icon
التغطية الحية

في أقل من أسبوع جريمة ثانية بحق فتاة قاصر تهز مدينة الحسكة

2021.07.06 | 17:43 دمشق

photo_2021-07-06_12-19-01.jpg
الحسكة - مدين عليان
+A
حجم الخط
-A

قتلت الفتاة (آ - خ) على يد والدها في جريمة ثانية من نوعها ترتكب خلال أقل من أسبوع بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بعد الجريمة التي ارتكبت بحق الفتاة (ع - س)، التي تحول مقتلها إلى قضية رأي عام.

ووفقا للتفاصيل فإن الفتاة (آ - خ) تبلغ من العمر 15 عاما، وهي من أبناء حي الكلاسة في مدينة الحسكة، وأقدم والدها على قتلها بداعي "الشرف"، بعد ربطها بسلسلة حديدية داخل المنزل.

إدانات محلية

بدورها أصدرت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة اليوم الثلاثاء بيانا دانت فيه ما وصفته بالفعل الإجرامي اللاإنساني، وجاء في البيان "بالأمس كانت (ع) واليوم (أ)وغدا من؟ … نوجه اليوم بياننا إلى كل الآباء والأمهات والإخوة والأخوات، العم والخال الصديق والجار والغريب، أولادكم فلذات أكبادكم، ثمرة نجاتكم، متى كنتم جلادين لهم ومتى كنتم جزارين لهم، وما الذي أصاب عقولكم وأذهانكم حتى خرجتم من إنسانيتكم".

 

photo_2021-07-06_12-18-49_0.jpg

 

وأردف البيان "لم يمر أسبوع على الفاجعة التي صدمنا بها حتى نصدم بفاجعة أخرى وصدمة أكبر، ارتكبت بحق (آ - خ)، وهذه جريمة قتل جديدة تضاف إلى مسلسل جرائم قتل النساء الذي تتواصل حلقاته حتى الآن في كل دول العالم، إنها جريمة نكراء بحق الإنسانية والطفولة وهذه الأفعال المشينة ما هي إلا نتاج للعادات والتقاليد البالية والعقلية الذكورية البحتة". وطالبت المنظمة في بيانها جميع الجهات المعنية والمنظمات الدولية والمحلية والحركات النسائية بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم بإنزال أشد العقوبات بحقهم.

رفع دعاوى بحق مرتكبي الجرائم

بدورها قالت آرزو تمو مديرة المكتب القانوني في منظمة سارة في تصريح لـ موقع تلفزيون سوريا: "كما تعلمون البارحة كانت هناك حالة قتل أب لابنته ذات 15 سنة في محافظة الحسكة. هذه الفتاة كانت قد اغتصبت وبدلا من أن يبحث الأب عمن اغتصبها ويقتله لأن الفتاة قاصر، حيث الفتاة في هذا العمر ليست صاحبة قرار ومن المؤكد ستقع في الخطأ ونتيجة ذلك تم قتلها من قبل والدها، وقبلها بأيام فتاة قاصر تدعى (ع - س) من المكون العربي من عشيرة الشرابي شعر الأب والأم أنها تحب شابا فتم تزويجها بالغصب لابن عمها الذي لم تكن الفتاة ترغب فيه. هربت الفتاة من بيت زوجها وهنا تم اتخاذ القرار من قبل العشيرة بقتلها، وتم قتلها من قبل إخوتها بذلك الأسلوب الشنيع والوحشي وصوروا جريمتهم وهم يتباهون بها، متصورين أنهم غسلوا عار العائلة والعشيرة. هذا يدل على العادات والتقاليد العشائرية البالية التي تعود للعقلية الذكورية التي دائما تستهدف المرأة ويقتلوها بدم بارد، لماذا لا يتم قتل الرجل هو أيضا طرف في هذه الحالة.

 

photo_2021-07-06_12-19-01 (2).jpg

 

وأضافت آرزو "نحن كمنظمة سارة نشاطاتنا وكيف سنتعامل مع هاتين الحالتين ونتناولها في محاكم الإدارة الذاتية، سنقدم ادعاءً شخصياً باسم المنظمة لمحاكمنا بأن القتل يتم تحت مسمى "جرائم الشرف"، هناك كثير من العائلات تسقط ادعاءها. لماذا يسقطون الادعاء علما أنه ليس هناك قانون الشرف في قوانين الدولة ولا في قوانين الإدارة الذاتية. إذا يتم الإسقاط لتخفيف الحكم. نحن كمنظمة سارة نقدم ادعاء ضد هذه الحالات ونحضر الجلسات في المحاكم إلى نهاية الدعوة، ونطلب من محاكمنا إنزال أقصى العقوبات ضد الرجال الذين يقتلون بناتهم تحت اسم الشرف. ليس هناك قانون الإعدام في قوانين الإدارة الذاتية، ولكن حبذا لو تعود العقوبة ليصبحوا عبرة لغيرهم لأنه تزداد نسبة قتل النساء تحت اسم الشرف، حيث من الشهر السادس في عام 2020 إلى الشهر السادس عام 2021 قد تم قتل تسع نساء على أيادي هؤلاء الرجال ومعظم النساء قاصرات.

إحصائيات جرائم القتل بداعي "الشرف" 

وتشير الإحصائيات أنه من الشهر السادس من عام 2020 إلى نهاية العام 2020 تم قتل أربع نساء بداعي "الشرف"، ومن الشهر الأول من عام 2021 إلى الشهر السادس تم قتل خمس نساء أيضاً، وهناك ازدياد في العدد، أما حالات الانتحار الموثقة بلغت 7 حالات.

وتظاهرت المئات من النساء اليوم الثلاثاء، في محافظة الحسكة، تنديدا بالجريمتين اللتين كان ضحيتاهما الفتاتين (ع س) و (آ - خ)، حيث انطلقت المظاهرة من دوار جودي في حي الكلاسة بالحسكة، رافعين لافتات كتب عليها " (ع س) و (آ - خ) ضحية الفكر الذكوري، سلبونا حقوقنا وحريتنا ومازالوا يقتلوننا".