icon
التغطية الحية

نيوزويك: لاجئ سوري يتطوع لمعالجة ضحايا الحرب في أوكرانيا

2022.05.26 | 15:56 دمشق

الطبيب السوري تيريج بريمو الذي تطوع لمساعدة الجرحى في أوكرانيا
الطبيب السوري تيريج بريمو الذي تطوع لمساعدة الجرحى في أوكرانيا
نيوزويك- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

استخدم لاجئ سوري سبق أن فر إلى إنكلترا قبل تسع سنوات وأصبح طبيباً فيها، أيام إجازته السنوية ليعالج اللاجئين الأوكرانيين وضحايا الحرب في أوكرانيا اليوم.

فقد وصل الطبيب تيريج بريمو إلى بريطانيا في عام 2013 هرباً من الحرب السورية عندما كان في السنة الأخيرة من الدراسة في كلية الطب.

واليوم، اختار هذا الشاب أن "يقف في صف ما يؤمن به" وذلك عبر معالجة المئات من الجرحى في أوكرانيا ضمن فريق طبي متطوع.

وحول ذلك يحدثنا بريمو، وهو طبيب طوارئ في مشفى آدينبروك بكامبريدج فيقول: "هربت من سوريا عندما كنت طالباً، وشعرت بالعجز يومها، وفي أوكرانيا، اخترت مصيراً مختلفاً، إذ اخترت أن آتي إلى هنا لأقف في صف ما أؤمن به".

وهكذا استخدم بريمو إجازته السنوية ليتطوع لمدة سبعة أسابيع في العمل على الحدود الأوكرانية-البولندية، كما عمل في مدينة لفيف غربي أوكرانيا، وساعد في تأسيس عيادة طبية بالقرب من محطة القطارات الرئيسية في مدينة لفيف، حيث عبر الآلاف من اللاجئين هرباً من القتال الدائر شرقي البلاد.

Dr. Tirej Brimo

الطبيب السوري تيريج بريمو في بريطانيا

يصف بريمو الذي عاد إلى كامبريدج الحرب في أوكرانيا بأنها أشبه بـ: "كابوس لا تستطيع أن تصحو منه"، ويتابع بالقول: "كان الوضع مخيفاً في محطة قطارات لفيف، إذ كانت عشرات القطارات تصل كل يوم من شرقي أوكرانيا، بعضها محمل بالجرحى وبعضها الآخر يغص باللاجئين الراغبين بالفرار بعدما تركوا كل شيء وراءهم... وخلال أول أسبوع لي هناك، عاينت أنا وأحد المسعفين 338 جريحاً، إلا أن تلك المشاعر كانت تظهر من تلقاء نفسها خلال الاستشارة الطبية التي لم تكن تستغرق أكثر من ثوان معدودة، وذلك لأن هؤلاء الأشخاص عانوا الأمرين وشهدوا كثيرا من الويلات، إذ إن البعض منهم فقد أحباءه، وبعضهم ترك كل شيء خلفه ومضى، وبعضهم كان يعاني من الصدمة، لدرجة أنهم لم يدركوا ما كان يجري حولهم".

وبالمقارنة مع ما جرى في سوريا، يضيف بريمو: "تتشابه الفظائع والجرائم في الحروب كلها للأسف، فالرعب الذي نراه على وجوه الناس، والحقائب التي ملئت على عجل، والأطفال الذين فقدوا ألقهم وتوهجهم، كل تلك الصور والمشاهد بقيت في مخيلتي، وذلك لأن الحرب تشبه الكابوس الذي لا تستطيع أن تصحو منه وأنت تدعو أن تحدث معجزة لكنها لا تحدث بكل بساطة".

فر بريمو في بداية الأمر إلى لبنان قبل وصوله إلى المملكة المتحدة، حيث تخرج ليصبح طبيباً من كلية سانت جورج للطب بلندن في عام 2017، ثم تطوع مرات عديدة منذ تخرجه للعمل داخل مخيمات اللاجئين في الجزر اليونانية، وعن ذلك يقول: "بوصفي طبيباً يعمل في المجال الإنساني، لا بد أن يختلف النضال بالنسبة لنا، إذ إننا نعتني بكل من أصيب بأي نوع من أنواع الصدمة، كما نعتني بالمنسيين ومن يشعرون بأن الحياة لفظتهم وتخلت عنهم وابتلتهم بكل تلك الفظائع والويلات. ولهذا نأمل أن تبقى تلك الرعاية التي نقدمها لبضع دقائق في الذاكرة المشرقة ضمن رحلة مرضانا وجرحانا حتى يتذكرونا بالخير في يوم من الأيام، وأقصد بذلك رحلة الشفاء والتعافي من كل ما جرى لهم".

وبالحديث عن عمله في أوكرانيا، يتذكر بريمو ما جرى فيقول: "في ظل تلك الظروف الصعبة، بذل المئات من المتطوعين من ذوي القلوب الطيبة قصارى ما بوسعهم لتسهيل أمور الحياة قليلاً على إخواننا في الإنسانية هناك، وفي رسالة واضحة من أجل التأقلم ورفض الحرب وعنفها، كنا نبدأ يومنا بابتسامة وننهيه بالصلاة والدعاء الذي نتمنى أن يستجاب في يوم من الأيام، ولذلك أعبر عن عميق امتناني لزملائي في قسم الطوارئ بمشفى آدينبروك، على دعمهم وتفهمهم الكبير لحاجتي لأداء واجباتي الإنسانية، والآن بعدما عدت إلى المملكة المتحدة، أصبحت على استعداد لأبذل 100% من مجهودي للقسم الذي أنتمي إليه، وللمشفى الذي أعمل فيه وللقطاع الصحي والطبي بأكمله".

 المصدر: نيوزويك