icon
التغطية الحية

غزو روسيا لأوكرانيا.. تأثيرات محتملة على اقتصاد تركيا وصناعاتها الدفاعية

2022.02.26 | 05:30 دمشق

thumbs_b_c_ad03f274ea7ab666c1c687dc342a1b48.jpg
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الأناضول)
إسطنبول - حمزة خضر
+A
حجم الخط
-A

يحمل الغزو الروسي لأوكرانيا تكاليف محتملة على الاقتصاد التركي عبر قطاعات عدة، مثل الودائع المحمية بالعملة للخزانة التركية، والنفط والزراعة والاستيراد والسياحة، وسعر الصرف.

والمواقف الصادرة عن معظم دول العالم حول هذه الأزمة، ومن بينها تركيا، التي صرحت بوقوفها مع وحدة الأراضي الأوكرانية ضد "الغزو الروسي" سيضر بمصالح تركيا في دول عدة من بينها سوريا وأوكرانيا، وروسيا نفسها.

وفي تداعيات الآثار الاقتصادية، قدمت كبيرة الاقتصاديين في جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك "TÜSİAD" غيزم أوزتوك ألتنساش، تقيمها لآثار الغزو الروسي لأوكرانيا على الاقتصاد التركي.

وأوضحت ألتنساش أن تكلفة التوتر الجيوسياسي من جراء العملية العسكرية في أوكرانيا على تركيا قد تصل إلى ما يقرب من 30 إلى 35 مليار دولار في المرحلة الأولى: "قرابة 20% من السياح القادمين إلى بلدنا هم من الروس، و7-8% من الأوكرانيين، لذلك فإن نحو 30 في المئة من السياح يأتون من هذه المنطقة، والدخل السياحي الذي يدرّونه يعادل 15-20 في المئة من إجمالي الدخل السياحي، فإذا توقعنا دخلاً سياحياً محتملاً يقارب 35 مليار دولار في عام 2022، فإن 5 مليارات دولار من هذا في خطر بأبسط الحسابات".

تجارة النفط والغاز الطبيعي والقمح

وتعد روسيا من أهم موردي الحبوب بعد الصين والهند، حيث تحتل الحبوب نسبة 30% من وارداتها الروسية، وإن ارتفاع أسعارها بنسبة 25% مع بداية شهر شباط الحالي، سيؤثر على أسعار المواد الغذائية بشكل عام في تركيا.

وذكرت ألتنساش أن تركيا ستتأثر بزيادة الغاز الطبيعي والنفط بعد تجاوز سعر البرميل عتبة 100 دولار بعدما كان 70 دولاراً في العام الماضي من الفترة نفسها: "وفيما يخص البترول، فإن كل زيادة قدرها 10 دولارات في الأسعار تعني زيادة 4 - 5 مليارات دولار في التكلفة بالنسبة لنا، وإذا كان سعر النفط يحوم حول 90 دولاراً في المتوسط ​​هذا العام، فإن العبء على عجز الحساب الجاري سيكون 10 مليارات دولار إضافية، وإذا كان سعر النفط 100 دولار وما فوق ثابتاً، فستكون الكلفة أعلى بكثير". 

الليرة التركية والحسابات المحمية بالعملة

وأشارت ألتنساش إلى أن تسارع التوترات في المنطقة على الدولار / الليرة التركية سيؤدي أيضاً إلى زيادة العبء على الخزانة التركية فيما يتعلق بأداة الإيداع المحمية بالعملة التي تم استخدامها في 20 كانون الأول: "اعتباراً من آذار، ومع انتهاء أجل استحقاق الودائع المحمية بالعملة، سيبدأ دفع فرق سعر الصرف تدريجياً، وإذا ظل سعر الدولار عند مستوى 15 ليرة، فستكون الكلفة الإضافية للخزانة نحو 50 مليار ليرة تركية".

ويرى الأكاديمي التركي خورشيد غونيش من كلية الاقتصاد بجامعة مرمرة في حديثه إلى موقع "VOA" أن الأزمة الروسية - الأوكرانية ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، وخاصة في تركيا بعد تبنيها سياسات اقتصادية جديدة مطلع العام الحالي: "الودائع المحمية بالعملة هي أكثر الأمور خطورةً الآن، فإذا ارتفع سعر الصرف، سيتضرر الاقتصاد، لذا يجب أن يظل الدولار مستقراً".

العلاقة الروسية التركية معقدة

وأبدى غونيش قلقله من أن روسيا ستوسع غزوها على أوكرانيا، وهو ما سيؤثر على العلاقات التركية - الروسية المعقدة: "لا ينبغي النظر إلى علاقات تركيا مع روسيا على أنها تجارة خارجية وطاقة فقط، توجد علاقة عسكرية أيضاً، وبصرف النظر عن صفقة شراء S-400، هناك اتفاقية لإنشاء محطة للطاقة النووية، وهذه العلاقات التي أقامتها تركيا مع روسيا تمنعها من اتخاذ مواقف سياسية يمكن أن تتخذها إلى جانب الغرب الأكثر حرية".

وسلط غونيش الضوء على تعقيدات المسألة السورية في علاقة تركيا بروسيا، حيث تمتلك روسيا قوة في الملف السوري، الأمر الذي تحاول تركيا التعامل معه، مشيراً إلى أن تركيا تحاول أخذ "مسافة" في علاقتها مع روسيا.

مصانع بيرقدار في أوكرانيا

وعلى الرغم من تعقيدات العلاقة الروسية - التركية في مجالات عدة، إلا أن العلاقات التركية - الأوكرانية شهدت تطوراً مهماً خلال السنوات السابقة، وصلت إلى حد التشارك في التصنيع العسكري، وبيع طائرات بيرقدار التركية إلى أوكرانيا.

وكان الكرملين قد حذر تركيا من أن الطائرات بدون طيار التي تبيعها إلى أوكرانيا تخاطر "بزعزعة استقرار المنطقة"، إلا أنه في الواقع بيع هذه الطائرات لا يعتبر تجارة أحادية الجانب، فهي جزء من علاقة دفاعية أكثر شمولاً بين البلدين، لأن أوكرانيا لديها أيضاً نصيب في إنتاج الطائرات بدون طيار التركية.

ورداً على أسئلة "BBC" التركية حول هذا الموضوع، علقت باحثة الدفاع والأمن أردا مولود أوغلو: "أصبحت أوكرانيا واحدة من أهم شركاء الدفاع لتركيا في السنوات الأخيرة"، وأضافت: "حقيقة أن تركيا لا تستطيع شراء المنتجات التكنولوجية من الدول الغربية لها تأثير في هذا، إذ أصبحت أوكرانيا مورد محركات مهم جداً لتركيا، وكانت المحركات الأوكرانية الصنع مفضلة في طائرات (Akıncı) الخاصة بشركة (Baykar)".

وأشارت مولود غول إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وقع اتفاقية مع أوكرانيا خلال زيارته إلى أوكرانيا، كانت تقضي بإنشاء منشأة لتصنيع الطائرات من دون طيار التركية، وهو ما تسبب بزيادة حجم التجارة المتبادلة في صناعة الدفاع بشكل كبير بين البلدين.