icon
التغطية الحية

من وراء مقتل الشيخ أحمد شعيب الرفاعي في لبنان؟

2023.02.26 | 16:45 دمشق

لبنان
الشيخ أحمد الرفاعي (تويتر)
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

بعد 5 أيام من اختفائه، عثرت قوات الأمن اللبنانية فجر اليوم الأحد على جثة الشيخ أحمد شعيب الرفاعي مدفونة في محافظة عكار شمالي البلاد، في حين أقرّ اثنان من أقاربه بقتله على خلفية "خلافات" عائلية.

وكانت قضية اختفاء الشيخ الرفاعي قد أرخت بثقلها على بلدة "القرقف" العكارية، وعلى كامل محافظتي عكار والشمال بلبنان، وتحولت إلى قضية رأي عام بالنّظر إلى الاهتمام الذي حظيت به، وحملت الكثير من التداعيات السياسية والأمنية.

ينحدر الرفاعي من بلدة القرقف، وهو إمام وخطيب مسجد أحمد الرفاعي الكبير بالبلدة، ومعروف بمواقفه المناهضة لإيران وحليفتها ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، ومناصرته الثورة السورية منذ اندلاعها.

وبحسب صحيفة "النهار" اللبنانية، فقد كشفت التحقيقات الأمنية المحاطة بسرية كاملة، ملابسات وخلفيات عملية استدراج الرفاعي واختطافه ومن ثم قتله، واعتراف الموقوفين الذين حامت حولهم الشبهات، وهم 3 أشخاص من آل الرفاعي، أقرباء الشيخ الضحية، وآخر (م. م) من طرابلس متهم بالاشتراك في هذه الجريمة، بسبب ما وصفه الجناة بـ "خلافات بلدية وعقارية" لم يحددوا ماهيتها.

وبعد تحديد مكان دفن جثة الشيخ الرفاعي في منطقة "القيطع الميتة" بعكار تم استقدام جرافة للحفر في المكان لاستخراجها. وقالت إن "القوى الأمنية سحبت الجثة من مكان دفنها على عمق 3 أمتار، في حين نقلتها فرق الإسعاف من المكان إلى المستشفى الحكومي".

خيوط الكشف عن الجريمة

ووفق وسائل إعلام لبنانية، أسهمت متابعة كاميرات المراقبة المنتشرة على كل الطرقات التي سلكها الشيخ منذ لحظة خروجه من المنزل إلى حين اختطافه وسيارته من خلف الجامعة العربية في طرابلس، في العثور على سيارته لاحقاً في منطقة الهيكلية في قضاء الكورة.

كما تتبعت الأجهزة الأمنية الاتصالات التي أجراها الأشخاص المشتبه بهم، وحركة تنقل هاتف الضحية طوال هذه الفترة ولغاية فقدان الاتصال معه.

إلى ذلك، تضمنت المعطيات الأمنية العثور على قناع وقفازات يد، عليها آثار دماء خلف الجامعة العربية حيث تمت عملية الخطف وعرف مصدرها، والحديث عن سيارتين ذات دفع رباعي ومسلحين ملثمين نفذوا العملية، وفق ما أدلى به شاهد عيان.

ومع اكتمال كل هذه المعطيات نفذت قوة من شعبة المعلومات ومخابرات الجيش اللبناني سلسلة مداهمات أبرزها لمنزل رئيس بلدية القرقف، ليلة الجمعة- السبت، وجرى توقيفه بالإضافة إلى ابنه (م. ر) وابن شقيقه (ع. ر)، ومن ثم أوقف نجل رئيس البلدية الثاني (ع. ر). وبعد نقل الجميع للتحقيق، أفرج عن رئيس البلدية قبل أن يتم توقيفه مجدداً صباح أمس السبت.

وفي اعترافات المشتبه بهم، تبيّن أن اثنين منهم أقدما على قتل الشيخ أحمد، وأدلوا باعترافات عن مكان رمي جثة الضحية.

المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بلبنان، أصدرت بدورها بياناً فنّدت فيه معطيات الحادثة وما صاحبها من حالة توتر واحتقان في الشارع اللبناني، خاصة وأن غالبية أصابع الاتهام كانت موجهة لميليشيا "حزب الله".

وقالت المديرية: "على إثر قيام أشخاص مجهولين باختطاف الشيخ أحمد الرفاعي في مدينة طرابلس، واقتياده مع سيارته إلى جهة مجهولة، وفي ضوء الظروف التي تعيشها البلاد من أزمات وتوترات، كان لهذا العمل أثر سلبي كبير أثار الذعر بين المواطنين، خاصةً بعد أن بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بتناقل الخبر في إطار طائفي وتحريضي وتوجيه اتهامات إلى أطراف سياسية وأجهزة أمنية، ما زاد التشنج العام في البلاد".

وأضاف: "أُعطيت التوجيهات لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي للقيام بالتحقيقات الفورية بهدف بيان ملابسات الحادث وتوقيف الفاعلين".

وأوضحت المديرية في بيانها أنه بنتيجة المتابعة الميدانية والتقنية "تمكنت شعبة المعلومات خلال الـ48 ساعة الماضية من العثور على سيارة المخطوف ومصادرة إحدى السيارات المستعملة في عملية الخطف وتحديد هوية الخاطفين وتوقيف أربعة أشخاص ثلاثة منهم من أقارب المخطوف، حيث اعترف اثنان من أقاربه بتنفيذ عملية الخطف على خلفية وجود خلافات قديمة بين الطرفين بالاشتراك مع آخرين، قاموا بعدها بقتل المخطوف ورميه في إحدى مناطق الشمال".

مطالبة للإسراع في كشف تفاصيل الجريمة

وعقب العثور على الجثة، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن "خطف الشيخ أحمد شعيب الرفاعي وقتله حادث مفجع ومؤلم وجريمة مروعة، وهذا أمر محرم شرعا ولا يمت إلى القيم الأخلاقية والإنسانية".

ودعا دريان عبر بيان، أجهزة الدولة الأمنية والقضائية إلى "الإسراع في إنهاء التحقيقات وكشف ملابسات مقتله ومعاقبة المجرم وإنزال القصاص العادل بحق الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء".