّ مسؤولين أمنيين بارزين طلبت نقل جميع المحتجزين، باستثناء واحد، إلى دمشق، على أن يمثل الشخص المتبقي أمام قاضٍ في السويداء.

وعبر أقارب المعتقلين والناشطون من أن يؤدي نقل المتظاهرين المحتجزين إلى دمشق إلى قتلهم أو إخفائهم، حيث سبق أن وثقت هيومن رايتس ووتش تعذيب المتظاهرين السلميين في سوريا، وإساءة معاملتهم، والإعدامات خارج القضاء بحقهم، بما في ذلك في الفروع الأمنية في العاصمة.

وقالت كيّالي: "نظرا للتاريخ الوحشي لحكومة النظام، من المدهش أنّ الناس شعروا بدرجة يأس دفعتهم إلى التظاهر. على الحكومة أن تُدرك أنّ المعارضة ستستمرّ، ما دامت تتابع حكمها الفاسد والقمعيّ".