icon
التغطية الحية

من هي الشخصيات المقربة لبوتين التي تقوم بإدارة الحرب في أوكرانيا؟

2022.03.04 | 15:08 دمشق

الرئيس بوتين في اجتماع لمجلس الأمن الروسي بحضور 30 عضو من أعضائه
الرئيس بوتين في اجتماع لمجلس الأمن الروسي بحضور 30 عضو من أعضائه
بي بي سي - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

لم يكن بوتين أكثر عزلة مما هو عليه  اليوم، خاصة بعد  ظهوره في آخر مرتين برفقة الدائرة المقربة منه، حيث جلس على مسافة بعيدة فصلته عن أقرب مستشاريه.

وبوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة، لذا فإن مسؤولية غزو أوكرانيا تقع على عاتقه، لكنه اعتمد دوماً على بطانة مخلصة له أشد الإخلاص، معظمهم بدأ عمله في هذا السلك ضمن جهاز الأمن الروسي، إلا أن السؤال الآن هو: لمن أعطى بوتين أذنه خلال تلك اللحظة المصيرية من رئاسته؟

سيرغي شويغو: وزير الدفاع

الدفاع الروسية": نتعاون مع أمريكا في سوريا والعمل مع تركيا "صعب لكنه فعال"  - عنب بلدي

إن أعطى بوتين أذنه لأحد، فلا بد أن يكون قد أعطاها لسيرغي شويغو الذي أخلص له على الدوام، وكرر ما قاله حول نزع سلاح أوكرانيا وحماية روسيا من التهديد العسكري الغربي المزعوم.

يخرج شويغو عادة في رحلات للصيد والقنص في سيبيريا برفقة الرئيس، ولهذا اعتبره كثيرون في السابق من أهم المرشحين لخلافته.

ولكن عندما ننظر إلى الصورة الغريبة التي يظهر فيها شويغو محرجاً وهو جالس في آخر الطاولة التي جلس إليها بوتين، وبجانبه قائد القوات المسلحة، عندها لا بد لنا أن نتساءل كيف يمكنه أن يصل إلى أذن بوتين أصلاً!

Russian President Vladimir Putin attends a meeting with Defence Minister Sergei Shoigu and Chief of the General Staff of Russian Armed Forces Valery Gerasimov in Moscow, Russia February 27, 2022

صورة تظهر سيرغي شويغو في آخر الطاولة وبوتين في أولها

التقطت تلك الصورة بعد مرور ثلاثة أيام على الحملة العسكرية التي قوبلت بمقاومة أوكرانية لم تتوقعها روسيا، مما أضعف الروح المعنوية لدى جيشها.

تحدثنا عن ذلك فيرا ميرونوفا وهي مختصة بالنزاعات المسلحة فتقول: "كان من المفترض أن يذهب شويغو إلى كييف، بما أنه وزير للدفاع، لذا من المفترض أن ينتصر في تلك الحرب".

ينسب لشويغو الفضل في الاستيلاء على القرم عسكرياً عام 2014، كما أنه مسؤول عن وكالة المخابرات العسكرية الروسية GRU، ومتهم بعمليتي تسميم استخدم فيهما غاز الأعصاب، الأولى الهجوم القاتل الذي وقع في سالزبورغ بالمملكة المتحدة عام 2018، والهجوم الذي كاد أن يودي بحياة زعيم المعارضة أليكس نافالني في سيبيريا عام 2020.

تبدو تلك الصورة أسوأ عندما يتم تقريبها، إذ تقول عنها ميرونوفا: "تبدو وكأنها في جنازة".

Russian Defence Minister Sergei Shoigu (R) and Russian General Staff Chief Valery Gerasimov (L) attend a meeting with Russian President, in Moscow, Russia, 27 February 2022

 

قد تبدو الصورة خرقاء، إلا أن الكاتب والخبير في الأمن الروسي أندري سولداتوف يعتقد أن وزير الدفاع ما يزال أقوى صوت يؤثر على الرئيس، حيث يقول: "إن شويغو ليس مسؤولاً عن الجيش فحسب، بل إنه مسؤول أيضاً عن قسم كبير من الأيديولوجية، وذلك لأن الأيديولوجية في روسيا تتصل بالتاريخ بشكل وثيق في معظم الأحيان، وهو يتحكم بتلك السردية التاريخية".

