icon
التغطية الحية

هولندا.. النيابة تطالب بالسجن 23 عاماً لسوري كان مقرباً من الجولاني

2021.08.23 | 13:32 دمشق

fc7ac355-86e3-4e9e-98e2-a18d0e1d7099.jpg
محاكمة شقيقين سوريين في هولندا بتهمة الانتماء لجبهة النصرة - الصورة لـ NICOLE HOUT
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

تتواصل قضية السوريين الشقيقين المتهمين بـ "الإرهاب" بالتفاعل في وسائل الإعلام الهولندية لا سيما بعد أن طالبت النيابة العامة بالسجن لثلاثة وعشرين عاماً لواحد منهما كان مقرباً من زعيم جبهة "النصرة" أبو محمد الجولاني.

وبحسب وسائل الإعلام الهولندية، طالبت النيابة العامة بالسجن لثلاثة وعشرين عاماً لللاجئ السوري (عبد العزيز أ) بسبب مزاعم عن أنشطة إرهابية كان قد شارك فيها في سوريا، وجاء ذلك بعد أن حكم القضاء الهولندي في وقت سابق على شقيقه (فتح أ 44) بالسجن عشر سنوات بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.  

هجمات مميتة

ويشتبه في تورطهما في المشاركة مع "جبهة النصرة" وغسيل أموال وحيازة جوازات سفر "مزورة"، ومن الممكن أن يكونا قد شاركا في عدة هجمات "مميتة" في الفترة الواقعة بين عامي 2011 و2014، لكن كلا الأخوين نفيا كل تلك الادعاءات.

وتحدثت مصادر صحفية أن عبد العزيز كان مخبراً لجهاز المخابرات الهولندية في الفترة ما بين 2016 و2018 وقام خلال تلك الفترة بالإجتماع مع اثنين من جهاز المخابرات، لكن من غير الواضح ما هي المعلومات التي قدمها لجهاز المخابرات ومدى فائدتها.

وفي بداية عام 2019، ظهر اسم عبد العزيز في الأخبار أيضاً عندما تم ترحيل صديقته السابقة الصحفية إنس بورسما، من تركيا، وبحسب النيابة العامة فكانت قد ساعدت (عبد العزيز أ) في الحصول على أوراق "مزورة" قبل مجيئه إلى هولندا. 

وتقول النيابة العامة الهولندية إن لديها "أدلة كافية" على تورط عبد العزيز، مشيرة إلى المحادثات التي تم التنصت عليها إضافة إلى أقوال الشهود. 

 وتشك النيابة العامة ووزارة العدل في أن عزيز كان متورطاً في الهجوم على نقطة حدودية للنظام مما أسفر عن مقتل 17 شخصاً إضافة إلى هجوم آخر على حافلة أسفر عن مقتل 25 شخصاً، لكنهما لا يستطيعان إثبات هذا الادعاء، وخلص المدعون العامون في محكمة سخيبول إلى أن إثبات تورطه "أمر معقد".

وفي عام 2017، تم التعرف إلى (عبد العزيز أ) من قبل سوريين خلال إحدى الفعاليات السورية في مركز "دي بالي" في العاصمة الهولندية أمستردام كقيادي سابق لحركة "النصرة" الإرهابية، وأدى ذلك في النهاية إلى اعتقاله مع أخيه. 

وراقب جهاز المخابرات "AIVD" عبد العزيز الذي جاء إلى هولندا باسم "مستعار"، ثم قام فيما بعد بالتنصت على شقيقه فتح.

مقرب من الجولاني

ووفقاً لوزارة العدل، فقد ثبت أن الأخوين كانا يشغلان منصباً قيادياً وبالتالي بارزاً في جبهة النصرة، ويُقال إن عبد العزيز ينتمي إلى "دائرة المقربين" لزعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني ويقال إنه تعاون مع قيادي في جبهة "النصرة" يدعى أبو لقمان وهو "العقل المدبر" المشتبه به وراء العديد من الهجمات الإرهابية الدموية التي وقعت في أوروبا سابقاً.

ونقلت صحيفة "دا فولكس كرانت" الهولندية عن شهود عيان في سوريا بعد تحقيق أجرته أن عزيز كان يحتل مكانة بارزة في جبهة النصرة حيث كان أميراً في قرية "المنصورة" (شرق البلاد) ومسؤولاً عن سجن النصرة الموجود فيها.

وهناك وفقاً للنيابة العامة الهولندية، كان مسؤولاً جزئياً عن أسر وتعذيب وقتل الجنود وأنصار الأسد والأشخاص الذين لم يعيشوا وفقاً لقواعد جبهة "النصرة"، بحسب صحيفة "دا فولكس كرانت".

وقال شهود لصحيفة "دي فولكس كرانت" إن فتح كان يستغل منصب شقيقه عبد العزيز في "جبهة النصرة" خلال وجوده في سوريا، وأشار أحد معارف العائلة: "إذا كنت شقيقا لعبد العزيز.. فهذا يكفي". 

وعلى الرغم من أن كليهما ينتميان إلى جبهة النصرة، وفقاً لما ذكرته النيابة العامة، إلا أنه كانت لكل منهما دوافعه لذلك، فقد أراد عبد العزيز الانتقام بعد أن سُجن من قبل النظام لست سنوات في سجن صيدنايا سيئ السمعة بالقرب من دمشق في سن مبكرة. 

أما فتح فلم يكن لديه أي قناعات أو آراء أيديولوجية، و"لكن يبدو أن الدافع الأساسي وراء أفعاله هو الفرصة التي أتيحت له"، بحسب النيابة الهولندية.

"كاذب"

بدوره، قال بارت نويت خيداخت محامي (فتح أ) في محكمة سخيبول إنه يجب تبرئة (فتح أ) شقيق عزيز، مشيراً إلى أن الأدلة ضد فتح والتي حُكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب مشاركته في منظمة إرهابية، من بين أمور أخرى "غير حاسمة وتأتي في بعض الأحيان من شهود سعداء للغاية برؤية موكلي يذهب إلى السجن".

وبحسب المحامي الهولندي، فإن "فتح" البالغ من العمر 44 عاماً "كاذب ويريد أن يتظاهر بأنه أكبر وأهم مما هو عليه بالفعل"، وأعرب عن اعتقاده أن موكله لم يكن يجب أن تتم مقاضاته أبداً. 

وتساءل "ماذا فعل فتح وما هي الوقائع التي يشتبه بها؟ إن لائحة الاتهام من النيابة العامة عبث كبير"، ووفقاً له، فإن النيابة العامة تقدم القضايا كدليل في حين أنها تتعلق فقط بمعلومات "الإشاعات".

ولم يتضح بعد متى سيحكم القاضي في قضية (عبد العزيز) التي استغرقت حتى الآن ما يقرب من ثلاث سنوات.

وتلاحق السلطات الهولندية كل من تورط بالانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا، بينما ينتقدها بعض السوريين لكونها لا تتعامل مع قضية "الشبيحة" في هولندا بـ"الجدية" ذاتها.