icon
التغطية الحية

هل ترضخ "قسد" لإرادة المحتجين وتسحب منهاجها "المستفِز"؟

2020.07.23 | 17:56 دمشق

1567866199762110900.jpg
إسطنبول- أحمد طلب الناصر
+A
حجم الخط
-A

في تطوّر لافت لقضية المنهاج التعليمي المفروض على مناطق شرق الفرات، من قبل "الإدارة الذاتية" التابعة لقوات "قسد"؛ قال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في "الإدارة الذاتية"، عبد حامد المهباش، إن الصورة وصلت بشكل خاطئ وإن الأهالي "فهموا قصة المنهاج بشكل مغلوط" بحسب تعبيره.

جاء ذلك في تسجيل مصوّر تمّ تسريبه من قلب اجتماع جرى بمقر مجلس دير الزور المدني في منطقة المعامل (7 كم شمال مدينة دير الزور) التقى فيه "المهباش" برؤساء المجالس المحلية لمدن وبلدات الريف الشرقي في محافظة دير الزور.

وأوضح الرئيس المشترك للمجلس بأن الطرح الذي جرى مؤخراً كان بهدف "إجراء استطلاع للرأي فقط وليس لفرض المنهاج كما أشيع".

ونفى المهباش، كما بيّن التسجيل، وجود أي درس من منهاج الإدارة الذاتية سيتم تدريسه في كلّ من "دير الزور والرقة والطبقة، ومنبج أيضاً".

وأضاف محاولاً تهدئة الحضور الذين راحوا يقاطعونه وغلبت عليهم مشاعر الغضب، بأن القرار يعود لأبناء المنطقة وممثليهم، "في حال وافقوا على المنهاج أو رفضوه، ولذلك اتخذنا قرارنا منذ أول ردّة فعل سلبية ضد المنهاج" في إشارة لتجميد التدريس به.

حقيقة "جس النبض"

في حديث خاص مع موقع "تلفزيون سوريا"، يعلّق أحد إعلاميي دير الزور المتابعين لمستجدات الريف الشرقي، ياسر العلاوي، على ما تم طرحه في اللقاء المسرّب، فينفي ما جاء على لسان المهباش حول النقطة الأولى المتعلقة بـ "جسّ النبض" حسب وصفه، إذ أن الإدارة الذاتية تدرّس المنهاج "في كل من الحسكة والرقة منذ سنتين تقريباً، وطبعت الإدارة منه كميات تكفي كل مدارس الريف، ولكن حالياً في اتجاه لإيقاف توزيعه وتدريسه بالمنطقة نتيجة الوقفات الاحتجاجية للأهالي والهيئات التعليمية وإصدارهم بياناً بذلك، وتحاول الإدارة الآن إيجاد بديل".

وكانت الفعاليات المدنية بدير الزور قد أصدرت بياناً احتجت فيه على المنهاج الذي "لم يراعِ التخطيط التربوي من منظور الجودة والنوعية ولكونه مقتبساً من رؤى وأفكار وأيدولوجيات ذات صبغة واحدة" بحسب وصف البيان.

وأرفق البيان توضيحاً لأسباب ودوافع الاحتجاج برز أهمها في افتقاره لأبحاث ودروس تهم تاريخ المنطقة وجغرافيتها واستبدالها بمعلومات غير دقيقة، بالإضافة لاحتاء المنهاج على أفكار غريبة تتعارض مع عادات وأعراف أبناء المنطقة، وإلغاء مادة التربية الإسلامية واستبدالها بمادة تتحدث عن أديان وضعية، وعدّ البيان المنهاج مسيساً ومؤدلجاً ويتعارض مع توجهات وثقافة أبناء المنطقة.

"مظلوم عبدي" يعد بالإلغاء

المحامي والناشط، طارق المصطفى، أحد المشرفين على صياغة بيان الاحتجاج، حمّل المجمعات التربوية في المحافظة، جزءاً من المسؤولية نتيجة تراخيهم في التعامل مع قضية المناهج.

