icon
التغطية الحية

نيويورك تايمز ترصد حياة السوريين في ولاية كلّس التركية

2021.10.21 | 20:12 دمشق

ولاية كيليس (نيويورك تايمز)
ولاية كيليس (نيويورك تايمز)
تلفزيون سوريا - ترجمات
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً حول وجود اللاجئين السوريين في ولاية كلّس الحدودية مع سوريا، وركزت كاتبة المقال "كارلوت غال" على الجوانب الإيجابية والسلبية لهذا التغيير من خلال التحدث إلى سكان المنطقة.

وبحسب الكاتبة تحولت ولاية كلّس، والتي تُعد من أهم المناطق التي لجأ إليها السوريون مع بدء الثورة السورية، إلى مدينة مختلفة كلياً.

وقالت الكاتبة الصحفية (كارلوت غال) في مقالها: "لقد تغيرت مدينة كلّس الآن بشكل لا يمكن التعرف إليها. فبعد أن استقر 3.6 ملايين سوري في تركيا، تضاعف عدد سكان كلّس ليصل إلى ما يقارب 200 ألف نسمة".

وتحدثت الصحفية مع سكان كلس حول التغييرات التي طرأت على الولاية بعد قدوم السوريين، حيث قال قادر بيكار، والذي يمتلك حافلة نقل ركاب صغيرة: "بعد وصول السوريين تغيرت حياتنا، لقد أفادونا من نواح كثيرة، حيث نعيش معاً في هذه المدينة".

وأشارت الصحفية في مقالها إلى أن المواطنين الأتراك قد استقبلوا السوريين الفارين من الحرب بعد أن دعاهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستقبالهم كضيوف.

"تلقينا المساعدة من المجتمع التركي"

يقول السوريون الذين يشكلون حالياً ما يقرب من نصف سكان كلّس، إنهم مرحب بهم هنا أكثر من المدن التركية الأخرى.

وقال اللاجئ السوري محمد، الذي أراد نشر اسمه الأول فقط لأنه قد يؤثر على طلبه للحصول على الجنسية التركية "بصراحة، حصلنا على كثير من المساعدة من المجتمع التركي هنا"، وأضاف:"نسمع دائماً أن هناك كثيراً من العنصرية، لكنني تعلمت التركية ولم أواجه أي مشكلات".

وعلى الرغم من أن كلا الطرفين يعد رابحاً هنا، فالسوريون وجدوا المكان الآن الذي يبحثون عنه، ومدينة كلّس اكتسبت حركة لم تكن تتمتع بها سابقاً، إلا أن السوريين كانوا حذرين في أثناء حديثهم عن حياتهم في تركيا.

أصبح السوريون أكثر حساسية لعادات المجتمع المضيف

وأضاف محمد "عندما وصلنا إلى هنا، كانت هذه البلدة فقيرة جداً، وكان الجميع ينام في السادسة مساءً"

وبحسب الصحفية، فإن كلا الطرفين كان متفقاً على الفرق بين المجتمعين في هذه النقطة، فبينما ينام المواطنون الأتراك باكراً، يبقى السوريون مستيقظين إلى ساعات متأخرة من الليل، إلا أن السوريين قد أصبحوا أكثر حساسية تجاه العادات المحلية، واحترموا انزعاج الأتراك من هذا الأمر.

ومع ذلك، لا يسعد الجميع بالتغيير الحاصل في الولاية. يقول مراد أيغون، صاحب المطعم البالغ من العمر 40 عاماً، والذي ولد وترعرع في كلّس: "لقد كانت كلّس أفضل فيما مضى، لقد كانت بلدة أكثر هدوءاً" مضيفاً "لقد تغيرت الثقافة، واتسعت المدينة".

كان الطعام من أوائل التغييرات الثقافية التي ظهرت في الولاية، فبعد أن افتتح السوريون المخابز ومطاعم الدجاج المقلي والفطائر السورية، ترى الآن الأتراك الذين كانوا مترددين في البداية من تجربة الأطباق السورية، والذين يفضلون اللحوم المشوية والكباب، يقومون بتقليد تلك الأطباق.

"أتناول الفلافل على الإفطار الآن"

يستقطب مطعم أيغون المكون من طابقين زبائن متعددي الأعراق، إذ يقول أيغون إنه يوظف سوريين وأتراكاً على حد سواء "لقد علمونا اللغة العربية، وعلمناهم التركية".

وقد أبدى موظفو المطعم رضاهم عن هذا التنوع الحاصل في المطعم، حيث قال الطاهي التركي يالتشين أوزكير، البالغ من العمر 37 عاماً، ضاحكاً: "أنا أتناول الفلافل على الإفطار الآن".

ولكن بالإضافة إلى فوائد وجود السوريين في ولاية كلّس، إلا أن التغييرات التي طرأت على الولاية تحمل في طياتها بعض الصعوبات.

فبالرغم من أن وجود السوريين ساعد في خلق طفرة في البناء، وجلب العديد من الاستثمارات إليها، إلا أن وصول السوريين إلى كلس رافقه زيادة في الطلب على المسكن، ما تسبب بزيادة أسعار الإيجارات بشكل فاق القدرة المالية للعديد من الأتراك، كما قطعت الحرب التجارة عبر الحدود، التي كانت مصدر رزق العديد من سكان الولاية.

يعيش السوريون في ولاية كلّس منذ بداية الهجمات التي شنها النظام على المدنيين في سوريا، وأدت إلى لجوء أكثر من 3 ملايين سوري عبر الحدود إلى تركيا.