icon
التغطية الحية

نتيجة الضغوط المتزايدة.. ارتفاع الأمراض النفسية والقلبية بين الشباب في سوريا

2024.02.20 | 13:33 دمشق

آخر تحديث: 22.02.2024 | 14:21 دمشق

لافتات تحمل صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد في شوارع العاصمة دمشق- أيار 2023 (AFP)
لافتات تحمل صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد في شوارع العاصمة دمشق- أيار 2023 (AFP)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

قالت الطبيبة النفسية دينا القباني، إن قلق الشباب السوريين اليوم بشأن تأمين أبسط مقومات حياتهم من مقعد في سرفيس إلى تستلم رسالة أسطوانة الغاز، وتأمين أدنى متطلبات الحياة في ضوء ضعف الرواتب والدخول، انعكس على صحتهم النفسية فازدادت الاضطرابات وحالات الاكتئاب بشكل لافت.

وأضاف القباني لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن الأزمة الاقتصادية أدت إلى ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية لدى كل من الرجال والنساء خاصة اضطرابات القلق والاكتئاب، والسبب حسب المرضى هو الغلاء والشعور بالعجز عن تأمين مستقبل للأطفال.

وأشارت إلى أن العيادات النفسية يغزوها المرضى لسوء الحالة الاقتصادية وعدم قدرتهم على دعم عائلاتهم، أو إطعام أطفالهم أو التخطيط لمستقبلهم، فضلاً عن التفكير المستمر بكيفية الحصول على أبسط متطلبات الحياة والحفاظ على مستوى معيشي مقبول في ظل الغلاء الحالي.

ارتفاع الجلطات لدى الشباب وتزايد حالات التوحد عند الأطفال

بدورها، أكدت الطبيبة والمعالجة النفسية، نعمت الداهوك، أن هناك تقارير طبية تكشف عن ارتفاع الجلطات القلبية والدماغية لدى الشباب دون الثلاثين والراشدين دون الخمسين، إضافة إلى تزايد نسبة القلق والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، حتى الأطفال ظهرت عليهم اضطرابات نفسية وسلوكية لم تكن منتشرة بشكل كبير في المجتمع السوري كالتوحد.

ورأت أن الأسرة السورية تحتاج إلى دعم اقتصادي كبير عبر رفع الرواتب وتسهيل قروض السكن لأن نسبة كبيرة من السوريين اليوم يعيشون في بيوت مستأجرة عشوائية غير صحية وغير مؤهلة للسكن والاستقرار وتربية جيل سليم ومعافى نفسياً فيها.

وأكدت الداهوك على ضرورة إطلاق دورات في المراكز الاجتماعية لتأهيل وتدريب الأمهات في ظل تحديات الهجرة والسفر والبعد عن الأهل، معتبرة أن عدم الترخيص للمعالجين النفسيين على افتتاح مراكز ومكاتب تأهيل نفسي سوف يزيد من الأمراض النفسية.

حالات الانتحار عند النساء أكثر من الرجال

وأوضحت الطبيبة النفسية، فردوس صواف، أن حالات الانتحار عند النساء تظهر بشكل أكبر والاضطرابات المزاجية عند الرجال أكثر، إضافة إلى تزايد حالات الاضطرابات المزاجية المترافقة بنوبات غضب، وما ينجم عنها من مشكلات أسرية واجتماعية تهدد الأمن النفسي للفرد وتساهم في تفكك الأسرة.

وفي الوقت ذاته، أشارت الدكتورة دينا القباني إلى أن النساء معرضات للاكتئاب بشكل عام أكثر من الرجال، فمن غير المستغرب أن ترتفع هذه المعدلات في ظل الظروف الاقتصادية، فالمسؤوليات تضاعفت على المرأة السورية سواء ضغط مسؤوليات المنزل أم ضغط العمل وتربية الأطفال، خاصةً أن كثيرا من المراجعات يقضين أغلب الأوقات وحدهن مع الأطفال في ظل غياب الأب أغلب أيام الأسبوع بسبب الأعمال المتعددة والدوام لساعات طويلة.

وأكدت الدكتورة نعمت الداهوك أن قلق الأب السوري بشأن تأمين مستلزمات العيش لأسرته جعله يعمل ليلاً ونهاراً هذا إذا وجد عملاً، ما جعل غيابه يخلق مشكلة جديدة حملت الأم أعباء إضافية وأثرت في العلاقة الزوجية ما أفرز مشكلات لدى الأطفال.

ويعاني السوريون بشكل متزايد في مناطق سيطرة النظام من اضطرابات نفسية نتيجة تردي الواقع المعيشي والخدمي باطراد منذ ما يزيد على 12 عاماً، حيث تبلغ نسبة الفقر 90 في المئة، بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية.