icon
التغطية الحية

من يمثل السوريين في مصر؟

2019.01.14 | 13:01 دمشق

الصورة (إنترنت)
تلفزيون سوريا - فراس حاج يحيى - مصر
+A
حجم الخط
-A

مع دخول اللجوء السوري عامه السابع ربما أصبح من الطبيعي أن يشكل السوريون في بلدان إقامتهم روابط أو جاليات تعنى بأمورهم اليومية، وتكون ناطقة باسمهم وتنقل همومهم ومشكلاتهم لحكومات الدول التي يعيشون فيها بغية حلها، ومن هذه الدول مصر التي يزيد عدد السوريين فيها عن نصف مليون.

 

الجهات التي تمثل السوريين في مصر

قبل انطلاق الثورة السورية كان هناك جالية سورية تتبع  للسفارة السورية انضم معظم أعضائها للثورة، وهو ما تسبب بوقف نشاطها الرسمي، وفي عام 2013 تم الدعوة لإنشاء جالية جديدة في فندق هيلتون رمسيس بالقاهرة، وحضره معظم الناشطين السوريين في مصر كما حضره رئيس مفوضية اللاجئين في مصر حينذاك السفير محمد الدايري وممثل عن الخارجية المصرية والأزهر الشريف، وانتخب الحضور مجلس جالية، ولكن لم يكتب لها النجاح وبخاصة بعد عودة رئيسها باسل كويفي إلى دمشق وعمل تسوية مع النظام السوري، وتابعت عملها برعاية من المنظمة العربية لحقوق الإنسان تحت مسمى رابطة الجالية السورية في مصر وترأسها المهندس راسم الأتاسي وقدمت خدمات  عديدة منها تعليمية للسوريين في مصر.

ولكن بعد صعوبات ترخيصها توقف العمل بها نهائياً بعام 2018 وتبدل اسمها إلى فريق دعم السوريين في مصر، كما أسس في نهاية عام 2016 التجمع الخدمي السوري والذي يضم معظم المؤسسات السورية  المرخصة في مصر  وينسق الجهود والفعاليات والخدمات بين هذه المؤسسات ولا يتبع لأية جهة سياسية.

وحالياً يوجد في القاهرة مقر للائتلاف الوطني السوري ومقر لتيار الغد السوري المعارض ومقر لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة ومقر لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بالإضافة الى منصة القاهرة للمعارضة السورية، وهذه الكيانات تعمل بالجانب السياسي دون الجانب الخدمي للسوريين في مصر باستثناء الائتلاف الذي يوجد فيه مكتب للجنة الحج السورية ويقدم خدمات محددة للسوريين في مصر بإمكانات محدودة ويغيب التنسيق بشكل كامل بين هذه الكيانات المتعددة مما أضعف دورها بأوساط السوريين في مصر.

 

الإعلان عن تأسيس الجالية السورية في مصر

على الجانب الآخر توجد قنصلية النظام في القاهرة والتي يعمل تحت رعايتها مجلس رجال الأعمال السوري في مصر برئاسة رجل الأعمال خلدون الموقع، وانبثق عنه رابطة السوريين في المغترب والتي يرأسها رجل الأعمال الشهير باسل سماقية وتضم بعضويتها  150 رجل أعمال سوري في مصر، وقد نشرت مؤخراً شخصيات سورية محسوبة على هذه الرابطة منشورات على صفحات ومجموعات السوريين في مصر حول تأسيس الجالية السورية في مصر بموافقة الحكومة المصرية، وتحت غطاء سفارة النظام في القاهرة والتي كما كتبوا بمنشوراتهم ستقدم مساعدات إغاثية وطبية وقانونية للسوريين في مصر.

وقد تم نشر أرقام وأسماء أشخاص بهذه الجالية للتواصل معهم، وقد أكد أحد المصادر لموقع تلفزيون سوريا أنها ستباشر عملها في الأشهر القليلة القادمة بهدف أن تكون الممثل الوحيد للسوريين في مصر، والناطق باسمهم في خطوة ربما تهدف إلى السيطرة على الشارع السوري في مصر، وحصر كل ما يخصهم بهذه الجالية وبحسب ذات المصدر فإن رجال الأعمال قد تبرعوا لهذه الجالية بمبلغ خمسة ملايين جنيه مصري لمباشرة أعمالها.

موقع تلفزيون سوريا التقى بعدد من السوريين المقيمين في مصر لاستطلاع أرائهم حول هذه الجالية وقال أحد هم ويدعى مازن " إن الجالية تتبع للسفارة يعني أنها تابعة لنظام الأسد الذي هجّرنا، وهذا وحده كفيل بأن لا نثق فيها، ولا بالعاملين بها، وهؤلاء يريدون الدخول بحجة تقديم مساعدات ومن خلالها نخشى جمع معلومات وبيانات عنا وتقدمها بعدها للنظام السوري".
أما الدكتور أكثم فقد كان له رأي مختلف حيث اعتبر تبعية الجالية للسفارة لا يعيبها، وتابع "الجالية مكونة من رجال أعمال، ومرخصة من الحكومة المصرية وستكون قادرة على تمثيلنا، وحل مشاكلنا في الإقامة والتأِشيرات وتقديم المساعدات للأسر المحتاجة، فالمؤسسون لديهم الملاءة والقدرات المادية وفيها شخصيات وطنية غير محسوبة على أحد ".

وأمام هذا الاختلاف في الآراء يبقى الثابت أن نظام الأسد بدأ العمل للسيطرة على الجاليات السورية في دول اللجوء والاغتراب، وذلك لحصر تمثيل ومطالب السوريين وربما يذهب أبعد من ذلك للتحكم بقرار هذه الجاليات وتوجيهها مع ما يشاع عن نية الأمم المتحدة مستقبلاً  في إشراك السوريين ببلدان اللجوء بأية انتخابات أو استفتاء قد يحصل حول مستقبل سوريا وتأسيس دستور جديد للبلاد.