icon
التغطية الحية

ناشطون سوريون في مجلس الأمن يطالبون بمحاسبة نظام الأسد وحماية السوريين من جرائمه

2021.11.30 | 15:25 دمشق

11111111111112454.jpg
أكدت الصحافية وعد الخطيب على أنه لا يشرفني أن أكون هنا اليوم ما دمتم ترفضون التصرف تجاه انتهاكات الأسد
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة لمناقشة ملف جرائم الحرب في سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات، حيث شارك ناشطون سوريون في الجلسة، وطالبوا بمحاسبة نظام الأسد وحماية السوريين من جرائمه.

وجرت الجلسة تحت صيغة خاصة تدعى "آريا"، وهي جلسة تعقد عادة للاستماع إلى آراء الأفراد والمنظمات في الأمور التي تدخل في اختصاص مجلس الأمن، وهي صيغة تسمح أيضاً بتجاوز بعض أعضاء المجلس من حق التعطيل عبر استخدام "الفيتو".

وعقدت الجلسة اليوم الثلاثاء، برعاية مباشرة من إستونيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، ومشاركة كندا، وألمانيا، وجورجيا، وليشتينستن، وهولندا، وقطر، والسويد، وتركيا.

وأدلى ممثلو تلك الدول بكلمات في الجلسة الأولى، ثم ممثلو أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين أيرلندا، والمكسيك، والنرويج، والهند في الجلسة الثانية، بكلمات مماثلة، وكذلك ممثلو ألبانيا، وسويسرا، وأستراليا، ومالطا، وإيطاليا، ولوكسمبورغ، وسلوفاكيا، وأوكرانيا، والدنمارك والاتحاد الأوروبي.

وفي الجلسة الافتتاحية، تحدثت رئيسة الآلية الدولية المحايدة والمستقلة، كاثرين مارشي أويل، وأستاذ قانون الجرائم والقانون الدولي، البروفسور كلاوس كريس، ثم كل من اللاجئ السوري والمعتقل السابق وناشط في حقوق الإنسان، عمر الشغري، والصحفية والمخرجة السينمائية السورية، وعد الخطيب، والمحامي والناشط السوري، إبراهيم العلبي.

 

وعد الخطيب: لا يشرفني أن أكون هنا

وبدأت الصحفية والمخرجة وعد الخطيب حديثها مخاطبة مجلس الأمن بالقول إنه "من المفترض أن أبدأ حديثي معكم بأن أقول لكم إني أتشرف بأن أكون هنا، لكن لا يمكنني أن أقول ذلك، من أجل الشعب السوري"، مضيفة أن "سوريا ليست بخير ما دام الأسد يحكمها، وأنتم ترفضون الاعتراف بذلك، وترفضون التصرف تجاه انتهاكات الأسد".

وأضافت الخطيب أنه "إذا كنتم تعتقدون أنني غاضبة، فأنتم على حق بالتأكيد، لقد خذلتمونا، والآن يناقش البعض منكم إعادة العلاقات مع نظام الأسد والتطبيع معه".

وأكدت الصحفية السورية على أن يجب العمل على تحميل روسيا المسؤولية عن استهدافها للمستشفيات والمنشآت المدنية، مطالبة المجتمع الدولي بتكثيف جهوده لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب التي يعيشها السوريون منذ أكثر من عشر سنوات.

وأشارت الخطيب إلى أنه "ذات يوم سيعود السوريون إلى الشارع، ومسؤوليتنا أن نتأكد من أنهم لن يواجهوا مرة أخرى جرائم الحرب"، موجهة رسائل إلى المجلس "ما هي الرسائل التي ترسلونها إلينا إذا استمر الإفلات من العقاب؟ هل لا بأس من قتل الناس؟ وقتل الأطفال؟ وتدمير المستشفيات؟ ما هو الإرث الذي ينبغي أن تتركوه إذا لم تحاسبوا مرتكبي الجرائم؟".

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Afraa Hashem (@hashemafraa)

 

عمر الشغري: الأدلة ضد الأسد أكثر من النازيين

من جانبه، قال الناشط عمر الشغري إنه "أثناء احتجازي في الفرع 215، تم تكليفي بمهمة ترقيم الجثث، وخلال فترة الاعتقال كان هناك شهر مختلف، تعذيب أقل وجثث أقل وطعام أكثر، أدركت لاحقاً أن ذلك كان بسبب نشر صور قيصر، كان الحراس خائفين".