فاليري غيراسيموف: قائد أركان القوات المسلحة الروسية

الجنرال فاليري غيراسيموف : لولا الدعم الروسي لسوريا لانهارت تحت ضربات  الإرهابيين – Vedeng/الصدى

بما أن فاليري قائد الأركان لذا فإن من واجبه غزو أوكرانيا وإتمام تلك العملية بسرعة، وهنا يمكننا القول إن لديه رغبة شديدة في ذلك، إن أخذنا الأمور من هذا المعيار.

فلقد لعب هذا الرجل دوراً أساسياً في الحملات العسكرية التي شنها بوتين منذ أن ترأس الجيش في حرب الشيشان عام 1999، كما أنه كان على خط الجبهة في مجال التخطيط العسكري بالنسبة لأوكرانيا أيضاً، حيث أشرف على التدريبات العسكرية التي جرت في بيلاروسيا خلال الشهر الفائت.

يصف الخبير بالشأن الروسي مارك غاليوتي هذا الرجل بأنه "شخص متجهم يضرب ويوجع بقسوة"، وذلك لأن الجنرال غيراسيموف لعب أيضاً دوراً أساسياً في الحملة العسكرية التي نجحت بضم القرم.

تشير بعض التقارير إلى أن هذا الرجل قد تم تهميشه اليوم بسبب البداية المتعثرة في غزو أوكرانيا وتراجع الروح المعنوية بين صفوف الجنود الروس.

إلا أن أندري سولداتوف يعتقد أن ذلك ليس أكثر من تفكير مبني على رغائب معينة تبديها بعض الأطراف، ولهذا يقول: "لا يمكن لبوتين أن يسيطر على كل الطرق وكل الكتائب، لأن هذا الدور منوط بغيراسيموف"، ويضيف أنه في الوقت الذي قد يتمنى فيه وزير الدفاع أن يرتدي بزة هذا الرجل العسكرية، نجد أن هذا الوزير ليس لديه أي تدريب عسكري، ولهذا لا بد له من الاعتماد على المحترفين في هذا السلك.

نيكولاي باتروشيف: أمين سر مجلس الأمن الروسي

مسؤول أمني روسي رفيع يتوجه إلى إيران غدا للمشاركة في اجتماع حول أفغانستان -  RT Arabic

يقول بين نوبل وهو أستاذ مساعد متخصص في السياسة الروسية لدى جامعة كوليدج بلندن: "باتروشيف هو أكثر محبي الحرب عشقاً للحرب، إذ يعتقد أن الغرب يحاول الإيقاع بروسيا والتخلص منها منذ سنوات".

يعتبر باتروشيف من المخلصين الثلاثة لبوتين الذين لازموه منذ سبعينيات القرن الماضي في سانت بطرسبرغ، عندما كانت لينينغراد هي ثاني أهم مدينة في روسيا.

أما المخلصان الآخران فهما مدير جهاز الأمن ألكساندر بورتنيكوف ورئيس جهاز الاستخبارات الأجنبية سيرغي ناريشكين. هذا وتتميز كل الدائرة المقربة من بوتين بإطاعتها لأوامره، إلا أن هذا الثلاثي يبقى الأقرب إليه.

قلة من لديهم تأثير كتأثير نيكولاي باتروشيف على الرئيس بوتين، وهذا لا يعود فقط لأنهما عملا معاً لدى لجنة أمن الدولة أيام الحقبة الشيوعية، وإنما لأنه أيضاً خلف بوتين في قيادة الأمن الفيدرالي الروسي خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 1999-2008.

حدث خلال اجتماع غريب لمجلس الأمن في روسيا، قبل ثلاثة أيام من غزو أوكرانيا، وطرح فيه باتروشيف وجهة نظره حول "الهدف الثابت" للولايات المتحدة وهو تمزيق روسيا.

كانت تلك الجلسة أشبه بمسرحية استثنائية ظهر فيها الرئيس كمن يقيم محكمة من خلف مكتبه ليتقدم أعضاء فريقه الأمني، الواحد تلو الآخر، نحو المنصة ليعبر عن رأيه حول الاعتراف باستقلال المناطق التي يسيطر عليها الثوار المدعومون من قبل روسيا في أوكرانيا.

في ذلك اليوم، اجتاز نيكولاي باتروشيف ذلك الامتحان، إذ يقول عنه بين نوبل: "إنه الشخص الذي أطلق صيحة المعركة الأولى، وثمة منطق في القول إن بوتين تأثر بموقفه الأشد تطرفاً".