ويقول المصطفى لموقع "تلفزيون سوريا": "موضوع المناهج تم طرحه قبل كتابة البيان بأكثر من أسبوعين، ولكن مدير مكتب التربية في محافظة ديرالزور، كمال الموسى، لم يتخذ موقفاً حازماً تجاه الموضوع منذ البداية ما جعل القصة تتأزم لتصل إلى ما وصلت إليه".

كما يبيّن المصطفى الفارق بين موقفي أهالي الريفين الشرقي والغربي في المحافظة تجاه المناهج، فيشير إلى "ضعف التحرك في مناطق الريف الغربي في المجمل" واصفاً مواقف بعضها بـ "الرمادية".

تلك المواقف بالإضافة إلى ضعف الحراك الفعال في الريف الغربي، الذي يقيم فيه المصطفى بعد انتقاله من بلدته الأم (بقرص) الواقعة في الريف الشرقي، دفعه للتواصل والتنسيق مع زملائه من الحقوقيين والنشطاء الإعلاميين والكوادر التعليمية في كل من مدن "البصيرة وهجين والميادين وغالبية بلدات (الشامية) في الريف الشرقي".

ويتابع المصطفى: "نتيجة التنسيق المستمر عبر مجموعات التواصل الخاصة وغرف الـ (واتساب) تم إبلاغ وفد الإدارة الذاتية الذي زار الريف الشرقي رفضنا المطلق للمنهاج، ثم بدأنا بصياغة البيان الأخير بعد مراجعة دروس المنهاج ومواده بشكل دقيق".

ساهم إصدار البيان الأخير في لفت انتباه الإعلام واتساع رقعة الاحتجاجات داخل ريف، بشقيه الشرقي والغربي، كما دفع ممثلين لفعاليات مدنية وشيوخ عشائر للتدخل من أجل منع العمل في تدريس المنهاج.

وأفاد المصطفى لموقع "تلفزيون سوريا" بأن القائد العسكري لقوات "قسد"، مظلوم عبدي، أكّد للشيخ حاجم البشير، شيخ قبيلة "البكارة" في الريف الغربي، عدم تدريس المنهاج الجديد في محافظة دير الزور، بحسب ما أبلغه الأخير.

أين الحسكة والرقة من فرض المنهاج؟

ويتساءل الصحافي عهد الصليبي، خلال حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، عن عدم تسجيل أي ردود أفعال للأهالي والجهات المعنية بالتعليم بخصوص المنهاج، في محافظتي الحسكة والرقة. ويرجّح الصليبي بأن المحافظتين سيتم تدريس المنهاج في غالبية مناطقها خلال السنوات الدراسية القادمة.

أما بالنسبة لما يتعلّق بالجزء الذي تسيطر عليه الإدارة الذاتية في ريف دير الزور، فيرى الصليبي بأن الإدارة "اتخذت قرارها النهائي بإلغاء العمل بالمنهاج".

 ويستدرك "لكننا لا نستطيع البت بالموضوع دون إصدار قرار رسمي من الإدارة الذاتية تعلن فيه إيقاف فرضها لتدريس منهاجها لا سيما بعد توزيعها لكتب المنهاج الجديد على بعض المجمعات التربوية فيما مضى".

وكانت "الإدارة الذاتية" قد كشفت عن طرحها لمنهاج تعليمي جديد بهدف تعليمه لطلبة المدارس، من الصف الأول الابتدائي وصولاً للصف الحادي عشر، في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرتها في ريف محافظة دير الزور، للعمل بتدريسه ابتداءً من العام الدراسي الجديد 2020- 2021.

وتضمّنت مواد المنهاج بعض الفصول والفقرات التي أثارت استهجان الأهالي والفعاليات المدنية في المحافظة، وأصدروا بياناً وجّهوه للرأي العام أعلنوا فيه رفضهم لتدريس المنهاج لأبنائهم كونه يتعارض مع عادات وأعراف المنطقة ذات التركيبة العشائرية المحافِظة، وتمسّ الدين الإسلامي وتشجع على الإلحاد والانحلال الأخلاقي، بحسب ما ورد في بيان الاحتجاج.