icon
التغطية الحية

هآرتس: تحسن علاقة إيران بروسيا يهدد التنسيق الأمني مع إسرائيل في سوريا

2023.04.13 | 12:44 دمشق

وزير الخارجية الروسي برفقة وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر صحفي أعقب محادثاتهما في موسكو خلال شهر آذار
وزير الخارجية الروسي برفقة وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر صحفي أعقب محادثاتهما في موسكو خلال شهر آذار
Haaretz  - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يرى مسؤولون إسرائيليون بأن زيادة التعاون العسكري بين إيران وروسيا في خضم الحرب على أوكرانيا يمكن أن يضر بالعلاقات بين موسكو وتل أبيب بشكل كبير، ومن المحتمل أن يهدد حالة التنسيق الأمني التي ترغب إسرائيل بتحقيقها مع روسيا في سوريا.

ويعتقد خبراء بأن طهران يمكن أن تضغط على الحكومة الروسية وتقنعها بوقف التعاون خلال الهجمات الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية على الأراضي السورية، ويقول مصدر سياسي لصحيفة هآرتس إنه على إسرائيل أن تعي بأن علاقاتها مع موسكو بدأت تتعثر، ولهذا عليها أن تعيد دراسة احتمال تقديم مساعدة أمنية لأوكرانيا، وشرح ذلك قائلا: "إن هذا الاستقطاب الشديد بين روسيا والغرب لن يتيح لإسرائيل مواصلة التنقل بين كلا الطرفين، فإلى جانب عامل التقارب بين موسكو وإيران، تشير المعلومات التي تم رصدها في موسكو إلى تطور سياسات داخلية تفضي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان وهي انتهاكات تضر باليهود في هذا البلد أيضاً بطريقة أو بأخرى، كما لابد وأن تصل إلى حالة صدام".

مشكلات إسرائيلية بالجملة

تتعرض إسرائيل لموجة ضغوط متصاعدة من قبل أوروبا وواشنطن بشأن تقديم مساعدتها فيما يتصل بنقل الأسلحة ونظم الدفاع لأوكرانيا التي تشهد حالة حرب، إذ ذكرت مصادر دبلوماسية في القدس بأن إسرائيل يمكن أن تجبر على التنازل في نهاية المطاف، حيث يتوقع لها مصدر من تلك المصادر: "في النهاية، سنقف مع الدول الغربية، إلا أننا لن نفعل ذلك إلا ونحن منهكون".

وفي تلك الأثناء، رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا، التزاماً بسياسة عدم التدخل النسبي التي تنتهجها حكومته، وعن ذلك ذكر مسؤول إسرائيلي رفيع مؤخراً بأنه: "لا أعرف دولة أخرى لديها طائرات تحلق يومياً على مقربة من الطيارين الروس، ما يعني بأن لدى إسرائيل مشكلة لا تعاني منها الدول الأخرى".

كما عبر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم إزاء احتمال التسبب بالضرر للجالية اليهودية في روسيا، وإغلاق الأجواء أمام السفر بين البلدين في حال تسببت أي مساعدة إسرائيلية لأوكرانيا بإغضاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي يوم الإثنين، أجرى نتنياهو تقييماً للوضع فيما يتصل بتقديم مساعدات للاجئين الأوكرانيين الذين استقبلتهم إسرائيل، وبنهاية جلسة الاستماع، وافق على مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين، مع تمديد إقاماتهم وزيادة منح تأشيرات لهم، إلى جانب تقديم مساعدات صحية وترفيهية لهم.

Aid center for Ukrainian refugees in Haifa, in June.

مركز لتقديم المساعدات للاجئين الأوكرانيين في حيفا

انتقد مصدر إسرائيلي موقف الحكومة من الحرب في أوكرانيا، فقال: "إن محاولة عقلنة الأمور عبر إخفاء عملية مساعدة الأوكرانيين مع السعي لعدم إغضاب الروس محكومة بالفشل، والغرب يتحرك، أما نحن فواقفون في مكاننا"، وأضاف بأن إسرائيل لا يتعين عليها: "أن تحارب مع الروس، كما لا يجوز لنا أن نعلن تجميد العلاقات بين البلدين مع سحب السفراء، ولا داعي للعجلة في الإعلان عن تسليم نظم دفاع جوي لأوكرانيا، لكن من الضروري فهم الوضع".

مقلاع داوود وتسريبات البنتاغون

ظهرت أصداء حول تلك التقييمات في تقرير نشرته نيويورك تايمز حول وثائق مسربة للبنتاغون بحثت الولايات المتحدة فيها السبل التي يمكن من خلالها دفع إسرائيل لنقل أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، تشمل صواريخ موجهة مضادة للدبابات ونظم دفاع جوي متطورة. كما ورد في التقرير بأنه من غير المرجح لروسيا أن تنشر نظم دفاع جوي متطورة على الأراضي السورية بقصد منع إسرائيل من تنفيذ غارات جوية.

 

Ukrainian President Volodymyr Zelenskyy hosts Israel's Foreign Minister Eli Cohen in February, 2023.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستقبل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين

 

كشفت الوثائق المسربة أيضاً عن احتمالات أخرى قد تدفع إسرائيل لتزويد أوكرانيا بمساعدات فتاكة عبر الاستعانة بدولة ثالثة لنقل الأسلحة، وذلك في حال دعم روسيا للبرنامج النووي الإيراني، أو تحت وطأة الضغط الأميركي مقابل تقديم مساعدة لإسرائيل في نزاعها مع إيران. بيد أن المسؤولين الإسرائيليين لا يرجحون أن تقوم موسكو بتقديم مساعدة لإيران فيما يتصل ببرنامجها النووي في الوقت الراهن.

اقرأ أيضا: إسرائيل قلقة من مقتل الجنود الروس بأسلحة إسرائيلية في أوكرانيا

 

يذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، زار خلال شباط الماضي، العاصمة الأوكرانية كييف، في أول زيارة يقوم بها مسؤول إسرائيلي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وبعد يوم على اجتماعه بالرئيس فولوديمير زيلينسكي تعهد المسؤول الإسرائيلي بقيام إسرائيل بنصب نظم للتحذير من أي تهديد جوي، ثم طالب الرئيس الأوكراني إسرائيل على الملأ بزيادة مساعداتها العسكرية عبر رفد أوكرانيا بمنظومة لاعتراض المسيرات والصواريخ.

وفي خطابه الذي ألقاه في مؤتمر ميونخ، قال زيلينسكي: "ما من خيار أمامنا إلا هزيمة جالوت الذي أتى ليقضي علينا، إلا أن المرء إن اختار لنفسه أن يكون داووداً، فلابد له أن يقاتل، وأن يحمل المقلاع إلى أن ينتصر، وبما أن منظومة مقلاع داوود لم تصلنا من إسرائيل بعد، فإننا نعتقد بأن المسألة مسألة وقت فحسب".

المصدر: Haaretz