icon
التغطية الحية

ناجٍ من كارثة المركب لتلفزيون سوريا: حُبسنا في مخيم يشبه سجن أبو غريب

2023.06.17 | 15:21 دمشق

ناجٍ من كارثة المركب لتلفزيون سوريا: حُبسنا في مخيم يشبه سجن أبو غريب
ناجٍ من كارثة المركب لتلفزيون سوريا: حُبسنا في مخيم يشبه سجن أبو غريب
+A
حجم الخط
-A

"ياريتنا متنا بالبحر ولا وصلنا لهاد الكامب (المخيم). بيشبه سجن أبو غريب"، هكذا أجاب أحد الناجين من كارثة المركب عن سؤال: كيف حالك اليوم؟

سامي (مستعار) هو واحد من بين 104 أشخاص كُتبت لهم النجاة بعد غرق مركبهم، الذي انطلق من ليبيا وتاه أياماً في البحر، قبالة السواحل اليونانية وعلى متنه نحو 750 شخصاً.

هذه المادة تروي تفاصيل عن اللحظات الأخيرة قبيل غرق المركب، وحال الناجين بعد وضعهم في مخيم مغلق بالعاصمة اليونانية أثينا.

بداية الرحلة ولحظات ما قبل الكارثة

قال سامي، في شهادة لموقع تلفزيون سوريا: "انطلقنا من ليبيا في يوم الجمعة 9 حزيران على متن قارب، مؤلف من 3 طوابق، ولقرابة يوم ونصف بقينا على الطريق الصحيح باتجاه إيطاليا، لكننا تهنا في النهاية".

وأضاف: "يمكن القول إننا درنا في مكاننا لمدة 3 أيام، وخلال هذه المدة نفدت جميع المؤن من مياه وطعام، نفدت تماماً".

وأشار سامي إلى أنه في يوم الثلاثاء 13 حزيران، أرسلت إحدى السيدات التي كانت على متن القارب (توفيت لاحقاً) نداء استغاثة استقبلته سيدة تدعى نوال، وأجابت بأنها ستسعى لإرسال المساعدة بأسرع وقت".

ونوال الصوفي هي ناشطة حقوقية كانت قد نشرت في التاريخ ذاته مقطعاً صوتياً لحديثها مع السيدة عبر حسابها في فيس بوك، ومطالبتها ركاب الزورق بتحديد موقعهم لإرسال فرق الإنقاذ.

وتابع: "في اليوم ذاته، أرسل خفر السواحل اليوناني طائرة مروحية عند الساعة الثالثة عصراً، بعد نحو 7 ساعات من طلب الاستغاثة، وهي الطائرة التي التقطت الصورة المتداولة عبر المنصات للقارب ومن عليه".

صورة للمركب التقطتها طائرة يونانية قبل غرقه (رويترز)
صورة للمركب التقطتها طائرة يونانية قبل غرقه (رويترز)

وأشار سامي إلى أن باخرة تجارية تحمل علمي السويد والولايات المتحدة اقتربت من الزورق، بعد ابتعاد المروحية التي لم تقدم أي مساعدة تذكر، وألقت طروداً من المياه في البحر على مقربة من الزورق، تلا ذلك اقتراب باخرة أخرى "طلبنا من طاقمها إنقاذنا، إلّا أنهم لم يستجيبوا، بل رموا طرود المياه فوق رؤوسنا مباشرة وكادوا يقتلون عدداً من الشبان".

وأكّد سامي أن 6 أشخاص، بينهم القبطان، توفوا خلال الرحلة نتيجة الجوع والعطش، وقبل وصول سفينة الإنقاذ اليونانية التي سحبت القارب وأغرقته.

لحظة وقوع الكارثة

"عند الساعة الثالثة من فجر يوم الأربعاء، وصل خفر السواحل اليوناني عازماً جرّ زورقنا، ربطوه بحبل وسحبوه، مال الزورق وقُطع الحبل، وخلال لحظات وقع 750 شخصاً في الماء وبدؤوا يجاهدون للوصول إلى الجزء العائم من المركب".

وأشار سامي إلى أن العشرات فارقوا الحياة بعد وقت قصير، وخاصة النساء والأطفال الذين كانوا متجمعين في الطابق السفلي من الزورق.

وذكر أن مركب الإنقاذ اليوناني لم يتحرك بعد غرق الزورق، من كان لديه القدرة على السباحة توجّه إلى مركب الإنقاذ، ومن لم يستطع العوم مات: "أنقذوا من استطاع الوصول إلى القارب ونقلونا إلى جزيرة كيثيرا حيث بقينا 3 أيام ونُقلنا بعدها إلى كامب في أثينا".

"كامب أبو غريب"

وصف سامي المخيم الذي احتجزت فيه السلطات اليونانية الناجين في أثينا بـ "كامب أبو غريب"، تشبيهاً بسجن أبو غريب سيئ السمعة.

وقال: "المخيم مغلق، حرس وأسلاك شائكة، لم ينظر إلينا أحد. خرجنا من البحر ربي كما خلقتني، طالبنا بملابس لكن أحداً لم يستجب"، مشيراً إلى أنه طلب علاجاً لضيق الصدر والسعال الذي أصابه من جراء ابتلاع مياه البحر المالحة، لكن المسؤولين لم ينظروا إلى حالته.

وتضغط السلطات اليونانية على الناجين، بحسب سامي، لأخذ بصماتهم لتقديم طلب لجوء، وهو ما يرفضه الشبان: "وضعونا أمام خيارين، إما البصمة وإما الطرد، ولا نعرف حتى الآن إلى أين يمكن أن نُطرد".

وطالب سامي في نهاية حديثه الأمم المتحدة والهيئات المسؤولة بالنظر في حالهم ونقلهم إلى ألمانيا التي قال إنه كان متوجّهاً إليها.

يحمل 114 سورياً

وقالت وكالة "فرانس برس"، يوم السبت، إن 114 سورياً على الأقل كانوا على متن القارب الغارق.

ونقلت الوكالة عن ناشطين في "مكتب توثيق شهداء درعا" قولهم إن 106 أشخاص من بين السوريين ينحدرون من جنوبي سوريا، ومعظمهم من محافظة درعا.

وكانت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل المعروفة باسم "فرونتكس" قد ذكرت، في تقرير يوم الجمعة، أن عدد طالبي اللجوء الذين يعبرون وسط البحر الأبيض المتوسط ​​للوصول إلى الاتحاد الأوروبي قد تضاعف خلال عام 2023، حتى بات طريقاً رئيسياً لهم.

وقالت آنذاك إنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، اكتُشف 102 ألف معبر غير قانوني على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهذا يمثل زيادة قدرها 12 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

وأضافت أنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، سجلت دول الاتحاد الأوروبي أكثر من 50300 دخول طالب لجوء عبر البحر المتوسط، مشيرةً إلى أنه "أعلى رقم مسجل منذ عام 2017".