ألكساندر بورتنيكوف: مدير وكالة الأمن الفيدرالي

مدير FSB الروسي الكسندر بورتنيكوف: سيرة ذاتية ، صور

يعتقد مراقبون في الكرملين أن الرئيس يثق بالمعلومات التي تصله من أجهزة الأمن أكثر من أي مصدر آخر، ويعتبر ألكساندر بورتنيكوف جزءاً من البطانة الداخلية لبوتين.

وبما أن هذا الرجل كان عضواً قديماً سابقاً في لجنة أمن الدولة بلينينغراد، لذا فقد تولى قيادة المنظمة التي خلفتها أي وكالة الأمن الفيدرالية الروسية بعدما خرج نيكولاي باتروشيف من منصبه.

من المعروف أن كلا الرجلين مقربان من الرئيس، ولكن كما يقول بين نوبل: "إن الأمر لا يبدو كما نفعل عندما نتحدث بثقة تامة ونقول إنه هو من يصدر الأوامر ومن يتخذ القرارات".

لوكالة الأمن الفيدرالية في روسيا نفوذ كبير على أجهزة حفظ النظام وفرض القوانين الأخرى في البلاد، كما تحتفظ تلك المؤسسة بقوات خاصة بها.

ولذلك يعتقد أندري سولداتوف أن هذا الرجل مهم إلا أن أهميته لم تصل به إلى حد الوقوف في وجه الرئيس الروسي أو تقديم النصح له كما يفعل غيره من الناس.

سيرغي نارشكين: مدير جهاز المخابرات الأجنبية

المخابرات الروسية: الغرب يخطط لحملة ضد روسيا - 19.05.2021, سبوتنيك عربي

بوجود هذا الرجل يكتمل عقد أشباح لينيغراد القدامى، وذلك لأنه بقي يلازم الرئيس طوال مدة طويلة من عمله في هذا السلك.

ولكن كيف لنا أن نرْتقَ ما فعله عندما عبر عن آراء مخالفة لحزبه في أثناء اجتماع مجلس الأمن الروسي؟

عندما سئل عن تقييمه للوضع، ارتبك رئيس الاستخبارات وتلعثم، ليقول له الرئيس في نهاية الأمر: "إن هذه ليست النقطة التي نقوم بمناقشتها".

خضعت تلك الجلسة المطولة للتحرير والحذف والتعديل، أي إنه من الواضح أن الكرملين اتخذ قراره القاضي بإظهار ارتباك هذا الرجل أمام جمهور التلفزيون الغفير.

وعن ذلك يتحدث بين نوبل فيقول: "كان ذلك صادماً، فلقد كان بوتين هادئاً ومستجمعاً لقواه بشكل غريب، لدرجة دفعت الناس للتساؤل: ما الذي يجري هنا؟" أما مارك غاليوتي فقد أحس بالصدمة بسبب تلك الأجواء السامة التي سادت خلال ذلك الاجتماع.

إلا أن أندري سولداتوف يعتقد أن بوتين كان يستمتع بتلك اللحظة بكل بساطة، إذ يقول: "بوتين يعشق لعب تلك الحركات مع الدائرة المقربة منه، ويحب أن يجعل من ناريشكين يبدو كأنه شخص أبله".

بقي سيرغي ناريشكين ملازماً لبوتين كظله منذ مدة طويلة، بدأت في سانت بطرسبرغ في تسعينيات القرن الماضي، وبعدها انتقل لملازمة الرئيس في مكتبه منذ عام 2004، ثم أصبح في نهاية الأمر رئيس البرلمان الروسي، لكنه يترأس أيضاً الجمعية التاريخية الروسية، ولهذا فلقد أثبت برأي سولداتوف أهميته في تقديم الأسس الأيديولوجية التي تبرر أفعال الرئيس.

هذا ولقد أجرى مراسل بي بي سي في موسكو مقابلة مع هذا الرجل خلال العام الماضي أنكر فيها ضلوع روسيا بعمليات تسميم وهجمات إلكترونية أو تدخلها في انتخابات تجري في دول أخرى.

سيرغي لافروف: وزير الخارجية

سيرغي لافروف | شخصيات | الجزيرة نت

ظل هذا الرجل أرفع دبلوماسي روسي طوال 18 عاماً، حيث مثل روسيا أمام لعالم حتى في الوقت الذي لم يكن له فيه دور كبير في عملية اتخاذ القرار.

يعتبر سيرغي لافروف، 71 عاماً، مثالاً آخر يجسد اعتماد بوتين الكبير على شخصيات عرفها في ماضيه.