وأضاف الشغري أنه "لدينا اليوم أدلة ضد الأسد أكثر من الأدلة ضد النازيين"، مضيفاً أن "الأشخاص الذين صورهم قيصر ذهبوا جميعاً، لقد فات الأوان لإنقاذهم، لكن هناك ملايين كثر لا يزال من الممكن حمايتهم"، مؤكداً على أن "هذا ما أطلبه منكم".

 

إبراهيم علبي: سوريا ليست ساحة حرب بل مسرح للجريمة الأسدية

قال المحامي السوري إبراهيم علبي العضو في رابطة محامي كرنيكا 37: قبل انضمامي إلى رابطة محامي كرنيكا 37، لم أتوقع أبدا أني سأشهد بعيني ظلم الجمعية التاريخية الذي قرأت عنه في الكتب.. اليوم هنالك فرصة لمحاسبة مرتكبي الجرائم في سوريا".

وأضاف علبي في كلمته: "نحن في الحاضر حضرة الرئيس وهذا الحاضر يعتمد على ما سيقوم به العالم اليوم وأعني الدول والأفراد الحاضرون معنا اليوم.. في الماضي ربما كان هنالك عذر بعدم التحرك لعدم وجود أدلة وتفاصيل، لكنها الآن كثيرة، خاصة في تقرير لجنة التحقيق المستقلة الأخير المكون من 1270 صفحة ويحتوي على آلاف المقابلات، ناهيكم عن تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.. الأدلة تدل أن النظام الأسد هو الجاني الرئيسي".

 

 

وأشار علبي إلى أن الأسد بارتكابه لهذه الجرائم "فهو يوجه رسالة مفادها أنه يرتكب دون عقاب وهكذا أصبح الموت في سوريا أمرا لا مفر منه".
وتابع: "سوريا ليست منطقة حرب بل إنها ساحة جريمة، وفي حين أن الحروب قد تنتهي فإن الجرائم تستمر ..مع معرفة مسرح الجريمة والدليل والجناة، لماذا لم يعمل هذا المجلس؟"

مجلس الأمن: الاستجابة قاصرة مقارنة بالفظائع المرتكبة

وقال رئيس الجلسة التي عُقدت في مجلس الأمن إنه "يأمل في التعامل مع المؤسسات المعنية لتعبئة الفراغ في المحاسبة، والقيام بدوره لجلب العدالة عن الجرائم الجدية التي حصلت في سوريا"، مضيفاً أنه "على الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها الأمم المتحدة وبعض الدول وفاعلون آخرون لمتابعة ما يجري في سوريا، إلا أن الاستجابة كانت قاصرة مقارنة بالفظائع المرتكبة".

ورحبت "فرقة عمل الطوارئ السورية"، التي أسهمت في تنظيم الجلسة، بما قالت إنه "جهود أعضاء مجلس الأمن الدولي حول الحاجة إلى القيام بعمل، بعد سنوات من الصمت على الجرائم الوحشية لنظام الأسد وحلفائه في سوريا"، مشيرة إلى أن هذه الجلسة "تعكس أهمية المحاسبة لمنع حصول جرائم وتجاوزات مماثلة، وتقديم العدالة للضحايا وعائلاتهم وللمتضررين".

 

 

وأكدت فرقة العمل على أن نظام الأسد مسؤول عن 90 % من الجرائم التي جرت في سوريا خلال العقد الماضي، وهي أكثر الجرائم قسوة في القرن الـ21، معتبرة أن هذه الجلسة هي "فرصة لاتخاذ إجراءات لمنع القيام بمزيد من جرائم الحرب والالتزام بالقانون الدولي، والحاجة إلى قيام المزيد من الدول بجهود لمحاسبة المتورطين بتلك الجرائم في المستقبل".

وشددت كلمات مندوبي وممثلي الدول المشاركة في الجلسة على المطالبة بالمحاسبة لمجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية، وضمان العدالة للسوريين، مؤكدين على أن هذه المسؤولية هي "مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي، من أجل سوريا مستقرة ومسالمة".