icon
التغطية الحية

ناقلة طائرات ثالثة للصين.. هل يمتد نفوذها البحري إلى سوريا؟

2022.06.06 | 14:15 دمشق

1.jpg
ناقلة الطائرات الصينية الثانية "شاندونغ" (رويترز)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تستعد الصين قريباً لإطلاق ناقلة طائرات ثالثة في مياهها، بحسب تقرير لمجلة "ناشونال إنترست"، التي اعتبرت هذه الخطوة تطوراً كبيراً في قدرة الصين على إبراز قوتها العالمية.

وتتميز ناقلة الطائرات الثالثة بكونها أكبر حجماً وأكثر تطوراً تكنولوجياً من الناقلة الثانية "شاندونغ"، وفق ما ورد في التقرير نقلاً عن صحيفة "جلوبال تايمز" المدعومة من الحكومة الصينية.

وتشبه الناقلة الجديدة التي تم بناؤها محلياً، حاملات الطائرات الأميركية من فئة "فورد"، من حيث التصميم والحجم، مع اعتمادها على نظام "الإقلاع الكهرومغناطيسي"، الذي يوفر للطائرات قوة إطلاق أسرع من تلك المتوفرة للناقلتين السابقتين.

وعلى الرغم من غلبة ميزان القوة لصالح الولايات المتحدة الأميركية التي تمتلك 11 ناقلة طائرات، إلا أن امتلاك الصين لناقلة طائرات ثالثة يعزز قدرتها خارج المحيط الهادئ الذي تطل عليه.

كذلك يستبعد التقرير أن تكون ناقلة الطائرات الصينية الجديدة، ذات تأثير يذكر في أي صراع بين القوى العظمى، طالما أن الصين ما تزال غير قادرة على تحقيق تفوق جوي يدعمها، ومع ذلك، فإن هذه الناقلة ستمكن بكين من توسيع نفوذها في مناطق مثل أفريقيا والشرق الأوسط.

سوريا وإحياء طريق الحرير

كانت الصين قد أعلنت عام 2013 عن مبادرة "الحزام والطريق"، وهو إحياء لطريق الحرير التاريخي، ويهدف إلى ربط الصين بأكثر من 70 دولة، عن طريق استثمارات تبلغ تريليون دولار، لتطوير البنى التحتية للممرات الاقتصادية العالمية، على الشكل التالي:

  • إنشاء حزام بري من سكك الحديد والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا
  • تطوير طريق بحري يسمح للصين بالوصول إلى أفريقيا وأوروبا

وعلى الرغم من أن الاستثمارات الصينية في هذا المجال تمتد إلى العديد من الدول العربية والإفريقية بمبالغ هائلة لا تقارن باستثماراتها في سوريا، إلا أن مؤشرات كثيرة توحي بأهمية سوريا الخاصة بالنسبة لبكين، فمن أصل 16 مرة استخدمت فيها الصين حق الفيتو في مجلس الأمن، كان 11 منها لحماية النظام السوري.

استراتيجية سلسلة اللآلئ

"إننا بحاجة إلى الإبحار أكثر إلى مياه غير مألوفة، ومواجهة ظروف جوية وبحرية أكثر تعقيدا في مهام معقدة، وأن يكون لدينا مزيد من القوات المرافقة". بهذه الكلمات التي نقلتها صحيفة "غلوبال تايمز" يعبر خبير عسكري صيني، عن واحدة من أكثر المشكلات التي تؤرق الصين، وهي الخلاص من الهيمنة الأميركية على طرقها البحرية.

فالأساطيل البحرية الأميركية تشرف على خطوط الملاحة البحرية في أرجاء العالم، بما في ذلك المسارات التي تعبر منها السفن الصينية، لا سيما ناقلات النفط والغاز، وهو ما يشكل قلقا للصين حول ديمومة مصادر طاقتها.

وهذا ما دفع بالصين لتبني استراتيجية "سلسلة اللآلئ"، وهي عبارة عن سلسلة الموانئ والقواعد العسكرية البحرية، التي تنشئها أو تديرها بكين كلياً أو جزئياً، وتمتد من الشرق الأوسط إلى جنوب الصين، بحسب تقرير داخلي لوزارة الدفاع الأميركية، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" أجزاء منه عام 2005.

وبحسب التقرير فإن بكين تسعى لنشر قواعدها على طول الممرات البحرية في الشرق الأوسط، لأسباب عدة أهمها:

الموانئ السورية

تلعب الموانئ السورية دوراً استراتيجياً هاماً في هذا الصراع بين القوى العظمى، إذ تشكل مدخلاً للصين إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وكان السفير الروسي في دمشق، تشي تشيانجين، قد عبر صراحة عام 2019، عن أهمية تطوير السكك الحديدية والموانئ السورية.

ويًشكل النظام السوري المتورط في حرب ضد شعبه، فرصة ممتازة للصين، للتسلل إلى البلاد عبر تلبية احتياجات النظام المتزايدة، من تمويل وتبرعات وإعادة إعمار وسواها، ما يوفر لها ممراً نحو الساحل السوري المطل على أوروبا، الحليفة الرئيسية لأميركا.

وتلتقي مصالح الصين، التي رأت في تحول الولايات المتحدة الأميركية قبل نحو عقد من الآن نحو الجانب الآسيوي من المحيط الهادئ، منافسة لها، مع مصالح روسيا وإيران اللتين سارعتا لملء الفراغ الإقليمي الذي خلفه التحول الأميركي، بحسب بحث لمجلة "آراء"، المتخصصة بالقضايا الاستراتيجية.

تتقاطع مصالح الدول الثلاث في سوريا، وعلى سواحلها تحديداً، ومع نظام تتركز أهميته في استعداده لتأمين خدمات سياسية وعسكرية واستراتيجية لكل من يدفع أكثر، أو يملك القوة الكافية لإخضاعه.