icon
التغطية الحية

نجد بوشي.. قبطانة سوريّة في بافاريا الألمانية

2021.06.14 | 11:56 دمشق

نجد بوشي.. قبطانة سوريّة في بافاريا الألمانية
نجد بوشي.. قبطانة سوريّة في بافاريا الألمانية (bild)
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

لم تكن السيدة السورية نجد بوشي (44 عامًا) تعتقد أن حياتها ستأخذ منعطفًا جميلاً بعد أن غادرت مدينتها حلب متجهة إلى ألمانيا، تاركة خلفها طفلين صغيرين.

وتستذكر نجد بحزن قصة هروبها من المدينة بعد قيادتها السيارة إلى الحدود التركية، ثم رحلة السير على الأقدام بدءاً من عبورها الحدود وصولاً إلى السفينة الصغيرة التي نقلتهم ليلاً من الشواطئ التركية على البحر المتوسط إلى جزيرة يونانية مع نحو 40 لاجئًا آخر.

وتتابع تفاصيل تَذَكّرِها حين كانت تفكّر بطفليها وهي على متن القارب، وكيف كذب عليهم المهربون الذين هربوا بعد رميهم على جزيرة غير مأهولة بالسكان. وكيف كانت تتضور جوعًا وعطشاً إلى أن نجت في نهاية المطاف بعد إنقاذها من قبل الشرطة.

قبطانة في بافاريا

اليوم، وبعد ست سنوات على تلك المغامرة المرعبة، تقف السيدة السورية ممسكة بـ عجلة باخرة نقل سياحي على بحيرة (تيغرنسي) في ولاية بافاريا جنوب شرقي ألمانيا، وتنقل ركابها بأمان من مكان إلى آخر.

 

نجد1.jpg
(بيلد الألمانية)

 

لم تكن نجد تظن أن حياتها ستتغيّر بهذا الشكل الجيد، بحسب تعبيرها. وتقول إنها لم تستسلم أبدًا، مضيفة: "الآن أصبحت بافاريا موطني، لقد كونت صداقات رائعة هنا في تيغرنسي، وابنتي تذهب إلى نادٍ لكرة القدم. كل شيء على ما يرام."

على رصيف البحيرة، يشاهد الجميع ابتسامتها الودية من مقصورة القبطان عندما ترسو السفينة "كروث". وبعض الركاب المنتظرين ينظرون صوبها بدهشة وحيرة.

زميلها "ديتليف ستروفر" (58 عامًا) يأخذ الأمر بروح الدعابة: "عندما أكون على عجلة القيادة، لا أحد ينظر، حتى إنني لم ألاحظ أحداً ينظر صوبي قط. لكن عندما تقود نجد السفينة، يرغب الكثير من الناس في التحدث إليها. دائمًا ما يكون الرجال الأكبر سنًا على وجه الخصوص معجبون جدًا".

 

ثبلااللبل.png
نجد مع زميلها ديتليف (بيلد)

 

وتقول نجد: "فجأة امرأة تقود عجلة القيادة -وهو مجال عمل الذكور بصورة عامة- كان هذا غريبًا في البداية بالنسبة للزملاء البافاريين"، وتضيف: "أتفهم أن الأمر يتطلب التعود على ذلك، لكنهم جميعًا ساعدوني كثيرًا أثناء تدريبي."

قضت نجد في بافاريا ما يقرب من عام ضمن منازل طالبي اللجوء، ثم وجدت شقة صغيرة في تيغرنسي وأحضرت عائلتها للانضمام إليها بعد 11 شهرًا. هي الآن منفصلة عن زوجها، ومن أجل كسب المال عملت نجد بوشي لأول مرة كأمينة صندوق في سفينة نقل تيغرنسي. وبعد عامين، عرض عليها رئيسها الفرصة للحصول على رخصة قيادة قارب.

تختم نجد حديثها بالقول: "أنا ممتنة جدًا لذلك، أشعر كثيرًا أنني في منزلي هنا". أما زميلها ديتليف فيقول: "لا يمكن أن يكون هناك مكان عمل أفضل من مكان عملنا."

/المصدر: صحيفة بيلد الألمانية/