icon
التغطية الحية

مُهجّر سوري في ليبيا: المهربون وخفر السواحل والجميع.. كلهم يتاجرون بنا

2021.08.27 | 14:42 دمشق

مُهجّر سوري في ليبيا: المهربون وخفر السواحل والجميع.. كلهم يتاجرون بنا
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

"الجميع شركاء.. الجميع يتاجرون بالمهاجرين، المهربون وخفر السواحل والجميع.."، بهذه العبارات وصف "خالد" أحد المهجّرين السوريين في ليبيا، تجربته مع رحلة الهجرة التي نفّذها في منتصف حزيران الماضي.

ويروي الشاب خالد لـ موقع  "مهاجر نيوز" كيف وقع ضحية المهربين ومراكز الاحتجاز، وتفاصيل مختصرة عن قصته منذ لحظة وصوله إلى ليبيا حتى هذه اللحظة، مشددًا على ضرورة أن "يلتفت العالم لمعاناة المهاجرين هناك".

ووفق موقع "المهاجر نيوز"، وصل خالد إلى ليبيا قادمًا من بيروت أواخر شهر أيار. وكان الأمل يحذوه للهجرة والوصول إلى بر الأمان الأوروبي، لكنه لم يكن مدركاً الكثير من التفاصيل المرعبة التي عاشها من سبقه، فاكتشف بنفسه واقعًا مؤلمًا.

يقول خالد: بعد الاتفاق مع المهرب وعند وصولنا إلى موقع انطلاق الرحلة من مدينة (الزاوية)، تفاجأنا بعدد كبير من المسلحين هناك. كانوا عدائين جدًا، وكانوا يهددون المهاجرين بالسلاح طوال الوقت. طلبوا الأموال منا، مع أننا كنا قد دفعنا مسبقًا للمهرب. أخذوا كل ما كان معنا، ومن لم يستطع الدفع تركوه في الشاطئ، لا أعرف مصيرهم.

"فجأة انقلب سكون البحر إلى فوضى وصراخ وشتائم"

يضيف خالد: انطلقنا بالرحلة، أطفالًا ونساءً ورجالًا، جميعنا في مواجهة أمواج المتوسط. لم أكن متأكدًا من وجهة القارب، لكني كنت أصلي مع نفسي وأحاول أن أهدئ من مخاوفي. 17 ساعة من الإبحار المتواصل، تحيط بنا زرقة المياه من كل الجوانب. فجأة انقلب سكون البحر إلى فوضى وصراخ وشتائم، لحق بنا زورق تابع لخفر السواحل من مدينة الزاوية.

ويتابع: بعد جولة من الفوضى والإبحار بمحاذاة قاربنا لإجبارنا على التوقف، نزل أحد عناصر الدورية إلى زورقنا، كان يحمل مطرقة بيده، في حين كان زملاؤه يصوبون الأسلحة نحونا ويوجهون لنا الشتائم. قام العنصر بإحداث عدة ثقوب في بدن القارب لإجبارنا على مغادرته والصعود إلى زورقهم، وهنا قصة أخرى".

لم يتوقف خفر السواحل عن السباب والشتائم والضرب منذ لحظة صعودنا زورقهم إلى أن وصلنا إلى زوارة. أحسست بعجز رهيب وظلم كبير، لم أكن معتادًا على هذا الكم من السباب والضرب، لم أتقبل ذلك من أحد في حياتي، لكني الآن تحت رحمة مسلحين لا أعرف نواياهم وماذا من الممكن أن يقوموا به.

"كنا نموت ببطء"

لحظة نزولنا الميناء، سلمونا لمجموعة مسلحة أخرى. المعاملة نفسها والظروف نفسها إلى أن وصلنا إلى مديرية أمن زوارة، حيث أخذوا منا كل ما نملك.

هناك تمكنت من الهرب مع مجموعة أخرى، بدأنا بالركض على أمل أن نكون متجهين إلى المخرج. بعد قليل صادفنا سائق سيارة، توقف وعرض علينا المساعدة مقابل 100 دولار عن كل شخص. على مضض وافقنا دون مناقشته بالوجهة، كان همنا الوحيد مغادرة المنطقة. فجأة، وجدنا أنفسنا أمام مبنى جديد، أخرجنا السائق بالقوة -اتضح لاحقًا أنه شرطي-، وسلمنا لمجموعة أخرى تعمل مع أحد المهربين. بالقوة، أجبرونا على الدخول والاتفاق مع المهرب على دفع مبلغ 600 دولار عن كل شخص من أجل أن يرتب لنا رحلة جديدة.

وضعنا المهرب في إحدى الشقق في المدينة، كنا أكثر من 60 شخصًا، معظمنا سوريون. لكن في اليوم التالي، جاءت الشرطة واقتحمت الشقة، اقتادونا جميعا إلى سجن زوارة. أمضيت هناك نحو أسبوعين، رأيت خلالهما الويل. رأيت التعذيب والضرب والتهديد بالاغتصاب، للرجال، والابتزاز والجوع والعطش. كانوا يعطوننا وجبة واحدة في اليوم، خبز ومعكرونة، وكان ممنوع على أي منا الاعتراض. المياه لم تكن متوافرة، كنا نضطر للشرب من مياه الحمام. كنا نحو 50 شخصاً في عنبر قد يتسع بأقصى طاقته إلى 20.

سرعان ما انتشرت الأمراض الجلدية والتنفسية بيننا، كنا نموت ببطء. تواصلت مع أهلي من خلال هاتف أحد المهربين، حولوا لي مبلغ 520 دولاراً أمريكياً، دفعته من أجل إطلاق سراحي.

الآن أنا في طرابلس، صراحة لا خطط لدي وأعيش يوما بيوم، لكنني متأكد من أنني لا أريد الحياة هنا، التمييز الذي نتعرض له هنا كسوريين هائل، فضلا عن أنني لن أتمكن من تحصيل مستقبل حقيقي. أريد أن أعاود الكرة من جديد وتجربة حظي، لكن لا أعلم متى. كل ما أريده الآن هو أن يلتفت العالم إلى معاناتنا كمهاجرين في ليبيا، أرجوكم أنقذوا المهاجرين المحتجزين في السجون الليبية.