إنه دجال ومراوغ، إذ حاول في الشهر الماضي أن يسخر من وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس بسبب ما تعرفه عن جغرافيا روسيا، وفي السنة التي قبلها، حاول إهانة جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي.

إلا أنه جرى تهميشه بالنسبة لأي شيء يرغب بالقيام به في أوكرانيا، ولكن بالرغم من كل ما يعرف عنه من حيث عدائيته وفظاظته، إلا أنه دعا لمزيد من المحادثات الدبلوماسية حول أوكرانيا، ولهذا قرر الرئيس الروسي تجاهله.

لا يعتقد أحد أنه اهتم لأمر خروج معظم أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة في أثناء محاولته الدفاع عن الغزو الروسي في خطابه عبر الفيديو.

فالنتينا ماتفيينكو: رئيسة المجلس الفيدرالي

المرأة الحديدية.. ما لا تعرفه عن "فالنتينا ماتفيينكو" | الوفد

وجه نسائي نادر الظهور بين بطانة بوتين، إذ أشرفت هذه المرأة على التصويت الذي جرى في مجلس الشيوخ للإقرار بنشر قوات روسية خارج حدود روسيا، مما مهد الطريق أمام غزو أوكرانيا.

تعتبر هذه المرأة من الشخصيات الموالية لبوتين منذ أن عرفها في سانت بطرسبرغ إلى جانب أياديها البيضاء في السعي لضم القرم عام 2014.

لكنها لا تعتبر من كبار أصحاب القرار ، إذ ثمة عدد قليل من الأشخاص الذين بوسعهم أن يصدروا الأوامر وأن يتخذوا القرارات المهمة.

ولهذا يقتصر دورها، شأنها شأن بقية أعضاء مجلس الأمن الروسي، على ترك انطباع يوحي بقيام نقاش جامع في الوقت الذي يكون فيه الرئيس الروسي قد اتخذ قراره بنفسه.

فيكتور زولوتوف: رئيس الحرس القومي

فيكتور زولوتوف - Wikiwand

 حارس شخصي سابق للرئيس، يدير الحرس القومي الروسي اليوم، الذي يعرف باسم روزغفارديا، والذي أسسه بوتين قبل ست سنوات ليكون بمثابة جيش شخصي له على غرار الحرس الإمبراطوري الروماني.

وباختيار حارسه الشخصي ليتصدر واجهة تلك القوات، ضَمِن الرئيس ولاء تلك القوات له، كما قام فيكتور زولوتوف بزيادة تعداد تلك القوات لتصل إلى 400 ألف.

تعتقد فيرا ميرونوفا أن خطة روسيا الأساسية كانت تعتمد على استكمال عملية الغزو في غضون أيام، ولكن عندما بدأ الجيش الروسي ينهزم، قدم الحرس القومي الروسي ليتصدر المشهد.

إلا أن المشكلة تكمن في عدم خضوع قائد الحرس القومي لأي تدريب عسكري، وبما أن قواته ليست لديها دبابات لذا يمكن أن تتعرض للهجوم هي الأخرى.

لمن يستمع بوتين أيضاً؟

تم تكليف رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين بمهمة لا يمكن لأحد أن يحسده عليها، لأنها تقوم على إنقاذ الاقتصاد، أما رأيه بالحرب فمحدود.

تعيين ميخائيل ميشوستين رئيساً للوزراء في روسيا

ومن المقربين للرئيس بوتين أيضاً: رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين وإيغور سيتشين رئيس روزنيفت وهي أكبر شركة نفطية في البلاد، وذلك بحسب ما ذكره المحلل السياسي ييفغيني مينتشينكو.

سرغي سوبيانين - ويكيبيديا

رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين

 

سيتشين يبقى على رأس إدارة "روس نفط" لمدة 5 سنوات أخرى - RT Arabic

رئيس شركة روزنيفت إيغور سيتشين

وكذلك الأمر بالنسبة للشقيقين اللذين أصبحا من أصحاب الملايين وهما بوريس وأركادي روتينبيرغ، وهما صديقا طفولة بوتين، إذ يعتبر كل منهما من أخلص الأصدقاء الثقاة لديه وأقربهم إليه . وقد صنفتهما مجلة فوربس في عام 2020 على أنهما يمثلان أغنى عائلة في روسيا

Russian Billionaire Brothers Forced to Sell Private Jets Over Sanctions —  Forbes - The Moscow Timesصديقا طفولة بوتين الشقيقان بوريس وأركادي روتينبيرغ

  

 المصدر: بي بي سي