icon
التغطية الحية

من هو قاتل المرأة وابنتها الذي طالب أهالي الرقة بإعدامه؟

2023.01.25 | 06:22 دمشق

احتجاجات في دوار النعيم وسط مدينة الرقة تطالب بمحاسبة القاتل - 22 من كانون الثاني 2023 (شبكة الخابور)
احتجاجات في دوار النعيم وسط مدينة الرقة تطالب بمحاسبة القاتل - 22 من كانون الثاني 2023 (شبكة الخابور)
غازي عنتاب - سامر العاني
+A
حجم الخط
-A

ليلة عصيبة مرّت على أبناء مدينة الرقة، بعد تلبيتهم دعوة أحمد صالح الزورو للاعتصام في منطقة دوار النعيم وسط المدينة، احتجاجاً على محاولة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التغطية على قاتل زوجته الحامل نورا الأحمد (25 عاماً)، وطفلتهما راما (8 سنوات)، بهدف سرقة أموال ومصاغ ذهبي، إذ دهمت "قسد" منازل المعتصمين وأطلقت النار على آخرين في شارع المحطة.

وانطلقت الدعوة للاعتصام والمطالبة بإعدام القاتل بعد صدور قرار قيادة "قسد" بمحاكمته داخلياً، على خلاف ما كان يطالب به زوج الضحية وأقاربها بأن تكون المحاكمة علنية خوفاً من التلاعب بالحكم، على اعتبار أنّ الكوادر الأمنية تسيطر على القضاء وتسيّره كما تريد.

من هو القاتل؟

"عاكف ولّو" أو كما يُعرف باسمه الحركي داخل الجهاز الأمني لقسد "جيمي الكردي"، يسكن في منطقة المختلطة وهي جزء من حي المشلب الذي تقطنه الضحيتان، وكان قد سجن أكثر من مرة بتهم السرقة والتحرش والسلب بالعنف قبل اندلاع الثورة السورية.

عاكف ولّو (جيمي الكردي) المتهم بقتل نورا الأحمد وطفلتها راما – تلفزيون سوريا
عاكف ولّو (جيمي الكردي) المتهم بقتل نورا الأحمد وطفلتها راما – تلفزيون سوريا

وبعد تحرير مدينة الرقة من قبل فصائل المعارضة، وفي فترة الانفلات الأمني عاد لامتهان السرقة والسلب، ثم اعتقل لدى إحدى الكتائب في المدينة بعد سرقته لمحل مجوهرات وصرافة في شارع المنصور، وأفرج عنه بعد وساطات وإعادة المسروقات، ثم اعتقل مرّة ثانية بتهمة الخطف وطلب الفدية ليفرج عنه بعدها من دون معرفة التفاصيل.

ومع بدء سيطرة "تنظيم الدولة" (داعش) على مدينة الرقة انتسب إلى التنظيم عن طريق زوج شقيقته وهو أحد قياديه في الرقة، وعمل كأمني في منطقة المناخر قبل أن يلتحق بـ"قسد" مع بدء تشكيلها ليصبح أحد الأمنيين المهمين.

مع أحد الناجين

في عام 2018 اختطف التاجر "أ.د" في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة "قسد"، وطلب الخاطفون من زوجته فدية مقدارها 30 ألف دولار، وقبل يوم واحد من تسليم الفدية اكتشف أمر الخاطفين وجرى تحرير التاجر المخطوف، ليتّضح بعدها أنّ من يقود عصابة الخطف هو "عاكف ولّو".

ويقول التاجر خلال حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" إنّه تعرّض لتعذيب شديد خلال العشرة أيام التي قضاها بين أيدي الخاطفين، وكانوا يصورون عمليات التعذيب ويرسلونها إلى زوجته للضغط عليها من أجل التسريع بدفع المبلغ، حتّى إنّه كان معلّقاً بسقف الغرفة عندما جرى تحريره من أيدي الخاطفين.

ويضيف أنّ الخاطفين استدرجوه بحجة صفقة تجارية، إلا أنّه تفاجأ بارتدائهم الزي العسكري التابع لـ"قسد"، وأشهروا السلاح بوجهه واقتادوه بعد أن وضعوا في رأسه كيساً أسودَ إلى منزل مهجور في منطقة المختلطة في حي المشلب.

وبعد افتضاح أمر "عاكف ولّو" حكم عليه القضاء التابع لـ"قسد" بالسجن ثلاث سنوات، لم يقض منها في السجن سوى بضعة أشهر، ثم خرج ليتابع عمله معهم، كعضو في جهاز الاستخبارات.

محاكمة داخلية

ويعتقد أحمد صالح الزورو المفجوع بزوجته نورا الأحمد وابنته راما أنّ المحاكمة الداخلية للقاتل ومن معه هدفها تمييع قضيته وحماية القتلة، لذلك فإنّ أي محاكمة لا تكون علنية مرفوضة بالنسبة له.

وفضلاً عن الجاني "عاكف ولّو" فإنّ منتسبة لـ"قسد" تدعى صابرين، بالإضافة إلى رجلين آخرين شاركوا في الدخول إلى منزل الضحية بهدف السرقة، إلا أنّ الزورو غير متأكّد بمشاركتها في جريمة القتل، لذلك طالب أيضاً بأن تحضر أطراف من جانبه عملية التحقيق وهذا ما رفضته قيادات "قسد" رفضاً قاطعاً.

ويقول أحد المشاركين في الاحتجاجات، (طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية)، لـ"تلفزيون سوريا"، إنّ الكثير من الجرائم التي يرتكبها عناصر في "قسد" لا يجري محاسبة مرتكبيها بعقوبات رادعة، وكثيراً ما نرى مرتكبي الجرائم يتجوّلون بيننا بعد عدة أيام من ارتكاب جريمتهم.

ويستذكر حادثة سرقة دراجة نارية في حيّهم أمسكوا السارق فيها متلبسا وسلّموه إلى مركز للأمن يتبع إلى "قسد"، لكن بعد عدة أيام شاهدوا السارق يتجوّل في حي الفردوس وهو يرتدي الزي العسكري الرسمي.

وأكد أنّ طلب رب العائلة المغدورة محق، فإفلات الجاني من العقاب وارد جداً إن كانت المحاكمات داخلية بذريعة أنّ المسألة تخص عضواً ينتمي للجهاز الأمني.

ونفى المصدر أن تكون الاحتجاجات تخريبية كما أعلنت "قسد" في بيان لها، مؤكّداً على أنّ الرقة تحولت إلى طوفان بشري تلبيتهم لنداء رب العائلة، ولاسيما أنّه ينتمي لإحدى كبريات العشائر في المنطقة.

يذكر أنّ المحاكمات غير العلنية التي تقوم بها "قسد" دائماً ما تنقذ الجاني إذا كان ينتمي لهم، وهذا ما تسبب بانتشار الجريمة في مدينة الرقة، وعلى رأسها السرقة والسطو وتجارة المواد المخدرة.