icon
التغطية الحية

هجوم كردي على موسكو وغموض في موقف واشنطن

2018.01.22 | 13:01 دمشق

المدفعية التركية تطلق النار من موقع عسكري على الحدود التركية السورية- رويترز
 تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

محاربون أشداء؛ هكذا كانت تنظر روسيا القيصيرية إلى الأكراد خلال حروبها مع الدولتين العثمانية والفارسية، رافق ذلك وعود بإقامة دولة كردية مستقلة ودعم عسكري ومالي.

تحالفات خاسرة هي الصفة المرافقة للسياسة الكردية في علاقاتها مع الدول الغربية، أما من وجهة نظر بعض القادة الكرد فهي تحالفات تنتهي بالخيانة والغدر.

مع انتهاء الغزل الروسي لوحدات الحماية الشعبية التي أثبتت وجودها بعد هزيمتها لتنظيم الدولة في مدينة عين العرب-كوباني بدعم من التحالف الدولي ومن واشنطن، وصف قائد الوحدات سبان حمو تخلي روسيا عن الوحدات الكردية بالخيانة والغدر، في لقاء أجرته صحيفة الشرق الأوسط.

الخيانة الروسية بحسب وصف حمو، جاءت بعد سماح موسكو لأنقرة باستخدام المجال الجوي السوري في عملية غصن الزيتون التي تستهدف الوحدات الكردية في مدينة عفرين شمالي سوريا، ومن ثم سحبها 200 جندي روسي من معسكر كفر جنة إلى مدينة تل رفعت.

للمرة الثانية روسيا تتخلى عن الأكراد

في كانون الثاني/ يناير عام 1946 أعلن زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران قاضي محمد قيام جمهورية مهاباد الديمقراطية الشعبية، بدعم من الاتحاد السوفييتي حينها، لم يطل عمر الدولة الوليدة أكثر من 11 شهراً  بعد توقيع الروس اتفاقية  لاستثمار النفط في إيران على حساب الأكراد في دولة مهاباد التي أعدم زعيمها مع عدد من قيادات حزبه بعد اقتحام الجيش الإيراني لها.

زيارة حمو إلى موسكو لم تثن الروس عن إعطاء الضوء الأخضر لأنقرة لبدء عمليتها العسكرية، ويشير مراقبون إلى أن موسكو عقدت تفاهماً مع تركيا  يفضي إلى مبادلة مطار أبو الظهور العسكري بمدينة عفرين جسر الأكراد إلى البحر المتوسط.

قوات النظام السوري سيطرت أمس على المطار العسكري بعد عملية تصعيد عسكري شنتها على ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وسط تكهنات باتفاق تم من تحت الطاولة بين المجتمعين في أستانة على أن تشمل اتفاقية خفض التوتر المطار المذكور.

وكانت فصائل المعارضة المسلحة شنت هجوماً معاكساً على قوات النظام في ريف حلب الجنوبي بدعم تركي، حيث ظهر إلى العلن تقدم قوات الجيش الحر في عربات عسكرية مقدمة من تركيا.

فهل انتهى دور وحدات حماية الشعب الكردية بعد سيطرتها على الرقة معقل تنظيم "الدولة"، وتراجع نفوذ الأخير في سوريا ؟، أم مازال هنالك ما تقدمه للروس وللولايات المتحدة الأمريكية؟

موقف غامض من الحليف الأمريكي

 موقف واشنطن الحليف الأول لوحدات حماية الشعب وقوات سورية الديمقراطية، جاء خجولاً ومبهماً على لسان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، الذي تحدث عن أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة قبل إعلان عملية غصن الزيتون ضد الوحدات الكردية في عفرين، ونقلت رويترز عن ماتيس قوله ”كانت تركيا صريحة... لقد أبلغونا قبل شن الحملة الجوية التي كانوا يعتزمون القيام بها وبالتشاور معنا. نحن نعمل الآن على كيفية المضي قدما“.

و في تصريحات للصحفيين  أشار ماتيس  إلى قوة حليفهم الكردي عسكرياً ،" لقد برهن (الأكراد ومقاتلون آخرون تدعمهم الولايات المتحدة) على فاعليتهم... كلفهم ذلك آلاف الضحايا. لكنكم شاهدتموهم وهم يمزقون خلافة تنظيم الدولة  في سوريا" حسب وكالة رويترز.

حمو: هناك تواطؤ روسي مع تركيا، بل هناك خيانة وغدر من روسيا. 

وتدعم واشنطن بالأسلحة الخفيفة والآليات العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، لدورها في محاربة تنظيم الدولة .

موسكو تنصلت من مسؤوليتها حول دعم الأكراد، وحملت مسؤولية العملية التركية على وحدات الحماية لواشنطن، حيث رأت أن الدعم الأمريكي للأكراد وتوريد البنتاغون الأسلحة الحديثة لهم، دفع تركيا للبدء بعملية عسكرية في عفرين، و علقت وزارة الدفاع الروسية بأن تركيا بدأت عمليتها العسكرية بسبب الاستفزازات الأمريكية.

موسكو تدعم وحدة الأراضي السورية

جددت موسكو دعمها لوحدة وسلامة الاراضي السورية وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين يوم الاثنين : إن المسؤولين الروس على اتصال بالقيادة التركية فيما يتعلق بالعملية العسكرية التي تنفذها أنقرة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين شمال سوريا.

"حمو" صاحب العلاقات المتميزة مع موسكو تحدث صراحة عن خيانة وغدر ورسي وقال في حديثه للشرق الأوسط : "هناك تواطؤ روسي مع تركيا، بل هناك خيانة وغدر من روسيا"، مشيراً إلى أن الروس باتوا يتحدثون عن فصائل معتدلة في المعارضة السورية، وعن حق تركيا في تأمين حدودها

موسكو منعت قوات النظام السوري بحسب حمو من مواجهة الهجوم التركي على عفرين، وتحدث عن تواصل قياديين من الوحدات مع مسؤوليين أمنيين وعسكريين في دمشق، إلا أن حماس النظام أوقفه القرار الروسي .

وأشار حمو إلى عبور عشرات المقاتلين والمعدات من منبج شمال شرق حلب إلى عفرين دعماً للمقاتلين بعد مرورهم في مناطق سيطرة النظام مضيفاً "لا داعي لوساطة روسية واللقاء في قاعدة حميميم الروسية، هناك تواصل مع دمشق، لكن موسكو متفاهمة مع أنقرة وتمنع القيادة السورية من الرد على العدوان التركي".

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن يوم الإثنين عن دور سياسي للأكراد في عملية السلام السورية، من خلال حجز مقعد لهم في مؤتمر سوتشي، الأمر الذي يواجه معارضة أنقرة التي تقبل بمشاركة ممثلين عن المجلس الوطني الكردي، بدلاً من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وبدأت تركيا الحشد لعملية عسكرية في عفرين السورية، كما صعّد المسؤولون الأتراك من تصريحاتهم السياسية بعد إعلان التحالف الدولي عزمه تشكيل قوات أمن حدود مؤلفة من 30 ألف مسلح، بالتنسيق مع "قوات سوريا الديمقراطية" التي تتزعمها وحدات حماية الشعب الكردية.