icon
التغطية الحية

نساء الحسكة يتظاهرن تنديداً بجرائم العنف ضد المرأة

2021.07.07 | 10:04 دمشق

syria.jpeg.png
فاقمت سنوات الحرب من معاناة النساء السوريات اللواتي تعرضن لكافة أشكال العنف - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تظاهرت مئات النساء في مدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا تنديداً بجرائم العنف ضد المرأة، بعد مقتل فتاتين قبل أيام على يد أقاربهما تحت عنوان "الدفاع عن الشرف".

وارتدت المشاركات ملابس بيضاء كُتب عليها باللون الأحمر "لا للعنف"، وحملنّ لافتات جاء فيها "العنف ضد المرأة تخلف اجتماعي" و"سلبونا حقوقنا وحريتنا وما زالوا يقتلوننا"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

كما تجمعت النساء أمام منزل فتاة في السادسة عشرة، قتلها والدها الإثنين الماضي، قالت مصادر حقوقية إنها قضت خنقاً على يد والدها، على خلفية جريمة اغتصاب تعرضت لها قبل عام.

وقالت أفين باشو، من منظمة "تجمع ستار النسائي"، وإحدى منظمات التظاهرة، للوكالة "كمنظمات نسائية ندين هذه الأعمال التي تُرتكب باسم العادات والتقاليد أو الدين أو غسل العار"، موضحة "وقفتنا أمام منزل آخر ضحية هي وقفة ضد أي عائلة تعطي نفسها الحق بسلب أي امرأة حريتها".

وقبل أيام، قتلت فتاة أخرى من مدينة الحسكة على يد عائلتها في قضية أثارت الرأي العام بعد تداول مقطع فيديو يوثق الجريمة بحجة "غسل العار" على مواقع التواصل الاجتماعي. وتصّدر وسم "فتاة الحسكة" الإنترنت.

وأفادت مصادر محلية أن مسلحين ينتمون إلى العشيرة التي تنتمي إليها الفتاة قتلوها رمياً بالرصاص إثر هروبها من منزلها مع حبيبها.

وفي أحد المقاطع، تظهر الفتاة وهي تتلوى على الأرض داخل منزل مهجور، بعد سماع إطلاق رصاص. ويسمع في الخلفية رجل يطلب من أحدهم أن يطلق الرصاص على رأسها مباشرة من رشاش بحوزته، وهو ما حصل فعلاً.

ووصفت انتصار الحمادي، إحدى المشاركات في التظاهرة، جريمة قتل "فتاة الحسكة" بـ"الشنعاء"، مضيفة أنه "لا دين ولا أخلاق تسمح بذلك"، مطالبة "بمحاسبة الأشخاص الذين قتلوا الفتاة بهذه الطريقة".

وتُجرّم "الإدارة الذاتية" المسيطرة على معظم مناطق شمال شرقي سوريا، القتل "بذريعة الشرف" وتعتبرها "جريمة مكتملة الأركان"، في حين ألغى "مجلس الشعب" التابع للنظام، مادة قانونية تجيز أحكاماً مخففة لمرتكب ما يُعرف بـ "جرائم الشرف".

وتعد المجتمعات السورية، خصوصاً في المناطق الريفية، مجتمعات محافظة للغاية، وتفرض قيوداً على حركة النساء وتكثر فيها حوادث العنف ضد المرأة، لا سيما ما يعرف بـ "جرائم الشرف"، وتتحدث منظمات محلية باستمرار عن حوادث مشابهة في مختلف المناطق.

وتشير الإحصائيات أنه من الشهر السادس من عام 2020 إلى نهاية العام 2020 تم قتل أربع نساء بداعي "الشرف"، ومن الشهر الأول من عام 2021 إلى الشهر السادس تم قتل خمس نساء أيضاً، وهناك ازدياد في العدد، أما حالات الانتحار الموثقة بلغت 7 حالات.

وفاقمت سنوات الحرب من معاناة النساء السوريات اللواتي تعرضن لكل أشكال العنف، بما فيها القتل والاغتصاب، على أيدي معظم أطراف النزاع، وفق ما وثّقت تقارير منظمات حقوقية عديدة.